الخبير الاستراتيجي اللواء محمد علي في حديث خاص لـ"المسلم" :إيران أصبحت عاشر دولة تدخل النادي النووي الدولي

18 رجب 1427

كل ما حدث أن إيران استطاعت فك شفرة تخصيب اليورانيوم تصريحات نجاد هي رسالة مزدوجة لتطمين الغرب وتهديد إسرائيل إيران بحاجة إلى الآلاف من أجهزة الطرد المركزي لتصنع قنبلة نووية واحدة إيران استعارت أسلوب كوريا الشمالية في إدارتها للصراع النووي مع أمريكا بإمكان إيران الآن الرد على أي اعتداء على أراضيها وإحداث خسائر بأعدائها أجرى الحوار/ همام عبد المعبود أوضح (الخبير الاستراتيجي) اللواء أركان حرب محمد علي بلال، (قائد القوات المصرية في حرب الخليج)، أن بإمكان إيران - الآن - الرد على أي اعتداء على أراضيها، من إسرائيل، كما أنه يمكنها إحداث خسائر بأعدائها، مشيراً إلى أن إيران استفادت من أسلوب كوريا الشمالية في إدارتها للصراع حول الملف النووي مع أمريكا . وقال بلال (المساعد الأسبق لرئيس أركان حرب القوات المسلحة)، في حوار خاص مع موقع "المسلم" : "إيران أصبحت عاشر دولة تدخل النادي النووي الدولي، بعدما استطاعت أن تفك شفرة تخصيب اليورانيوم، ولكنها بحاجة إلى الآلاف من أجهزة الطرد المركزي لتصنع قنبلة نووية واحدة"، معتبراً أن "تصريحات (الرئيس الإيراني) أحمدي نجاد هي رسالة مزدوجة، شقها الأول لطمأنة الغرب بأن إيران تسعى فقط للوصول لاستخدام التكنولوجيا النووية في الأغراض السلمية، بينما يحمل شقها الثاني رسالة تهديد لأمريكا وربيبتها في المنطقة إسرائيل " . وفيما يلي نص الحوار : المسلم : نود أن نعرف كيف يتم تخصيب اليورانيوم؟ وماذا يعني ذلك ؟ اللواء بلال : تخصيب أو إثراء اليورانيوم هي عملية ضرورية للحصول على الوقود النووي، فاليورانيوم يوجد في الطبيعة على هيئة خليط من 3 نظائر هي: (اليورانيوم 238)، و(اليورانيوم 234) و(اليورانيوم 235)، والأخير هو الذي يمكن استخدامه في إنتاج سلاح نووي. وتجري عملية التخصيب بتحويل خام اليورانيوم إلى غاز (سادس فلوريد اليورانيوم) الذي يتم ضخه إلى آلات طرد مركزي تدور بسرعة تعادل ضعف سرعة الصوت، وبدوران هذه الأجهزة ينفصل النظير الأثقل (اليورانيوم 235) ويتراكم على جوانب الجهاز الذي يأخذ شكلاً أسطوانيًّا يبلغ طوله 6 أقدام ولا يتجاوز عرضه بضعة بوصات، وينتج عن عملية الفصل هذه زيادة نسبة (اليورانيوم 235) في صورته الغازية. المسلم : وما هو المطلوب للوصول إلى إنتاج قنبلة نووية ؟ اللواء بلال : حتى يمكن إنتاج قنبلة نووية فإنه يجب الوصول إلى نسبة نقاء (اليورانيوم 235) إلى حوالي 90%. المسلم : وماذا عن وزن إيران النووي ؟ اللواء بلال : إيران لديها برنامج لتوليد الطاقة الكهربائية من مفاعل نووي بدأ في عام 1974م، أي قبل قيام الثورة الإسلامية، ويضم 6 محطات نووية، وبعد الثورة توقف العمل فيها ثم عاودت الثورة استكماله، وتم إنشاء حوالي 90% من مفاعل بوشهر 1 القادم من ألمانيا ثم اتفقت مع إيران على استكماله، وتم تشغيله بالفعل في عام 2005 م. أما مفاعل (بوشهر 2)، فقد تم تشييد حوالي 50 % منه وغير معروف متى سيتم استكماله، كما دخلت إيران مجال التكنولوجية النووية المتقدمة بإثراء اليورانيوم، واتفقت مع روسيا على شراء وحدات للطرد المركزي غير أن أمريكا ضغطت على يليستين لوقف توريد هذه الوحدات، مما جعل إيران تتحرك في هذا الموضوع بمنتهى السرية، لدرجة أن العالم فوجئ في مطلع هذا العام بمحطة لإثراء اليورانيوم في منطقة ناتاتز على بعد 300 من جنوب العاصمة طهران، وهي المحطة التي زارها وفد من الوكالة الدولية للطاقة النووية برئاسة الدكتور محمد البرادعي. المسلم : وما الجديد الذي توصلت إليه إيران؟ اللواء بلال : الجديد أن إيران أعلنت على لسان غلام رضا أقازادة، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، في 11 أبريل أنها نجحت في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى منخفض يمكن استخدامه في تشغيل محطات توليد الكهرباء، باستخدام 164 جهاز طرد مركزي، وبهذا تكون إيران قد استطاعت أن تفك شفرة تخصيب اليورانيوم مما يدخلها النادي النووي الدولي. كما أعلنت أنها أنتجت 110 أطنان من غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في تخصيب اليورانيوم الخام المطلوب للحصول على وقود نووي. المسلم : ومن هي الدول الأعضاء بالنادي النووي الدولي؟ اللواء بلال : كان هناك 9 دول أعضاء في النادي النووي الدولي، وهي الدول الخمس التي تعترف بها رسمياً معاهدة منع السلاح النووي، وهم: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، فرنسا، إنجلترا، الصين، إضافة إلى 4 دول أخرى من خارج الإطار الرسمي، وهي: إسرائيل، الهند، باكستان، كوريا الشمالية. وطبعا الآن أصبحوا 10 دول بعد انضمام إيران إليهم. المسلم : وهل يعني هذا أن هناك صعوبة في مضي إيران قدما في اتجاه إنتاج سلاح نووي ؟ اللواء بلال : بلا شك هناك صعوبة كبيرة، فلكي تنتج إيران السلاح النووي لابد أن يكون تخصيب اليورانيوم 90% كما قلنا، ولكي يكون كذلك لابد أن تملك الأجهزة الطاردة المركزية القادرة علي إحداث التخصيب والتي لا تقل عن آلاف الأجهزة. كل ما فعلته إيران حتى الآن هو نسبة تخصيب تتراوح بين 3,5 – 4.8 % باستخدام 160 – 164 جهاز طرد مركزي، ولكي تحصل على نسبة 90%هي بحاجة إلى آلاف الأجهزة وهو أمر صعب حاليا لأنها لابد أن تشتريها من الدول المتقدمة مثل روسيا والصين وهذا مستحيل أن يتم خارج رقابة الولايات المتحدة الأمريكية، فروسيا لن تقبل أن تكون إيران قوة نووية وإنما تلعب هذه اللعبة لتجد لنفسها مكانا في الشرق الأوسط وعلي خريطة القوى العالمية كما كانت في أيام الاتحاد السوفيتي وأثناء الثنائية القطبية. المسلم : ولكن هل يصعب تعدد الأهداف الإيرانية مهمة ضربها ؟ اللواء بلال : ضرب الأهداف بدقة متناهية أصبح الآن- في ضوء تقدم التقنيات العسكرية- شيئاً يسيراً، ولم تعد المشكلة اليوم في ضرب الأهداف وإنما في القدرة على الرد على الضربة. المسلم : وهل يقترب الميزان العسكري الصاروخي الإيراني من مثيله الإسرائيلي ؟ اللواء بلال : لا نستطيع أن نقول: إن الميزان العسكري الإيراني قد اقترب من التكافؤ مع الميزان العسكري الإسرائيلي، ولكن يمكنها فقط الرد على أي اعتداء على أراضيها، لقد أصبحت الآن قادرة على إحداث خسائر بسيطة بمن يحاولون الاعتداء عليها، وهو ما تسميه إيران بسياسة قطع الأيدي. فالصواريخ الإيرانية المحمولة برا و بحراً و جواً، ويمكنها الآن إظهار قوتها، وما يحدث اليوم هو أشبه بحلقة جديدة في مسلسل الحرب الباردة لكنه هذه المرة بين أمريكا وإيران. المسلم : وهل كانت تصريحات (الرئيس الإيراني) أحمدي نجاد تعني احتمالا ببلوغ إيران مرحلة الإنتاج العسكري النووي ؟ اللواء بلال : تصريحات نجاد تؤكد أن إيران قد وصلت للقوة النووية السلمية ولكنها أيضا تحمل تهديداً بإمكانية الوصول إلى إنتاج قوة نووية عسكرية، فقد أصبح بإمكان إيران اليوم الرد في حال تعرضها للاعتداء، وهى بهذا تستفيد من أسلوب كوريا الشمالية في إدارتها للصراع حول الملف النووي مع أمريكا عندما ردعت أمريكا وجعلتها تتوقف عن سياسة التهديد وتتجه للحل الدبلوماسي. المسلم : هل الإعلان عن خطة لاغتيال نصر الله جزء من تلميحات إيران بتوسيع نطاق الحرب إن بدأت ؟ اللواء بلال : الخطط التي تعلن عنها الدول من حين لآخر أنها اكتشفت خطة لاغتيال مسئول ما هي رسائل دعائية موجهة لبعض القوى لإثارة الشعور، وهذه في تقديري حرب دعائية هدفها تخويف دول الخليج وبث الرعب في قلوبها ومحاولة توظيف الخلاف بين السنة والشيعة في العراق لشغل الجميع عن الموضوع الأساسي وهو خروج قوات الاحتلال من العراق. المسلم : ولكن لماذا كل هذه الضجة التي تثيرها أمريكا حول إيران؟ اللواء بلال : أمريكا تريد إحداث توتر مستمر في منطقة الشرق الأوسط، مع تخويف دول الخليج من أن تكون بينهم دولة نووية، وإيهامهم بأن هذا سيضعفهم، وسيهدد الأمن القومي لهم، في إشارة منها بأنهم لا بد أن يستمروا في طلب الحماية منها. المسلم : هل يمكن أن يتكرر السيناريو العراقي مرة أخرى في إيران ؟ اللواء بلال : بالطبع غير ممكن، لأن إيران غير العراق، فإيران الآن تملك القدرة على الرد، وهي تهدد من الآن بضرب أهداف ومصالح أمريكية في المنطقة، وهي في هذا تختلف عن العراق، كما أن إيران قادرة على البدء في إنتاج سلاح نووي. فضلاً عن أن العراق طوائف متعددة ومتنافرة وهو ما سهل مهمة قوات الاحتلال في الدخول والاستمرار لثلاث سنوات في البقاء بالعراق، بينما تمتاز إيران بأنها كتلة واحدة غالبيتها من الشيعة، ينظرون للإمام بقداسة عكس العراق الذي كان ينظر إلى صدام على أنه ديكتاتور. المسلم : وماذا عن القنبلة الإسلامية ؟ وهل هناك أمل في إنتاجها يوماً ما ؟ اللواء بلال : القنبلة الإسلامية مصطلح روج له الغرب بهدف تخويف الآخر من الإسلام، وإلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين، وربط الإرهاب بالإسلام، ثم هل الدول الإسلامية متحدة أصلاً حتى نتكلم عن قنبلة نووية إسلامية ؟! في كل دول العالم هناك علماء وخبراء نوويون، والمشكلة ليست في الخبراء، وإنما في المواد والخامات والمعدات والإمكانيات، فأيام الدكتور يحيي المشد كانت مصر قادرة على إنتاج القنبلة النووية. المسلم : كثيرا ما نسمع عن اغتيال عالم نووي، عربي أو مسلم... فمن يقف خلف هذه الاغتيالات؟، ولمصلحة من تتم هذه الاغتيالات ؟ اللواء بلال : لا ننسى في الخمسينيات "فضيحة لافون" حيث اغتال الموساد الإسرائيلي جميع العلماء الألمان الذين كانوا يعملون في مصر للمساعدة على إنتاج الصواريخ، وما يعلمه الجميع أن الصهيونية العالمية تقف خلف اغتيال علماء الذرة العرب والمسلمين في العام كله. المسلم : في ختام هذا الحوار .. نشكر لسيادة اللواء محمد علي بلال إتاحته هذه الفرصة للحوار؟ اللواء بلال : شكرا لكم .. ************** من هو اللواء محمد علي بلال ؟ أولا: بيانات عامة : اسم العائلة: بلال. الاسم: محمد علي بلال مكان وتاريخ الميلاد : دشنا ـ محافظة قنا ـ في 23/07/1935م الجنسية: مصري الديانة: مسلم الحالة الاجتماعية : متزوج آخر منصب تولاه: قائد القوات المصرية في حرب الخليج درع الصحراء ثانيا: المؤهلات العلمية المدنية: شهادة التوجيهية (إتمام الدارسة الثانوية). بكالوريوس تجارة، عام 1970. دبلوم دراسات إسلامية. ماجستير في إدارة الأعمال. ثالثاً : المؤهلات العلمية العسكرية: بكالوريوس في العلوم العسكرية، من الكلية الحربية المصرية، عام 1955. ماجستير في العلوم العسكرية، من كلية القادة والأركان عام 1970. زمالة كلية الحرب العليا، من أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1980. رابعاً: المناصب التي تقلدها: قائد فصيلة مشاة، برتبة ملازم، في منطقة رفح فلسطين على الحدود مباشرة. قائد سرية، برتبة ملازم، عام 1956. ضابط ضمن أول مجموعة ضباط مصرية سافرت إلى سورية، عام 1958، للخدمة بالجيش السوري، بعد إعلان الوحدة بين مصر وسورية. رئيس عمليات كتيبة، عام 1962. قائد كتيبة مشاة، بالإنابة، من عام 1965 وحتى عام 1967. قائد كتيبة مشاة ميكانيكية، عام 1969 رئيس عمليات فرقة، عام 1973. قائد لواء مشاة ميكانيكية، عام 1976. رئيس شعبة عمليات جيش، عام 1981 قائد فرقة مشاة، عام 1983. مساعد رئيس أركان حرب القوات المسلحة. رئيس هيئة تفتيش القوات المسلحة. قائد القوات المصرية في حرب الخليج. خامساً : الأعمال البارزة : المشاركة في حرب عام 1956، كقائد سرية مشاة ميكانيكا. المشاركة في حرب اليمن من عام 1962 وحتى عام 1965، رئيساً لعمليات كتيبة. المشاركة في حرب عام 1967، أركان حرب عمليات لواء. المشاركة في حرب 1973، رئيس عمليات فرقة، ثم قائد مجموعة عمليات سميت باسمه، مجموعة عمليات بلال المشاركة في حرب الخليج، درع الصحراء عام 1990، قائداً للقوات المصرية. سادساً : الأوسمة والأنواط والميداليات: نوط الواجب العسكري. نوط الشجاعة. نوط الخدمة الممتازة. نوط الخدمة الطويلة. نوط التدريب مرتين وسام الجمهورية. وسام الملك فيصل من الطبقة الثانية.