رئيس بلدية دير البلح: أغلبية الأجهزة الأمنية فطنت للمخطط فسكنت.. لنعد لمكة والقاهرة..تعتيم شامل على الضفة
18 جمادى الثانية 1428

فرضت أحداث غزة وما تلتها نفسها على الواقع السياسي العربي والإسلامي، كونها تقع في البقعة الغالية على كل مسلم، وتعبر عن حالة الصراع بين أصحاب الخط المقاوم، والملتصقين بالحل الأمريكي للقضية الفلسطينية خصوصاً وقضايانا عموما، ولعل كثيراً من التساؤلات قد ألحت على أذهان كثيرين خلافاً لما أجيب عنه من خلال الأخبار الواردة من هناك.. جمعنا بعضاً منها وتوجهنا بها إلى الشيخ/ أحمد بن حرب الكرد - رئيس بلدية دير البلح بقطاع غزة في فلسطين، وهو أيضاً مؤسس ورئيس جمعية الصلاح الإسلامية لما يقرب من خمسة وعشرين عاماً، ووضعناها بين يديه، فكان هذا الحوار:<BR><BR><font color="#ff0000">استبشر الكثير خيراً بما جرى في اتفاق مكة المكرمة، غير أن الأحداث سرعان ما سارت في اتجاه الصدام مرة أخرى, فما الذي جرى بعد اتفاق مكة؟</font><BR>في حقيقة كلنا استبشرنا خيراً باتفاق مكة، ومن اجتماع الرأي والتعاهد من الجميع على الالتزام باتفاق مكة، ولكن ومع الأسف لم يطبق من الاتفاق إلا تشكيل الحكومة ودخول الوزراء من حركة فتح ومن المستقلين في الحكومة الوحدوية، أما النقاط الأخرى والأساسية في اتفاق مكة فبقيت حبراً على ورق.<BR><font color="#ff0000">ما هي النقاط الأساسية التي تم الاتفاق عليها في اتفاق مكة ولم يتم تطبيقها؟</font><BR>النقاط هي: إعادة صياغة منظمة التحرير، وقد تم تأجيل الأمر ، وإصلاح الأجهزة الأمنية وإعادة صياغتها وتنظيمها وفقاً للمصالح الوطنية لا كما هي عليه وفقاً للمصالح الفئوية والشخصية الضيقة حتى باتت أداة للجريمة لا للأمن، ولم يحدث أيضا شيء من ذلك، والشراكة السياسية لم يحدث شيء.<BR><font color="#ff0000">هل كان عدم تفعيل اتفاق مكة المكرمة وتجاهل النقاط الأساسية فيه هو الجانب الوحيد والمؤثر فيما جرى من أحداث؟</font><BR>كلا ... بل هنالك جوانب أخرى لا تقل أهمية وتأثيراً منها: الجو العام الذي كان سائداًَ ومنتشراً، حيث غدا قطاع غزة في حالة من الاحتقان والتوتر وكأن المنطقة مقبلة على حرب أهلية، وسعت فئة معروفة إلى استمرار الفلتان الأمني على مستوى قطاع غزة وبشكل مخطط له وغير مسبوق من قبل، ما أدى إلى استقالة وزير الداخلية الأستاذ/ هاني القواسمي، لأن وزير الداخلية لم يستطع أن يحكم على رجل واحد من رجال الأمن العام، وبالتالي فقد قدم استقالته، هذا على المستوى الأمني وكانت هذه الخطوة في نظر هذه الفئة الضربة الأولى للانقضاض على اتفاقية مكة.<BR>يضاف إلى هذا كله استمرار عمليات القتل والاغتيالات على أيدي هذه الفئة مستعينة ببعض أفراد الأجهزة الأمنية، لأن هذه الفئة أزعجها ما حدث في مكة، فكان لا بد من تخريب وتدمير ما حدث في مكة انقياداً لأوامر بعض الأطراف التي لم يرق لها جو التوافق بين الشعب الفلسطيني.<BR>كما سعت هذه الفئة إلى (التجييش) أو بمعنى أدق إعداد العناصر وتدريبها وخاصة القوة الأمنية الموجودة في قطاع غزة لتحقيق الأهداف المرسومة لها ونظراً لرفض الكثير من أفراد الأجهزة الأمنية المشاركة في هذه المؤامرة تم إنشاء قوة سموها (تنفيذية فتح) حيث تم سحب عناصر من جميع الأجهزة، وتم نشرهم ووضع الحواجز على الطرق وتم تنفيذ جملة من الاغتيالات بهدف تصعيد للموقف.<BR><font color="#ff0000">أمام هذه الممارسات والاعتداءات هل تداركت الأطراف المعنية الأمر؟</font><BR>هذه الممارسات على الأرض لم تكن تبشر بخير، وقد سعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى اطلاع جميع الأطراف بحقيقة ما يجرى، وحاولت معالجة الوضع من خلال الحفاظ على اتفاقية مكة ومنع عناصرها من ردود الأفعال، ولكن كان هذا الصبر من الحركة يقابل بزيادة وتيرة عملية التخريب والإفساد من هذه الفئة، وأصبحت الحكومة مشلولة وغير قادرة على تسيير الأمور، وأضحى هنالك انتشار للقوى الأمنية في كل قطاع غزة، ووضعت الحواجز الأمنية، وقامت العناصر التابعة لهذه الفئة بالصعود إلى الأبراج السكنية وإطلاق النار على كل من يعفي لحيته، وتم قتل الشيخ ناهض النمر حيث سحبه المسلحون الملثمون من منزله المتاخم لمنزل الرئيس الفلسطيني محمود عباس غرب مدينة غزة ومن بين أفراد عائلته، قبل أن يطلقوا عليه أكثر من خمسين رصاصة في مختلف أنحاء جسده ويعدمونه بدم بارد دون أن يشفع له كبر سنه من تنفيذ هذه الجريمة البشعة بحقه، كما تم إعدام خمسة من أفراد القوة التنفيذية وبدم بارد، وللتغطية على هذه الجرائم تم قتل الصحفيين من صحيفة فلسطين وصحفي آخر لموقع فلسطين مباشر وتهديد المراسلين بصورة مباشرة وغير مباشرة.<BR><font color="#ff0000">هل تعتبر مثل هذه الحوادث كالاعتداء على من يعفي لحيته جديدة على المجتمع الفلسطيني؟</font><BR>كانت هذه التصرفات سابقة خطيرة لم تحدث قبل ذلك، بمعنى لم يكن الاعتداء يتم بهذه الطريقة في الشارع، وإن كان يتم في داخل السجون والمقرات الأمنية، أما أن يُعتدى على الملتحي من خلال إقامة نقاط تفتيش ويتم إنزاله من السيارة، وأن يتم رفع النقاب عن الأخوات المحجبات في الطرقات للتعرف عليهن، وأيضاً إطلاق الألفاظ البذيئة السيئة من السب والشتم على الحواجز، هذا كله أقلق الجميع وفاجأهم.<BR><font color="#ff0000">في ظل هذا الحشد والإعداد المعلن من هذه الفئة للانقضاض على الشعب الفلسطيني ومصالحه، كيف تعاملت حركة المقاومة الإسلامية مع ذلك؟</font><BR>حركة المقاومة الإسلامية ورغبة منها في الحفاظ على اتفاق مكة المكرمة وكما أشرت سابقاً سعت إلى اطلاع جميع الأطراف المعنية بما يجري من أمور وتصعيد تفصيليا، حتى جاءت خطوة رئيس الوزراء الأستاذ/ إسماعيل هنية وفقه الله بالإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد، وتلي ذلك الأمر بسحب جميع المسلحين من الشوارع، وتنبيهه إلى ضرورة توجيه الصراع مع الأعداء الصهاينة، فجاءت موجة إطلاق الصواريخ على المواقع العسكرية والمستوطنات الجاثمة على امتداد القطاع من الجنوب إلى أقصى الشمال، فتبع هذا قصف الطائرات الصهيونية لجميع مواقع القوة التنفيذية، وقصف عشرات المساكن، واستشهاد العشرات من نشطاء حماس، نتيجة لذلك القصف "الإسرائيلي"، ومن ذلك حدث مع النائب الدكتور خليل الحية من قصف ديوانه واستشهاد سبعة من عائلته.<BR>واستطاعت حركة حماس أن تلفت الأنظار وتنقل الصراع إلى حقيقته ليكون مع الاحتلال الصهيوني، لتجنب الصراع الفلسطيني – الفلسطيني، وكانت هذه الرسالة لحقن الدماء الفلسطينية، وفي ذات الوقت رسالة للمخلصين في حركة فتح ليقفوا أمام الفئة الباغية التي تثير الفتنة والجريمة.<BR><font color="#ff0000">هل كانت هذه الخطوات من حركة حماس كفيلة بتهدئة الأمور؟ </font><BR>إزاء كل هذه الخطوات التي قامت بها حركة المقاومة الإسلامية ومع الأسف الشديد لم تحدث استجابة من الفئة الإجرامية بل استمرت في تصعيدها، والعجيب أن هذا التصعيد أصبح متزامناً مع الاعتداءات الصهيونية، ليبقى الشعب الفلسطيني يتلقى الضربات من السماء ومن الأرض، والمصيبة أن تكون بعض هذه الضربات ممن ينتسبون إليه، وقامت هذه الفئة بجولة ثانية فقصفت منزل رئيس الوزراء، بل وقامت بإطلاق النار على المجلس التشريعي، وعلى مجلس الوزارء في وقت انعقاد جلسته، وقام أفراد من حرس الرئاسة بمداهمة بيت عميد كلية التجارة بالجامعة الإسلامية الدكتور/علاء الدين الرفاتي واختطاف أخيه إمام مسجد العباس وقتله وتمت عملية الإعدام في منطقة منتدى الرئاسة، إزاء هذا كله كان لا بد من التدخل ليس ضد الشرعية، وليس ضد أبي مازن، وليس ضد فتح، ولكن ضد فئة تستظل بظل فتح، وتستغل فتح لتحقيق مآرب وأجندة خارجة عن إجماع الشعب الفلسطيني.<BR><font color="#ff0000">إذا كان الصراع ليس مع حركة فتح، فهل هناك قيادات من حركة فتح تعي هذا الأمر، وهل تم الاتصال بها لتطويق هذه الأحداث وغيرها؟</font><BR>حقيقة أن المراقب للأمور يدرك أن هناك قيادات في حركة فتح لم يَرُق لها ما حدث، وهذه القيادات تعرف جيداً أن هناك فئة تتسلق على حركة فتح وهي التي تثير الفتنة، لكن هذه القيادات صوتها ضعيف، وصوتها لا يُسمع، بالرغم من أن لها وجوداً في الأجهزة الأمنية، لكونها لا تملك المال، فدائماً من يملك المال يملك الأجهزة الأمنية ويتحكم في قادتها بطرق مشروعة أو غير مشروعة كما ظهر لاحقاً من خلال الوثائق والمستندات التي كشف حركة حماس عن شيء يسير منها.<BR><font color="#ff0000">ما المخاطر الحقيقية التي كان يمكن أن يتعرض لها الشعب الفلسطيني لو لم تقدم حماس على الحسم العسكري للقضاء على الفلتان الأمني من تلك الفئة؟</font><BR>الفلتان الأمني والقتل والاعتداءات وجميع المؤشرات والدلائل والمعلومات المؤكدة كانت تشير إلى أن هناك إعداداً لحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس وتنهي ما تبقى لدى الشعب الفلسطيني من مقومات للحياة، وتكمل الحرب المستمرة من قبل الاحتلال، والكل كان يتخوف من أن يتحول قطاع غزة إلى ساحة للحرب الأهلية، وذلك لأن كل بيت في المجتمع الفلسطيني تجد أن أحد أبنائه في حركة فتح والآخر من حركة حماس والثالث من الجبهة، فحتى لا يتقاتل الإخوة كان لا بد من وضع حد لهذا كله، وإلا فستكون النتيجة المزيد من القتل والفساد.<BR><font color="#ff0000">هل يمكننا القول أن هذه الفئة كانت تعول على استغلال هذا الواقع الاجتماعي في فلسطين؟</font><BR>بطبيعة الحال أن هذه الفئة حاولت استغلال كل شيء دون أي خطوط حمراء، فقد كانت هذه الفئة تحاول أن تستغل العائلات حتى لا يقال إن هذه الفئة هي التي تفتعل المشاكل، وهذا حدث في مواقف شتى ولكني لا أريد أن أذكر أسماء العائلات، وقامت هذه الفئة بإمداد هذه العائلات بالسلاح والمال لقتل عناصر من حماس وتحت ظل العائلة، ولكنهم في حقيقة الأمر يعملون بأمر وتنفيذ من هذه الفئة الظالمة، حتى وصل الأمر إلى القتل ومهاجمة المساكن وحرق البيوت والمحلات التجارية والمستودعات على خلفية أنه صراع عائلي ولكن بتوجيه وتمويل من هذه الفئة وكان الكثير من عقلاء تلك العائلات يدركون حقيقة الأمر إلا أن الذي كان يعلو كان هو صوت السلاح.<BR>ونحن لا يمكننا أن نحول قضية فلسطين إلى حرب أهلية، فنحن شعب مسلم وقضيتنا قضية إسلامية، لأن أرض فلسطين هي أرض الرباط، وأرض الإسراء والمعراج، وأرض مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الفئة تريد أن تجرد فلسطين من صبغتها الإسلامية، البعض يريد أن تبقى فلسطين ليست إسلامية إنما علمانية أو يسارية أو غير ذلك، ولكن فلسطين أرض إسلامية، وأرض وقف إسلامي، يريدون بهذه الفتنة وهذا التحدي السافر مسح الواجهة الإسلامية للشعب الفلسطيني، إزاء هذه الأمور كان واجباً ولزاماً وضع حد للفئة التي تثير الفتنة، وكان تدخل حماس لمنع ضرر أشد وهو ضرر الاقتتال الداخلي، وضرر الفتنة، وضرر الفلتان الأمني الذي أصاب كل شخص، وكل فرد في قطاع غزة.<BR><font color="#ff0000">تشير بعض المصادر إلى أن عدد أفراد الأجهزة الأمنية يتراوح بين خمسين إلى ثمانين ألفا، فكيف تمت السيطرة على تلك الأجهزة والمقرات التابعة لها؟</font><BR>أولاً ينبغي أن نشير هنا إلى حقيقة الصراع، بمعنى أن ما جرى لم يكن صراعاً بين هذه الأجهزة الأمنية ككل وبين حركة حماس، ولذلك فإن جهاز الشرطة وفي جميع مواقعها والتي يقارب عددها خمسة عشر ألف، لم تتدخل ولم تتعرض مقراتها لأي هجوم بل على العكس بقي أفراد الشرطة في أماكنهم آمنين.<BR>فالتدخل العسكري من كتائب عز الدين القسام ومن القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية كان فقط لوضع حد لهذه الفئة التي استغلت بعض الأجهزة الأمنية لتحقيق مخططهم.<BR><font color="#ff0000">هل قامت حركة حماس وجناحها العسكري كتائب عز الدين القسام والقوة التنفيذية بخطوات معينة لحقن الدماء والتقليل من الخسائر؟</font><BR>بالطبع فقد قامت بخطوات واضحة لكون الهدف ليس إراقة الدماء بل حقن الدماء، فقد بدأت - وكما يعلم الجميع من أبناء الشعب – بتقسيم قطاع غزة إلى مربعات وأقامت حواجز وفرضت منع التجول في بعض المناطق، وقامت بتوجيه نداءات عبر المكبرات والإذاعات المحلية لجميع أفراد الأجهزة الأمنية بأن من دخل بيته فهو آمن، وهذا هو نداء قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم لأهل مكة المكرمة، نعم كان النداء من دخل بيته فهو آمن ، من ترك موقعه فهو آمن، من سلم سلاحه فهو آمن، معركتنا ليست مع إخواننا بل مع العملاء ، وهكذا خرج من استطاع الخروج من أفراد تلك الأجهزة إلى بيته، وسلم من استطاع سلاحه للكتائب وأعطى سند تسليم بختم الكتائب على ذلك، واستجاب الأغلبية لنداء العقل والدين بعد أن اتضح لهم بأن الهدف ليس قوى الأمن، وليس الهدف فتح، إنما الفئة التي تثير الفلتان والفوضى والفساد ووضع حد لها.<BR>ولم تكتفِ قيادة القسام بذلك بل إن بعض المواقع التي تحصن أفراد من الأجهزة الأمنية فيها ورفضوا الاستجابة للنداءات، طالبت قيادة القسام الأهالي إخراج أبنائهم من تلك المقرات وهذا ما وقع فعلاً، مما جعل الأهالي يشكرون الإخوة في القسام على هذه المبادرة والتي تدل على حرصهم على دماء إخوانهم وأبناءهم وتحييد المغرر بهم عن الاشتباكات.<BR><BR><font color="#ff0000">بماذا تفسرون استجابة أغلب أفراد الأجهزة الأمنية لهذا النداء؟</font><BR>هذه الاستجابة جاءت لإدراك أبناء شعبنا لحقيقة ما يجري، ولأن الفئة الظالمة فضحت نفسها بتلك الجرائم البشعة التي ارتكبتها وكشفت عن حقيقتها مما عجل بهلاكها – والحمد لله – يضاف لذلك أنهم لا يدافعون عن قضية إنما يدافعون عن أشخاص، وكل فرد من تلك الأجهزة الأمنية لا يريد أن يُقتل وهو يدافع عن شخص، فهو أساساً وُجد في هذه الأجهزة ليدافع عن وطن ويساهم في بناء وطن، ليس بناء شخص أو مملكة لشخص، فالكثير منهم والأغلبية منهم رجع إلى بيوتهم آمنين ولم يتعرض لهم أحد، بل الكثير من المقرات اتصل أفرادها بالمسئولين في القوة التنفيذية وقادة القسام وطلبوا منهم التنسيق لاستلام تلك المقرات والمواقع.<BR><font color="#ff0000">الاشتباكات التي وقعت ونقلت عبر وكالات الأنباء ووسائل الإعلام أين كانت؟</font><BR> تلك الاشتباكات والمواجهات كانت محصورة في بعض المقرات التي يوجد بها قادة و رؤوس هذه الفتنة، ولولا أن قيادة القسام أعطت المهلة تلو المهلة وإلا لأمكن السيطرة عليها خلال وقت قصير جداً، ولكن الإعلام يصور عكس ما يحدث، فلو أجرينا إحصائية لعدد الأشخاص الذين قُتلوا في الصراعات العائلية، والثأر لوجدنا أنهم أكثر عدداً من الأشخاص الذين قُتلوا في المواجهة الأخيرة، فأين المجازر التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام!.<BR>ثانياً ومن جانب آخر نجد أن عدد الأشخاص الذين قُتلوا من حركة حماس والقوة التنفيذية يزيد عن عدد الأشخاص الذين قتلوا من عامة الناس أو من الطرف الآخر، وهذا دليل على أنه إذا كانت هناك مجزرة فقد كانت هذه المجزرة بحق حركة حماس وبحق المواطنين الآمنين، ليست بحق الفئة الباغية.<BR>وكما قلت بعض الصراعات العائلية وبسبب انتشار السلاح وعدم ضبطه من قبل الأجهزة الأمنية، وصل عدد القتلى إلى ما يقرب العشرين شخص في صراع عائلي واحد، لقد كان هنالك تهويل وتضخيم لما حدث.<BR><font color="#ff0000">كيف انعكست السيطرة على تلك المقرات والمواقع والقضاء على هذا التيار أو الفئة الباغية على الحياة في قطاع غزة؟</font><BR>لقد كانت الآثار إيجابية للغاية، ويكفي أن نعلم بأن الناس الذين كانوا يسكنون بالقرب من تلك المقرات والمواقع عندما سقطت قاموا بتوزيع الحلوى تعبيراً منهم عن الفرح بعودة الأمن والهدوء، واليوم لو رجعنا إلى قطاع غزة نجد الأمن والأمان والنظام، قبل أيام لم يكن الواحد منا يأمن على سيارته من كثرة انتشار سرقة السيارات، كان الواحد لا يأمن على حياته، كان لا يأمن على ماله حتى الممتلكات العامة تم مداهمتها كشركات الكهرباء وشركات التليفون والمحلات التجارية، اليوم حتى الصحفيين الأجانب عادوا وعبروا عن استغرابهم من سرعة عودة الأمن والهدوء إلى القطاع، الآن جميع تلك المظاهر السيئة والمخزية انتهت.<BR><font color="#ff0000">ما الذي وجد في تلك المقرات؟</font><BR>كما سمعنا وعُرض على وكالات الأنباء أنه وجد في مقرات الأجهزة الأمنية كالمخابرات والأمن الوقائي الكثير من المستندات والوثائق المتنوعة، والتي أشار الدكتور/ خليل الحية إلى بعضها في المؤتمر الصحفي الذي عقدته حركة حماس، مثل بعض التسجيلات الصوتية والمصورة، وهذا حقيقة يندى لها الجبين، فنحن تفاءلنا خيراً سنة 1994م بقدوم السلطة الفلسطينية تفاءلنا خيراً بأن يلتئم شمل الشعب الفلسطيني، وأن نعمل جميعاً على بناء وطن حر، وأن يتنافس جميعنا في حركة فتح وحركة حماس والجبهة وجميع الفصائل في بناء وطن، وفي بناء مؤسساته، ولكن حقيقة لم يتم بناء لا وطن ولا مؤسسات، بل تم بناء كيانات وممتلكات لأشخاص محددين، حتى جاءت انتفاضة سنة 2000م، انتفاضة الأقصى وهي في حقيقتها كانت انتفاضة على الفساد الإداري والمالي الذي نخر جسد السلطة.<BR><font color="#ff0000">بعد تشكيل حكومة الطوارئ في رام الله، وإقالة الحكومة الشرعية، ماذا تتوقعون الآن؟</font><BR>حقيقة يجب أن نستمع إلى صوت العقل نستمع إلى صوت وأنّات شعبنا الفلسطيني، شعبنا الفلسطيني عانى كثيراً وكثيراً عانى من الاحتلال أولاً وأخيراً، وعانى من الفلتان الأمني وما ترتب على ذلك من الاعتداء على الأرواح والممتلكات وغير ذلك، حقيقة شعبنا هذا الذي عانى كثيراً لا يجب أن يُعاقَب، يجب أن يُكافأ، فلنضع حداً لما جرى، ولنجلس جميعاً على طاولة واحدة، لا نحتاج إلى اتفاقيات جديدة، هناك اتفاقية القاهرة، هناك وثيقة الوفاق الوطني، هناك اتفاق مكة، لا نحتاج إلى صياغة أوراق، وإنما نحتاج إلى وضع آليات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وضع آليات لتنفيذ اتفاقية القاهرة، وضع آليات لتنفيذ اتفاقية مكة، إذا جلسنا جميعاً ووضعنا أمام أعيننا مصلحة شعبنا الفلسطيني نستطيع أن نخرج مما وصلنا إليه، أما <font color="#0000FF">التعنت أن نجيز لأنفسنا الجلوس مع أولمرت، ومع الوزراء "الإسرائيليين"، ونرفض أن نجلس مع بعضنا البعض، فهذا عيب في حقنا، إذا كان الاحتلال الذي سلب الأرض وطرد الشعب واحتل الوطن وقتل العشرات وقام بالمجازر هذا الاحتلال نجلس معه ونتفاوض للوصول إلى اتفاقيات، ألا نجلس معاً للوصول لحل؟!</font>، ما حدث كما قلت صحيح، وهو يحزن، وما كان أحد يتمنى حدوثه؛ لأن دم شعبنا غالٍ على الجميع، وغالٍ علينا، ما كان أحد يتمنى أن نصل إلى ما وصلنا إليه، ولكن أُجبر الجميع على ما وصلنا إليه، فالآن بعد انتهاء الفئة المنفذة للفتنة في غزة فلنجلس جميعاً، ولنبني أجهزة أمنية للوطن تعمل على حفظ دماء المواطن، وتعمل على نشر الأمن والأمان للمواطنين، ونبني أجهزة أمنية ليست لفتح وحماس إنما للشعب الفلسطيني، هذا <font color="#0000FF">نداؤنا بأن نجلس للحوار فليكن في مصر، في المملكة العربية السعودية، فهاتان الدولتان الشقيقتان يهمهما مصلحة الشعب الفلسطيني. </font><BR>أما اللاءات التي وردت في خطاب الرئيس الفلسطيني عباس: لا جلوس ولا مفاوضات ولا اعتراف، أقول: يكفينا لاءات كثيرة جداً جداً جداً، الأولى أن نعود إلى بعض، أن تعود اللحمة بينا بعيداً عن أولئك المتآمرين مع الاحتلال.<BR>إن لم يكن هناك حوار فماذا يريدون؟ يريدون أن تستمر إراقة الدماء والانقلاب على الحكومة الشرعية؟ والعصيان لأوامر وزير الداخلية؟ فلتكن دعوة لتغليب مصلحة شعبنا بالجلوس معاً، ووضع آلية لما تم الاتفاق عليه في القاهرة ومكة المكرمة وتحت رعاية الرئيس مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله يحفظه الله.<BR><font color="#ff0000">الحرب المعلنة اليوم في الضفة الغربية على المؤسسات الخيرية ودور رعاية الأيتام وعلى حركة حماس وأنصارها، ما آثارها السلبية على حركة حماس؟</font><BR>إذا كان الرئيس أبو مازن يتحدث عما حدث في غزة بأنه تمرد وعصيان، ألا يجب عليه أن يتحدث عما حدث في الضفة، ألم يزعم بأنه شكّل حكومة الطوارئ لنشر الأمن والأمان في الضفة، هم بأفعالهم هذه يسعون أن يحدث في الضفة الغربية كما حدث في غزة، إذا كانت الأجهزة الأمنية الآن موجودة في الضفة الغربية، وإذا كان أبو مازن هو المسيطر في الضفة الغربية، فلماذا حرق المؤسسات؟ ولماذا مداهمة البيوت؟ ولماذا الاختطاف؟ ولماذا مئات المؤسسات تم حرقها وهي تقدم الخدمات الإنسانية للمواطنين؟ هل يريدون الوصول بالضفة الغربية إلى حالة من الفلتان الأمني كما كان يحدث في غزة؟! إذا كانت حكومة الطوارئ التي شكلها أبو مازن لحفظ النظام والقضاء على الفلتان فلتنشر النظام في الضفة الغربية ولنرى نموذجاً، هم يدّعون أنهم نموذج، في الضفة اليوم يطارد ويسجن ويعذب المتمسك بدينه وبسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حتى المساجد لم تسلم منهم. أليست حماس جزء من الشعب الفلسطيني وفي الضفة الغربية كان لها الأغلبية والجماهير صوتت معها. <BR><font color="#ff0000">ما هو نداؤكم وتوجيهكم بالنسبة لما يجري في الضفة الغربية؟</font><BR><font color="#0000FF">الذين تمكنوا من الفرار من قادة الفتنة تجمعوا في الضفة وعادوا ليحيكوا المؤامرة من جديد، والنداء نداء للعقلاء إن ما يحدث في الضفة الغربية سيجر المنطقة، وسيجر الضفة الغربية إلى ويلات وويلات، وقد يؤدي إلى ردود فعل، وعندها سيتدخل العالم، ليقول لماذا؟ إذا وقف الضحية ليدافع عن نفسه، يقولون لماذا دافع عن نفسه؟ </font>وأين العالم والحكماء الآن عما يحدث في الضفة الغربية، هناك تعتيم إعلامي عما يحدث في الضفة الغربية، هناك تعتيم صحفي للصحف ووكالات الأنباء، ولا يستطيعون نقل الحقيقة، حتى الصحفيون يهددون لكي لا ينشروا أي شيء كما حصل لمراسل قناة الجزيرة في نابلس من حرق لبيته وسيارته، وإصدار قرار بإعدام مراسل قناة الأقصى الفضائية، فلو قام المظلومون الآن في الضفة الغربية للدفاع عن أنفسهم نجد القائمة تقوم، وسيتم وصفه بأنه خروج على الشرعية، أين هي الشرعية في الضفة الغربية الآن؟ فليحققوا الشرعية في الضفة الغربية ولنرجع إلى العقل قبل فوات الأوان.<BR><BR><font color="#ff0000">في ظل كل تلك المتغيرات والتوقعات المختلفة ما هو مستقبل حكومة الوحدة الوطنية؟</font><BR>في وجهة نظري لن تكون هناك حكومة واحدة تستطيع أن تجمع الشعب الفلسطيني، لا بد من وجود حكومة وحدة وطنية، الوحدة الوطنية هي مطلبنا جميعاً، فتح وحدها لا تستطيع إدارة أمور فلسطين، حماس وحدها لا تستطيع، بل أي فصيل فلسطيني لا يستطيع، فلا بد من التوافق على ما تم الاتفاق عليه، شعبنا واحد يجب أن تكون حكومته واحدة في ضفتها وفي قطاعها هذا المطلب الذي نطالبه جميعاً فالعودة إلى حكومة الوحدة الوطنية هو صوت الحق وصوت المنطق أما حكومة طوارئ وحالة طوارئ وهذه الأشياء لا تخدم قضيتنا.<BR><font color="#ff0000">هل هناك آفاق سياسية للخروج من هذه الأزمة؟</font><BR>نحن نأمل أن يكون هناك تغليب لصوت العقل، وأن يكون هنالك تدخّل عربي مكثف وخاصة من قبل الجامعة العربية، لكي تجمع الأطراف، أما موقف المتفرج على ما يحدث سوف لن يحقق شيئاً، والأمل كبير بأن تكون هناك ضغوط في تجاه جمع الأطراف، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فلا توجد أزمة حقيقة الآن، هنالك فئة ظالمة عميلة تم التخلص من وجودها في غزة، فليرجع أبو مازن إلى غزة، فليرجع الجميع، أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية وهذا صحيح، وكذلك المجلس التشريعي سلطة شرعية، فلا يجوز تغييب واحدة منهما، فلا يغيب الرئيس ولا يغيب المجلس التشريعي يجب على الطرفان أن يعملا.<BR>وإن <font color="#0000FF">مسألة الفصل بين غزة والضفة هو ما يريده الاحتلال وهو مرفوض تماماً، ولا يمكن إلغاء وتجاهل حركة المقاومة الإسلامية، ولكن لا بد من تطهير حركة فتح من الذين يعادونها ويعادون الشعب الفلسطيني وقضيته. </font><BR><BR><font color="#ff0000">ما الذي تتوقعونه في المرحلة القادمة؟</font><BR>المرحلة القادمة مرحلة مفصلية من تاريخ الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ولكني أؤكد هنا على أن المشروع الجهادي، هو مشروع الشعب الفلسطيني كله، المخلصون من أبناء فتح وحماس وجميع الفصائل الفلسطينية، ولذلك فإني أناشد المخلصين من أبناء حركة فتح الالتزام باتفاق مكة المكرمة واتفاق القاهرة، وأن يضغطوا على قادتهم في هذا الاتجاه، فلا حل إلا بالحوار الوطني على أساس الحفاظ على المقدسات والحقوق والثوابت وعدم التفريط بشيء منها أو التخلي عنها.<BR><font color="#ff0000">هل من كلمة توجهونها للقادة وللشعوب الإسلامية.. </font><BR>أود أن أوجه الشكر لتلك الشعوب التي وقفت معنا في كل الأزمات، وكذلك أوجه النداء بأنه لابد لشعوبنا الإسلامية والتي تدرك قيمة أرض فلسطين والتي لها مكانة في قلب كل مسلم، لأنها أرض فلسطين أرض الإسراء والمعراج بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وأرض الرباط، وهي جزء من عقيدتنا، هي جزء من ديننا، من تاريخنا، وإن شد الرحال لا يجوز إلا لثلاثة مساجد ومنها المسجد الأقصى المبارك، فإذا كانت الرحال تشد إلى مكة المكرمة وإلى المسجد النبوي، فهل يستطيع أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن يشد الرحال اليوم إلى المسجد الأقصى؟<BR>أليس هذه قضية شعوبنا، <font color="#0000FF">لابد لشعوبنا أن يكون لها تأثير وقوة ضاغطة بهدف الإصلاح والوفاق وجمع الأطراف جميعاً، ونصرة المظلومين.. ونداء إلى رؤساء وملوك دولنا العربية بعدم التحيز لطرف دون طرف، لأن هذا التحيز من شأنه أن يزيد النار، كما نطالب الإخوة الأشقاء في مصر بأن يفتحوا المعابر ويخففوا من الحصار على هذا الشعب المظلوم</font>، إن الرؤساء والقادة بإمكانهم أن يجمعوا الأطراف إذا كانت هناك نية صادقة لجمع الطرفين، ولن يتأخر أحد، وكما جمعوهم في ظل الكعبة فليجمعوا مرة أخرى لتطبيق ما تم الاتفاق عليه.<BR><br>