أنت هنا

17 ربيع الأول 1429
المسلم ـ المركز الفلسطيني للإعلام

فاجئت رئاسة السلطة ورئيس حركة "فتح"، ممثلة بمحمود عباس وفريقه برام الله، الفلسطينيين بإعلانها التراجع رسمياً عن "إعلان صنعاء"، وذلك بعد ساعات قليلة من توقيع حركتي "حماس" و"فتح"، على اتفاق لاستئناف الحوار بينهما.

ووصف نمر حمّاد مستشار رئيس السلطة عباس للشؤون السياسية أن ما حدث من توقيع على "إعلان صنعاء" في العاصمة اليمنية بين عزام الأحمد ممثلاً عن "فتح" والدكتور موسى أبو مرزوق عن حركة "حماس"، بـ"خطأً"، مشيراً إلى أن عزام الأحمد لم يبلغ رئيس السلطة بفحوى الاتفاق قبل التوقيع عليه.

وبالرغم من أن حمّاد أقر بأن عزام الأحمد له تفويض بمتابعة أمر المبادرة اليمينية؛ إلا أنه أكد في تصريح أدلى به لقناة "الجزيرة" الفضائية بأن "التفويض لا يكون مطلقاً لأي شخص"، على حد تعبيره، مؤكدا على أن ما فعله الأحمد كان خطأً لعدم رجوع الأحمد إلى الرئاسة، كان يجب قبل التوقيع الاتصال بعباس".

وأوضح مستشار عباس: "إن أساس ذهاب وفد فتح إلى اليمن هو المبادرة اليمنية، نحن موافقين على المبادرة اليمنية من أجل التنفيذ ونبدأ ببندها الأول (عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل منتصف يونيو 2007) وليس إطاراً لاستئناف الحوار (كما في إعلان صنعاء الذي تم التوقيع عليه من قبل الحركتين فتح وحماس".

وزعم حمّاد أن مثل هذا التوقيع "سيدخلنا في متاهات، الضغوط الأمريكية والإقليمية، وهذا ليس من مصلحة الشعب الفلسطيني ولا الأمة العربية، وسبق ونوقش الأمر مراراً، إلا إذا كان الموضوع أن نصل إلى أي صيغة ومن ثم نترك الأمور كما هي"، وفق تصريحه.

ورأى مستشار رئيس السلطة للشؤون السياسية أن "أهم ما في المبادرة اليمنية هو البند الأول، والذي ينص على التراجع عن الانقلاب والعودة إلى الأوضاع التي كانت سائدة"، وتابع، لا يمكن أن نعود إلى وضع يمتلك كل حزب سلاح "وميليشيات". في إشارة إلى سيطرة حركة "حماس" على قطاع غزة وتطهيرها من العملاء.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قد استهجنت تصريحات نبيل أبو ردينة الناطق باسم رئاسة السلطة الفلسطينية بشأن المبادرة اليمنية، معتبرة أنها تتناقض مع "إعلان صنعاء" الذي نص صراحة على اعتبار المبادرة إطار للحوار بين حركتي "حماس" و"فتح" وليس إطاراً للتنفيذ.

وقالت الحركة على لسان المتحدث باسمها الدكتور سامي أبو زهري مساء الأحد: "نحن في حركة المقاومة الإسلامية حماس نخشى أن تكون هذه التصريحات تعكس عدم جدية الرئاسة الفلسطينية في الحوار، وأن توقيعها الاتفاقية من باب المجاملة ليس أكثر".

وأكد أبو زهري على أن حركة "حماس" تقدر الجهد اليمني وتلتزم بإعلان صنعاء، كما وندعو هنا حركة "فتح" إلى الالتزام بالمقابل بهذا الإعلان".

وكانت وكالة أنباء السلطة "وفا" قد نشرت بياناً للرئاسة، باسم المتحدث باسمها نبيل أبو ردينه، أعلنت فيه أن استئناف الحوار في المستقبل يجب أن يتم "لتنفيذ" المبادرة اليمنية بجميع بنودها، وليس للتعامل مع تلك المبادرة كإطار للحوار، "لأن ذلك لن يؤدي إلى نتيجة، بنود المبادرة اليمنية واضحة، ونحن نريدها للتنفيذ، وليس للتحاور"، حسب البيان.

ويقول مراقبون ان عباس وفريقه يعرقلون من جديد أي جهد عربي أو فلسطيني للبدء بحوار لإنهاء الانقسام الفلسطيني.