أنت هنا

17 ربيع الأول 1429
المسلم-صحف:

ذكرت صحيفة "صنداي ميرور" البريطانية أن الولايات المتحدة تأمل في عودة البريطانيين إلى مدينة البصرة، بعد أن باتت مسرحا لنزاع دموي بين ثلاث ميليشيات شيعية تسعى لبسط سيطرتها عليها.

وقالت الصحيفة البريطانية الأسبوعية في عددها الصادر أمس إن بريطانيا التي تنشر نحو 4100 جندي في العراق يتمركزون في مطار البصرة على بعد نحو عشرة كيلومترات عن وسط المدينة نقلت السلطة إلى العراقيين، لكنها قد تدعى إلى تعزيز دورها في المنطقة من جديد.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري أمريكي رفيع المستوى قوله إن "ثلاث ميليشيات (شيعية) قوية تخوض حاليا معركة دموية في جنوب العراق"، من ضمنها ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر، وميليشيا بدر التابعة للزعيم الشيعي الموالي لإيران عبد العزيز الحكيم.

وأضاف: سنطلب من البريطانيين دخول المدينة مجددا. وتابع: "إذا لم يكن لديهم عدد كاف من الرجال فسنقدم لهم مساعدة المارينز" مشاة البحرية الامريكيين.

وأوضح المصدر العسكري الأمريكي أن "الشعور بأن جنوب العراق يشهد عدم استقرار سيؤثر في نجاح العملية في الشمال، ويزعزع استقرار كل البلد"، على حد قوله. وأكد المصدر أن "اقتراح العودة إلى البصرة يدرس حاليا على أعلى مستوى في بغداد". إلا أن مصادر بريطانية في دوائر الحكومة قالت للصحيفة إن بريطانيا ستنظر بتحفظ إلى فكرة إعادة قواتها إلى البصرة، بسبب الضغوط الداخلية لسحب القوات من العراق.

وكانت وسائل الاعلام البريطانية قد ذكرت مؤخرا أن بريطانيا تفكر في تأخير سحب نحو 1500 من جنودها في العراق إلى نهاية السنة، بسبب تزايد الهجمات في البصرة. وكان يفترض أن تتم عملية الانسحاب هذه في بداية العام الجاري.

وتفضح الأوضاع في البصرة المزاعم الأمريكية البريطانية عن عراق ما بعد الاحتلال وقدرة الحكومة الطائفية العميلة على حفظ الأمن بعد إنفاق الملايين على تدريب قوات للشرطة والجيش تابعة لها على يد الأمريكيين، كما تعرقل هذه الأوضاع الخطط الأمريكية للانسحاب من المواجهات اليومية مع المقاومة العراقية وتركها للقوات الحكومية العميلة، والتقوقع داخل قواعد حصينة، لا سيما مع تصاعد قدرات المقاومة إلى الحد الذي مكنها من زلزلة المنطقة الخضراء الحصينة التي تضم مجمع السفارة الأمريكية ثلاث مرات في يوم واحد أمس.