أنت هنا

17 ربيع الأول 1429
الرياض – محسن العبد الكريم

قال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي: إن "ندوة الأدب والفن في خدمة الدعوة" تأتي في إطار سلسلة من الندوات التي تنظمها الندوة العالمية خلال العام الجاري والعام القادم بإذن الله، والتي تخصص لمناقشة القضايا الدعوية وكيفية استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله، لتصحيح المفاهيم، ونشر منهج الوسطية والاعتدال، وتحصين الشباب من أفكار الغلو والانحراف، ومواجهة طوفان العولمة وما تحمله من رؤى تغريبية.
وأضاف الدكتور الوهيبي: إن علينا أن نستفيد من هذه الوسائل المتجددة، كما استفاد الآخرون منها، وإن ذلك يقتضي أن نعالج القضايا المستحدثة والمعاصرة، وفق المحددات والأطر الشرعية.
وتطرق الدكتور صالح الوهيبي إلى كيفية الإعداد لـ"ندوة الأدب والفن في خدمة الدعوة" وقال: لقد شكلت لجنة من الأكاديميين والمختصين ووضعت تصوراً عاماً لهذه الندوة، وأهدافها ومحاورها، وبدأنا بعد ذلك في وضع هذه الرؤى موضع التنفيذ من خلال لجنة تحضيرية ، واللجنة التنفيذية التي شكلت مجموعة من اللجان المساعدة.
وقال الدكتور الوهيبي: إن ندوة الأدب والفن تتكون من شقين أساسيين الأول يتناول الجانب العلمي والتأصيلي لدور الأدب والفن في خدمة الدعوة، وتراثنا الزاخر في هذين الفنين، والثاني: يتعرض لكيفية الاستفادة من الأدب والفن وتوظيفها في خدمة الدعوة، والتطرق إلى النماذج التطبيقية في المجالين.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور صالح الوهيبي مساء أمس الأحد الموافق 15/3/1429هـ في الأمانة العامة وحضره الصحفيون والإعلاميون وقد تطرق الدكتور الوهيبي في بداية المؤتمر لأهداف "ندوة الأدب والفن في خدمة الدعوة" وقال: إنها تنصب حول تأصيل دور الأدب والفن المعاصر وربطه بالقيم، وحماية النشاط الأدبي والفني من عوامل الإفساد والتشويه، وإبراز الوجه الحضاري للأمة، والتعريف بمنجزاتنا في هذين الميدانين.وسوف يشارك في الندوة أكثر من 200 عالما وأكاديميا ومختصا.
وأضاف الدكتور الوهيبي قائلاً: إننا أردنا بهذه الندوة طرح القضية على بساط النقاش واستضفنا ثلة من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين للنقاش حول الموضوع، ونحن ليس لدينا موقف مسبق، بل إن المسألة كلها موضوعة أمام العلماء وأهل الاختصاص، فنحن نريد فحص القضية من جوانبها وكيف نستفيد من الفن والأدب في خدمة الدعوة، ونصل بها إلى الملايين من الناس، ونصحح المفاهيم المغلوطة عن عقيدتنا وديننا، ونعّرف بقضايانا العادلة.
وقال الدكتور صالح الوهيبي: إن أهل العلم من المشايخ والعلماء والدعاة والمفكرين هم الذين ينظرون في القضية.
وطالب الدكتور صالح الوهيبي بالتفريق بين الوسائل والمضامين، وقال: إن الوسيلة هي التي تحمل المضمون إلى الناس، ومن ثم علينا أن نصب اهتمامنا حول المضمون الذي يقدم، أما حصر العمل الدعوي في وسيلة واحدة فقط فهذا أمر يحتاج إلى نظر وإلى دليل.
وقال الدكتور الوهيبي: إننا لما بدأنا التخطيط لهذه الندوة كنا ندرك ما يثار من انطباعات حول "الأدب" و"الفن" لما اعترى هذين الفنين من تشويه، والمضامين الهابطة التي تقود للناس عبر السينما والمسلسلات والأفلام الوثائقية والتسجيلية، لذلك حددنا أهداف "ندوة الأدب والفن" التي انصبت على أهمية التأصيل لدور الأدب والفن وحماية هذين النشاطين.
وتساءل الدكتور الوهيبي: لماذا لا نخاطب الآخرين بفيلم وثائقي معد إعداداً جيداً ومتميزاً ومخرج بطريقة فنية رائعة، أو بقصة رصينة جيدة أو بمسرحية، كما يفعل الآخرون؟!
وقال: إن حماية هذه المنظومة الأدبية والفنية من الإفساد والتشويه أمر مهم، وإبراز الوجه الحضاري للأمة هو دورنا ، ودور أهل الأدب والعلم، وأضاف الدكتور الوهيبي قائلاً: إن هناك بعض الأعمال الأدبية أو الفنية التي من الممكن أن تساهم في تغيير الكثير من الأفكار الخاطئة، فالعمل الأدبي والفني الأصيل من الممكن أن يؤدي دوراً مهماً.
وقال الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي: إننا نجد بعض القصص تباع منها ملايين النسخ، ويقبل عليها الكثير من الشباب والفتيات، فأين ما ينشر من هذه القصص والروايات والمسرحيات الذي يهدف إلى غرس القيم والمفاهيم والفضائل.
وأضاف: إن أمة الإسلام لديها المواهب والقدرات وتزخر بالمبدعين من الأدباء والفنانين ، ولكن كيف نستفيد من هذه المواهب والقدرات الأدبية والفنية في خدمة الدعوة الإسلامية؟!
وثمن الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الدور الذي تقوم به وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في دعم هذه الندوة، وقال: إن معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وهو رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، والندوة تحظى برعايته ودعمه ومساندته لبرامجها ومشروعاتها، وأن معاليه يرعى "ندوة الأدب والفن" ويقوم بافتتاح الجلسة الافتتاحية فيها.
وتناول الدكتور الوهيبي الإسهامات في مجال المسرح والسينما والقصة والرواية والأفلام الوثائقية وقال: إن نصيبنا منها قليل جداً، ولننظر إلى الأفلام الوثائقية التي تتميز بها بعض هيئات الإذاعة والفضائيات العالمية ونقارن بين جودتها والإمكانات التي ترصد لها وبين الأفلام الوثائقية العربية والإسلامية، التي بدأت بعض الفضائيات العربية إنتاجها.
وقال: حتى قضايانا العادلة مثل قضية فلسطين لم نستطع أن نقدمها للرأي العام العالمي في قوالب فنية متميزة ليتعرف بحقيقة القضية، في الوقت الذي خرجت فيه عشرات من الأفلام من هوليود تزيف الحقائق وتظهر ادعاءات الصهاينة في الأراضي المحتلة وتروج لمزاعمهم الكاذبة.
وأكد الدكتور الوهيبي أن السينما والمسرح مجرد وسائل توظف في الخير كما توظف في الشر، أما عن الخطوات التي تعقب الندوة والتوصيات فقال الدكتور الوهيبي: إننا طرحنا القضية وكان لنا ولله الحمد السبق في ذلك، ودعونا العلماء والمختصين للنظر فيها شرعياً وكيفية الاستفادة من الأدب والفن في خدمة الدعوة ونحن هنا نسلط الأضواء حول هذه القضايا المهمة، وقد سبق أن طرحنا قضايا الأقليات الإسلامية في أحد مؤتمرات الندوة وسلطت الأضواء بعد ذلك عليها، كما طرحنا قضية الإعلام الإسلامي في مؤتمر آخر للندوة العالمية، فنحن نعين الجهات المختصة والمسؤولة والتي لديها القدرات والإمكانات على رسم الطريق.
وأعرب الدكتور الوهيبي عن تفاؤله بنجاح الندوة والمناقشات والحوارات التي تدور فيها.