أنت هنا

18 ربيع الأول 1429
المسلم-وكالات:

أثارت تصريحات صحفية لمفتي سيبيريا الشيخ نفيع الله عشيروف، حفيظة الجمعيات اليهودية الروسية، بزعم أنها معادية للسامية، حيث أعلن اتحاد الجمعيات اليهودية بروسيا عن تعليق الاتصالات مع مجلس المفتين بروسيا، بسبب تصريحات عشيروف، كما ذكر الحاخام زينوفي كوجان، رئيس مؤتمر الجمعيات اليهودية بروسيا، أنه ينوي مطالبة مجلس الأديان الروسي بإبداء رأيه في تصريحات مفتي سيبيريا.

وجاء في تصريحات مفتي سيبيريا الشيخ نفيع الله عشيروف، التي أثارت حفيظة الجمعيات اليهودية الروسية، أن الصهيونية تعتبر بمثابة الورم الخبيث، في قلب الوطن العربي، معتبرا أنها "نوع من الفاشية".

ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية الرسمية، عن بوروخ جورين، المتحدث باسم الجمعيات اليهودية في روسيا، أنهم عبَّروا لمجلس المفتين الروسي عن احتجاجهم على تلك الأقوال، وأنهم ينتظرون أن يتنصَّل مجلس المفتين من تلك التصريحات. كما ذكر الحاخام زينوفي كوجان، رئيس مؤتمر الجمعيات اليهودية بروسيا، أنه ينوي مطالبة مجلس الأديان الروسي بإبداء رأيه في تصريحات مفتي سيبيريا.

ومن الجدير بالذكر أن سيبيريا هي الجزء الشرقي والشمال الشرقي من روسيا، وتمتد شرقا من جبال الأورال حتي المحيط الهادى غرباً، ومن المحيط المتجمد الشمالي حتي حدود كازخستان ومنغوليا والصين جنوباً، وتمثل 77% من مساحة روسيا.

وتعتبر سيبيريا أكبر صحراء جليدية في العالم، إذْ تبلغ مساحة أراضيها 12 مليونا و 675 ألف كيلومتر مربع - وهي تفوق مساحة قارة أوروبا – وعلى الرغم من هذه المساحة الشاسعة، ومناخها البارد فقد بلغتها قوافل الدعاة المسلمين، منذ وقت مبكر، من تاريخ الدعوة الإسلامية العالمية، وجاهدوا المناخ الصعب؛ من أجل نشر الإسلام والتعريف الصحيح بهداياته، ونشر المعارف الإسلامية الصحيحة بين سكان البلاد.

وقد تأسست أول جالية إسلامية في سيبيريا في النصف الثاني من القرن الهجري الأول، عندما هاجر إليها عدد من مسلمي مدن " بخارى" و "سمرقند" و"قازان" بآسيا الوسطى، وعملوا على نشر الدعوة الإسلامية بين قبائل "الإسكيمو"، لذا فإن الإسلام هو أول دين سماوي، عرف في هذه المنطقة.

ومن المؤكد أن اِلإسلام هو أول دين سماوي عرف في سيبيريا، حيث خضعت سيبيريا للحكم الإسلامي في عام 978 هجرية ـ 1570 ميلادية ـ في عهد الإمبراطور " كوشيم خان " الذي ساعد على دفع مسيرة المد الإسلامي في سيبيريا. لكن القياصرة الروس عملوا على إبادة التراث الإسلامي في سيبيريا بعد احتلالهم مدينة "سيبر" العاصمة في عام 988 هجرية ـ 1580 ميلادية ـ ورفضوا إقامة كيان سياسي لسيبيريا، فظلت حتى اليوم مجرد إقليم تابع لجمهوريات روسيا الاتحادية.

ويقول المراقبون إن عدد المسلمين في سيبيريا في تزايد مستمر، بسبب سهولة تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وبسبب جهود مؤسسات الدعوة، والتعليم الإسلامي في سيبيريا، حتى بلغ عدد المسلمين السيبيريين أكثر من أربعة ملايين نسمة، من إجمالي عدد السكان، البالغ أكثر من 28 مليون نسمة.