أنت هنا

18 ربيع الأول 1429
كتب – محسن العبدالكريم

نجح البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، التابع لرابطة العالم الإسلامي، ولأول مرة منذ اندلاع أزمة الرسوم المسيئة لرسول الله في نشر (خطاب مفتوح للشعب الدنمركي) اليوم - الثلاثاء – في أشهر 12 صحيفة دنمركية.
صرح بذلك الدكتور عادل بن علي الشدي، الأمين العام للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وقال: إن الخطاب المفتوح وجه للشعب الدنمركي ويتضمن رفض الإساءة للمقدسات والأنبياء والرسل، ودعوة للعقلاء ومحبي السلام من أبناء الشعب الدنمركي للتدخل لحماية العلاقات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين المسلمين والدنمركيين.
وأضاف الدكتور الشدي قائلاً: إننا طالبنا في (الخطاب المفتوح) الجهات المسؤولة في الدنمرك بإدانة صريحة لإعادة نشر الرسوما لمسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الدكتور الشدي: إن الخطاب المفتوح نشر في نصف صفحة في 12 صحيفة من أشهر الصحف الدنمركية منها الجريدة التي نشرت الإساءة لرسول الله (يولاند بوستن)، وكان شرطنا الأساس أن ينشر في الصحيفة بياننا وخطابنا المفتوح لأنها الجريدة التي كانت السبب في الأزمة.
وأشار الدكتور الشدي إلى أن هناك محاولات بذلت منذ اندلاع أزمة الرسوم المسيئة من قبل جهات إسلامية عديدة لنشر بيانات حول الرسوم المسيئة في الصحف الدنمركية إلا أن جميع هذه المحاولات فشلت بسبب تعنت ورفض الصحف الدنمركية.
وقال الأمين العام للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة: إن الصحف الدنمركية كانت ترفض نشر أي مقالات أو إعلانات دفاعاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم وكذلك المحطات التلفزيونية الدنمركية رفضت ذلك أيضاً.
وأضاف د. الشدي قائلاً: لقد بذلنا محاولات لتوضيح حقيقة الرسوم المسيئة وموقف المسلمين منها في الإعلام الدنمركي، وقابلنا السفير الدنمركي في الرياض من أجل هذا الأمر، وعندما سافرنا كوفد إسلامي للدنمرك التقينا بالعديد من رموز المجتمع الدنمركي، وحدث نقاش حول أزمة الرسوم المسيئة وخطورتها على العلاقات الإسلامية الدنمركية، وإن المسلمين لا يقبلون الإساءة لنبيهم صلى الله عليه وسلم، واستطعنا – كوفد إسلامي – تكوين علاقات طيبة مع شخصيات دنمركية معتدلة ومحبة للسلام وتدعو للتعايش، وترفض الإساءة للمقدسات.
وقال الدكتور الشدي: إننا بدأنا محاولات لإعلان الموقف الإسلامي من الرسوم المسيئة في الإعلام الدنمركي، وقمنا بعمل اتصالات مع المسؤولين في جريدة (بوليتيكا) أشهر الصحف الدنمركية، وحدثت مناقشات بيننا وبينهم، وكان هدفنا نشر خطاب مفتوح يحدد الموقف الإسلامي من الرسوم، ووجدنا تفهماً من المسؤولين على الجريدة ولكنهم رفضوا نشر نفس البيان في جريدة (يولاند بوستن) وهو الأمر الذي أخر نشر (الخطاب المفتوح في الصحف الدنمركية لمدة أسبوعين)، وتمت الموافقة بنشر موقفنا وردنا في 12 صحيفة من أشهر الصحف الدنمركية وهي: بوليتيكيا، يولاند بوستن، 14 تيامز، فينيس فيدندا سترا، داج بلادت، مزيدركس بورج، ايمتس افيس، لاند فوكادنت، هولينج انيتسي فستر بلات، كالن بورج فولك بلاد.
وقال الدكتور عادل الشدي: إن (الخطاب المفتوح للشعب الدنمركي) تضمن خمس فقرات، وهي:
أولاً: أن حرية التعبير هي أحد إسهامات الإسلام للبشرية منذ 14 قرناً، لجميع الأديان والشرائع، ولكن لا تؤدي إلى الإساءة للآخرين أو الكراهية، أو تهديد التعايش السلمي، وأن أعظم ما يثير ذلك السخرية بالأنبياء والرسل.
ثانياً: أتيحت لنا فرصة زيارة الدنمرك لمحاولة احتواء الأزمة، ووجدنا حب الشعب الدنمركي للسلام، وتقديره للثقافات والأديان والحضارات المختلفة، ونحن متأكدون أن إعادة نشر الرسوم المسيئة لرسول الله لا يمثل أغلبية الشعل الدنمركي كما جاء في استطلاعات الرأي العام أن 55% من الشعب الدنمركي لا يؤيدون إعادة نشر الرسوم المسيئة.
ثالثاً: المسلمون يعتقدون أن كل الأنبياء لهم مكانة تمنع التعرض لهم ومن حقهم على البشرية احترامهم وعدم ترويج الاتهامات الكاذبة عليهم.
نستغرب حادثة القبض على أفراد معدودين بتهمة التخطيط للانتقام من أحد رسامي الرسوم المسيئة، ونستغرب الربط بين هذا الحادث وبين إهانة مشاعر الأمة الإسلامية بإعادة نشر تلك الرسوم.
رابعاً: الإسلام يدين كل محاولات الإخلال بأمن البلدان، ولكن المسلمين ينتظرون في المقابل من الجهات المسؤولة في الدنمرك إدانة إعادة نشر الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذه الإدانة ستساعد على عدم تكرار ما حدث.
خامساً: دعوة للعقلاء ومحبي السلام في الشعب الدنمركي لبذل الجهود الهادفة لحماية العلاقات الثقافية والحضارية بين الشعب الدنمركي وشعوب العالم.