أنت هنا

4 ربيع الثاني 1429
المسلم - الهيئة نت

أكد سماحة الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة‎ ‎علماء المسلمين ‏في العراق أن التدخل الإيراني في الشأن العراقي قد أزكاه المحتل الأمريكي ‏من خلال الجهات التي اعتمد عليها داخل العراق والممثلة بالمجلس الأعلى ‏وحزب‎ ‎الدعوة والحزبين الكرديين .‏
ونقل موقع الهيئة الإلكتروني نص الحديث الذي أجراه مع الشيخ موقع ‏‏"قاوم"، حيث أكد فضيلته أن المشهد العراقي مشهد مؤلم ومأساوي منذ‎ ‎خمس ‏سنوات، وحتى الآن يتردى من سيء إلى أسوأ .‏
وأوضح الشيخ الضاري أن الاحتلال لم يأت للعراق‎ ‎بسبب ما ادعاه من ‏وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وإنما لتدمير العراق دولة وشعبًا، ‏وتقسيمه والاستيلاء على‎ ‎ثرواته وبخاصة النفط .‏
وأشار الضاري إلى أن الاحتلال استعمل‎ ‎الوسائل المحرمة وغير المحرمة ‏لإخضاع الشعب العراقي‎ ‎المعارض لوجوده ومشاريعه المشبوهة؛ وتسبب ‏في قتل واستشهاد ما يزيد على مليون عراقي ويتم ما‎ ‎يزيد على خمسة ‏ملايين عراقي فضلاً عن اللاجئين الذن اقترب عددهم من 7 ملايين، إضافة ‏إلى 60% من العاطلين عن‎ ‎العمل، ونقص الغذاء والدواء وتفشي الأمراض‎ ‎الفتاكة كالسرطان والكوليرا لاستعماله أسلحة محرمة دوليا كاليورانيوم ‏المنضب‎ ‎والفسفور الأبيض .‏‎
ونوه الضاري إلى اعتماد المحتل الأمريكي في كثير من‎ ‎سياسته على ‏المجاميع التي جلبها معه ورباها‎ ‎على عينه، ممن يزعمون أنهم عراقيين، ‏لكنهم لا يدينون للعراق ولا لشعبه‎ ‎بشيء من الولاء، في إشارة منه إلى ‏الطوائف الشيعية التي تولت في الظاهر مقاليد البلاد .‏
وشدد الشيخ على أن حل الأزمة العراقية يكمن في خروج المحتل من ‏العراق، وأن هذا الأمر ينبغي أن يكون هو الهدف الرئيس لكل أبناء العراق.‏‎
وردًا على من يقول بأن خروج الاحتلال سيتسبب في وقوع حرب أهلية في ‏العراق، أكد الشيخ أن جميع الفتن التي حدثت بالعراق إنما حدثت في عهد ‏الاحتلال وبتوجيهاته، وبمساعدة‎ ‎قواته ومخابراته، فهل بعد هذا‎ ‎يظن عاقل ‏أن بقاء الاحتلال سينهي هذه الفتن .‏‎
وفسر الشيخ الضاري ما يحدث في الجنوب العراقي من معارك بين التيار‏‎ ‎الصدري والقوات الحكومية بوجود تضارب في المصالح بين الطرفين حيث ‏يسعى‎ ‎كل منهما للسيطرة على المال والنفوذ في جنوب العراق، وقد حدث ‏هذا الخلاف بينهما منذ‎ ‎السنوات الأولى للاحتلال ولكن إيران كانت تتدخل ‏فيجمد هذا الخلاف تارة‎ ‎ويعود تارة أخرى .‏
وبين الشيخ أن المالكي استغل التوجه الأمريكي بالقضاء على التيار ‏الصدري أو‎ ‎تحجيمه على الأقل ليفرض نفوذه على الجنوب وخاصة قبل ‏مجيء موعد انتخابات البلديات، والتي يتوقع المجلس الأعلى أن ينافسه فيها ‏التيار الصدري، فقام بحملته المسماة "صولة الفرسان" لمقاومة من أسماهم ‏الخارجين على‎ ‎القانون .‏
وردًا على سؤال حول الدور الإيراني في العراق أجاب الشيخ الضاري بأنه ‏قد بدأ قبل الاحتلال بمشاركة إيران استخباراتياً ولوجستياً ومعنويا‎ ‎بإصدار ‏فتوى الخامنئي لمن يسمون بالمعارضة العراقية بالتعاون مع الأجنبي ضد ‏الحاكم‎ ‎المستبد، وهذه الفتوى إلى جانب فتوى مراجع أخرى عراقية هي التي ‏أسهمت في تهدئة‎ ‎الجنوب العراقي وأدت إلى التعاون الوثيق فيما بين هذه ‏المرجعيات وقوات‎ ‎الاحتلال‎.
وأضاف الضاري: إن التدخل الإيراني الفعلي تحقق بعد الاحتلال مباشرة ‏بسبب اعتماد الاحتلال على المجلس الأعلى وحزب‎ ‎الدعوة والحزبين ‏الكرديين، حيث سعى المحتل لفتح باب التدخلات الخارجية كالتدخل‎ ‎الإيراني ‏والتدخل "الإسرائيلي" وغيرهما من التدخلات الأخرى‏‎.
وأوضح الضاري أن الهيئة لم تهمل‎ ‎هذا التدخل بل أبلغت العديد من ‏المسؤولين الإيرانيين بما‎ ‎فعلته وتفعله منظمة بدر من اغتيالات لرموز ‏عراقية، وطالبنا إيران أن تكف أذى‎ ‎حلفاءها عن أبناء العراق، ووسطنا ‏بعض الدول العربية التي لها علاقة بطهران لتدارك الأمر، ولئلا يشغلوا ‏بعض العراقيين ببعضهم عن الاحتلال .‏
وتابع الضاري: كنا نؤثر أن لا نتكلم في‎ ‎التدخل الإيراني حتى لا ننشغل عن ‏الاهتمام بالعدو الرئيسي ممثلاً في الاحتلال، ولكن‏‎ ‎لما لم تجدي هذه ‏المحاولات شيئا واستمر التدخل الإيراني بل التحيز الإيراني الواضح‎ ‎لأصحاب العملية السياسية في العراق صرحنا ولأول مرة في مؤتمر اتحاد ‏علماء المسلمين الذي عقد في اسطنبول بتركيا‎ ‎بالتدخل الإيراني وناشدنا ‏إيران من خلال ممثلها في المؤتمر الشيخ التسخيري أن تكف‎ ‎عن تدخلها في ‏العراق .‏‎
وطالب الشيخ الضاري بوجود دور فاعل ومؤثر للعرب في العراق‎
مشيرًا إلى أن الدور الحالي لا وجود له، ولكنه أعرب عن أمله في تواجد ‏دور إيجابي في المستقبل . ‏
وختم الشيخ الضاري حديثه بتقديم النصح لكل أبناء الشعب‎ ‎العراقي بالتسامح ‏فيما بينهم وأن يكونوا يدًا‎ ‎واحدة ضد الاحتلال لإخراجه من العراق، ونصح ‏أبناء المقاومة بأن يستمروا على خيار المقاومة وأن يوحدوا جهودهم ‏ويوجهوها ضد عدوهم، وأن يحافظوا على سلامة‎ ‎أبناء شعبهم ويوثقوا ‏العلاقة معه لأنهم الحاضنة الأمينة والساندة لهم .‏