أكد سماحة الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق أن التدخل الإيراني في الشأن العراقي قد أزكاه المحتل الأمريكي من خلال الجهات التي اعتمد عليها داخل العراق والممثلة بالمجلس الأعلى وحزب الدعوة والحزبين الكرديين .
ونقل موقع الهيئة الإلكتروني نص الحديث الذي أجراه مع الشيخ موقع "قاوم"، حيث أكد فضيلته أن المشهد العراقي مشهد مؤلم ومأساوي منذ خمس سنوات، وحتى الآن يتردى من سيء إلى أسوأ .
وأوضح الشيخ الضاري أن الاحتلال لم يأت للعراق بسبب ما ادعاه من وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وإنما لتدمير العراق دولة وشعبًا، وتقسيمه والاستيلاء على ثرواته وبخاصة النفط .
وأشار الضاري إلى أن الاحتلال استعمل الوسائل المحرمة وغير المحرمة لإخضاع الشعب العراقي المعارض لوجوده ومشاريعه المشبوهة؛ وتسبب في قتل واستشهاد ما يزيد على مليون عراقي ويتم ما يزيد على خمسة ملايين عراقي فضلاً عن اللاجئين الذن اقترب عددهم من 7 ملايين، إضافة إلى 60% من العاطلين عن العمل، ونقص الغذاء والدواء وتفشي الأمراض الفتاكة كالسرطان والكوليرا لاستعماله أسلحة محرمة دوليا كاليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض .
ونوه الضاري إلى اعتماد المحتل الأمريكي في كثير من سياسته على المجاميع التي جلبها معه ورباها على عينه، ممن يزعمون أنهم عراقيين، لكنهم لا يدينون للعراق ولا لشعبه بشيء من الولاء، في إشارة منه إلى الطوائف الشيعية التي تولت في الظاهر مقاليد البلاد .
وشدد الشيخ على أن حل الأزمة العراقية يكمن في خروج المحتل من العراق، وأن هذا الأمر ينبغي أن يكون هو الهدف الرئيس لكل أبناء العراق.
وردًا على من يقول بأن خروج الاحتلال سيتسبب في وقوع حرب أهلية في العراق، أكد الشيخ أن جميع الفتن التي حدثت بالعراق إنما حدثت في عهد الاحتلال وبتوجيهاته، وبمساعدة قواته ومخابراته، فهل بعد هذا يظن عاقل أن بقاء الاحتلال سينهي هذه الفتن .
وفسر الشيخ الضاري ما يحدث في الجنوب العراقي من معارك بين التيار الصدري والقوات الحكومية بوجود تضارب في المصالح بين الطرفين حيث يسعى كل منهما للسيطرة على المال والنفوذ في جنوب العراق، وقد حدث هذا الخلاف بينهما منذ السنوات الأولى للاحتلال ولكن إيران كانت تتدخل فيجمد هذا الخلاف تارة ويعود تارة أخرى .
وبين الشيخ أن المالكي استغل التوجه الأمريكي بالقضاء على التيار الصدري أو تحجيمه على الأقل ليفرض نفوذه على الجنوب وخاصة قبل مجيء موعد انتخابات البلديات، والتي يتوقع المجلس الأعلى أن ينافسه فيها التيار الصدري، فقام بحملته المسماة "صولة الفرسان" لمقاومة من أسماهم الخارجين على القانون .
وردًا على سؤال حول الدور الإيراني في العراق أجاب الشيخ الضاري بأنه قد بدأ قبل الاحتلال بمشاركة إيران استخباراتياً ولوجستياً ومعنويا بإصدار فتوى الخامنئي لمن يسمون بالمعارضة العراقية بالتعاون مع الأجنبي ضد الحاكم المستبد، وهذه الفتوى إلى جانب فتوى مراجع أخرى عراقية هي التي أسهمت في تهدئة الجنوب العراقي وأدت إلى التعاون الوثيق فيما بين هذه المرجعيات وقوات الاحتلال.
وأضاف الضاري: إن التدخل الإيراني الفعلي تحقق بعد الاحتلال مباشرة بسبب اعتماد الاحتلال على المجلس الأعلى وحزب الدعوة والحزبين الكرديين، حيث سعى المحتل لفتح باب التدخلات الخارجية كالتدخل الإيراني والتدخل "الإسرائيلي" وغيرهما من التدخلات الأخرى.
وأوضح الضاري أن الهيئة لم تهمل هذا التدخل بل أبلغت العديد من المسؤولين الإيرانيين بما فعلته وتفعله منظمة بدر من اغتيالات لرموز عراقية، وطالبنا إيران أن تكف أذى حلفاءها عن أبناء العراق، ووسطنا بعض الدول العربية التي لها علاقة بطهران لتدارك الأمر، ولئلا يشغلوا بعض العراقيين ببعضهم عن الاحتلال .
وتابع الضاري: كنا نؤثر أن لا نتكلم في التدخل الإيراني حتى لا ننشغل عن الاهتمام بالعدو الرئيسي ممثلاً في الاحتلال، ولكن لما لم تجدي هذه المحاولات شيئا واستمر التدخل الإيراني بل التحيز الإيراني الواضح لأصحاب العملية السياسية في العراق صرحنا ولأول مرة في مؤتمر اتحاد علماء المسلمين الذي عقد في اسطنبول بتركيا بالتدخل الإيراني وناشدنا إيران من خلال ممثلها في المؤتمر الشيخ التسخيري أن تكف عن تدخلها في العراق .
وطالب الشيخ الضاري بوجود دور فاعل ومؤثر للعرب في العراق
مشيرًا إلى أن الدور الحالي لا وجود له، ولكنه أعرب عن أمله في تواجد دور إيجابي في المستقبل .
وختم الشيخ الضاري حديثه بتقديم النصح لكل أبناء الشعب العراقي بالتسامح فيما بينهم وأن يكونوا يدًا واحدة ضد الاحتلال لإخراجه من العراق، ونصح أبناء المقاومة بأن يستمروا على خيار المقاومة وأن يوحدوا جهودهم ويوجهوها ضد عدوهم، وأن يحافظوا على سلامة أبناء شعبهم ويوثقوا العلاقة معه لأنهم الحاضنة الأمينة والساندة لهم .