أنت هنا

5 ربيع الثاني 1429
المسلم ـ متابعات

أوضح الدكتور إبراهيم الشمري، الناطق الرسمي باسم الجيش الإسلامي في العراق، بأن الخيار الأساسي الذي اقتنع به أهل السنة هو خيار المقاومة لا غير، وأنهم اخذوا على عاتقهم الدفاع عن كل البلد وتحريره من المحتلين الغاصبين مهما كلفهم هذا من ثمن.
وقال الشمري، في لقاء أذاعته فضائية الجزيرة، مساء الأربعاء: إن العراق يتعرض الآن لاحتلالين أمريكي وإيراني، وان اشرهما هو الاحتلال الإيراني، وان المقاومة عازمة على تحرير العراق من كل أنواع الاحتلال، مشيرًا إلى أن المالكي يمثل الاحتلال الإيراني بالباطن والأمريكي بالظاهر.
وذكر الشمري بأنه لا خلاف بين أمريكا وإيران عن أصل المهمة في العراق، وان أمريكا ترحب بما تقوم به ايران، لكن الخلاف بينهما على الحصص، وحول الهيمنة على منطقة الخليج، وان ايران استطاعت بمكرها المعهود أن تضع المشروع الإمبراطوري الإيراني تحت المشروع الإمبراطوري الأمريكي.
وكشف الشمري عن وثيقة سرية ذكر فيها بأن بوش يريد ان يضفي صفة رسمية على وجوده في العراق باتفاق مع الحكومة العراقية، موضحًا أن الأمريكان يحاولون خلق الفوضى الامنية، أو ما يسمونها بـ"الفوضى الخلاقة"، لإعادة هيكلة المجتمع ضمن التخطيط الأمريكي، وأنهم يريدون تبريد الساحة العراقية لتحقيق مكاسب الانتخابات.
وعن الشيعة ودورهم في المقاومة؛ كشف الشمري أن الاحتلال الأمريكي جاء ومعه أحزاب شيعية، وأيدته المرجعيات الدينية الشيعية وأصدرت فتوى بتحريم مقاومة الأمريكان، أما الشيعة العرب فأنهم يتعرضون الى إرهاب فكري وان بعضا منهم بدأ يشعر بخطورة الاحتلال الإيراني.
وعن جيش المهدي؛ قال الشمري إن المقاومة السنية رحبت بما قاموا به في بادئ الأمر عندما كانوا يضربون الأمريكان، إلا انهم بعد ذلك بدأوا بتصفية من قاوم منهم الاحتلال، وتوجهوا لقتل أهل السنة وتهجيرهم، أما ما يحدث اليوم في البصرة والجنوب فهو خلاف بينهم وبين منظمة بدر؛ معتبرًا أن "الميليشيات في العراق دورها تخريبي".
ونفى الشمري احتمالية تحاور المقاومة مع الحكومة الحالية، وبرر ذلك بأن المقاومة لا تعترف أصلا بهذه الحكومة؛ مشيرًا إلى أن "الصحوات ليسوا شيئا واحدا بل هم أصناف متعددة ونحن نتعامل مع كل منهم بما يناسبه".
وأوضح الشمري أن المقاومة العراقية اليوم في أحسن أحوالها، ولها رؤيا واضحة، وأن عملها خرج من قضية الارتجال، وفصائل المقاومة متفقة بالرؤيا ولا خلاف بينها، أما الخلاف بينهم وبين القاعدة فهو منهجي وليس سياسي، وان الصراع بينهم أفضل من قبل، وقال إننا مع كل دعوة للم الشمل والتقريب.
وذكر الشمري أن بعض الدول العربية بدأت تفكر بالشأن العراقي وتريد ان تتعامل مع القوة التي تباشر السيطرة على الأرض، وحث الشمري الدول الأخرى على ذلك مذكرا إياها بأن المقاومة إذا انحسرت في العراق فعلى كل رئيس عربي ان يتحسس كرسيه؛ موضحًا أن المقاومة ليست عبارة عن عمل قتالي فقط وإنما هو كيفية إدارة الصراع.