أعلن عدد من كبار حكماء اليهود في العالم تضامنهم مع القس الإنجيلي جون هاجي، وهو قس متطرف معادي للعرب كان قد أسس منظمة دينية بغرض دعم "إسرائيل" وتشجيع حروب أمريكية جديدة في منطقة الشرق الأوسط.
وقام عدد من القادة اليهود بإرسال خطاب لجريدة النيويورك تايمز تم نشره الخميس وقعه رؤساء سابقون لما يسمى "لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى"، وهو أكبر تجمع لحكماء اليهود وقادتهم في أمريكا.
وأعلن القادة اليهود تأييدهم للقس المتشدد هاجي ضد انتقادات قام بها حاخام يهودي يترأس "اتحاد اليهودية الإصلاحية" الحاخام إيريك يوفي.
وكان يوفي قد وجه انتقادات لهاجي في 2 إبريل وطالب يهود أمريكا بأن ينأون بأنفسهم عن هاجي، أحد أبرز الزعامات المسيحية الأمريكية الداعمة لإسرائيل، وعن منظمته المسماة نصارى متحدون من اجل "إسرائيل".
وقال يوفي إن القس هاجي لا يحترم الديانات الأخرى أو حتى حق قادة "إسرائيل" في "القيام بتنازلات في الأرض".
يذكر أن هاجي من اشد المعارضين لاتفاقيات سلام بين العرب وإسرائيل تشمل رجوع القدس أو أراضي عربية للعرب بحجة أن ارض "إسرائيل" هي ارض أعطاها الرب لليهود.
وقام القادة اليهود في خطابهم المختصر بدعم هاجي. وقالوا :"القس هاجي دوما صديقا وفيا لإسرائيل ولمدة سنوات. إن منظمة نصارى متحدون من أجل إسرائيل هي من ضمن أقوى الداعمين لـ"إسرائيل" في أمريكا".
وكان ممن وقعوا على خطاب التضامن مورت زاكرمان، الناشر الأمريكي الثري صاحب جريدة نيويورك ديلي نيوز ومجلة يو إس نيوز أند ورلد ريبورت. وكان زاكرمان رئيس لمؤتمر الرؤساء سابقا بين عامي 2001 و 2003. ومنهم جيمس تيش والناشطة القيادية اليهودية شوشانا كاردن.
يذكر أن القس هاجي قد دعم مرشح الحزب الجمهوري للبيت الأبيض جون ماكين.
وكان هاجي قد روج العام الماضي لحرب عالمية ثالثة تنطلق من الشرق الأوسط، وذلك في كتاب له دعا فيه الولايات المتحدة للتحرك لدعم "إسرائيل" عسكريا.
وقال في كتابه الشهير، الذي حمل عنوان "العد التنازلي في القدس.. مقدمة للحرب"، انه يجب تسليط الضوء على ما اعتبره "إرهاصات لصدام بين القوى العالمية تقود إلى حرب عالمية ثالثة"، سبب الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.
وكان جون هاجي قد أصدر كتابا يحمل نفس الفكرة بعنوان "العد التنازلي في القدس.. تحذير للعالم" في العام الذي سبقه حقق أفضل مبيعات في الولايات المتحدة، واعتبره المراقبون ضرورة للمتابعين للعنف المتصاعد بين إسرائيل وجيرانها.
يعرف عن جون هاجي نشاطه عبر العقود الثلاثة الماضية سعيا لإرساء حالة من التضامن بين النصارى في الولايات المتحدة واليهود، وله علاقات وثيقة بالدولة اليهودية، حيث زارها أكثر من عشرين مرة، والتقى قادتها الكبار.
كما ساعد هاجي أكثر من 12 ألف يهودي روسي للهجرة إلى "إسرائيل" وتبرع بملايين الدولارات للمستشفيات ودور الأيتام في الدولة العبرية.
ويمتلك القس جون هاجي إذاعة وقناة تليفزيونية يقدر عدد المتابعين لهما بحوالي 100 مليون شخص حول العالم، كما أسس منظمة أمريكية تدعى "نصارى متحدون من أجل "إسرائيل" والتي تتيح للمسيحيين الأمريكيين دعم "إسرائيل".
كما قاد لهاجي لقاءات بين المنظمة وأعضاء في الكونجرس للضغط عليهم من اجل دعم أكبر لإسرائيل، ونظم سلسلة من المناسبات العامة التي خصصت للتعبير عن القلق بشأن أمن إسرائيل ومطالبة الولايات المتحدة بالوفاء بما يسميه جون هاجي التزام "مقدس وأخلاقي وسياسي" للدفاع عن الدولة اليهودية.
وتعد جهوده على مستوى الولايات المتحدة هي الأولى من نوعها التي تتيح استخدام الدافع الديني مباشرة وبطريقة علنية لدعم "إسرائيل" وشعبها.
ونسبت تصريحات لجون هاجي في هذا الصدد قال فيها: "كمؤمنين، يتحمل المسيحيون مسئولية مقدسة لإظهار الدعم لإسرائيل والشعب اليهودي".
وقوله أيضا: "الكتاب المقدس يخبرنا: ’من أجل صهيون، لن أظل صامتا، من أجل القدس، لن أظل هادئا".