أنت هنا

6 ربيع الثاني 1429
المسلم - وكالات

ما زالت جامعة هارفارد الأمريكية العريقة تشهد تداعيات قرار لها منذ ثلاثة أشهر بتخصيص ساعات محددة للنساء فقط في إحدى صالات الألعاب الرياضية التابعة لها بناء على التماس من ستة طالبات مسلمات في الجامعة.
حيث تحول القرار إلى قضية رأي عام في الولايات المتحدة شهدت العشرات من الكتابات في أعمدة الرأي، منها العديد هذه الأسبوع، وجاء عدد منها غاضب ومندد خصوصا في أوساط المحافظين واليمين.
حيث كتب الكاتب المتشدد اندر سوليفان مقالا شابته تبريرات عنصرية في موقع ذي اتلاتنك قال فيه إن "الشريعة دخلت هارفارد"؛ مدعيًا أن هناك تمييزا منظم ضد الذكور في جامعة هارفارد بسبب "نساء محافظات مسلمات".
وقال :"إذا كانت النساء المسلمات يردن التدرب بعيدا عن أعين الرجال فعليهن فعل ذلك في منازلهن...نحن في الغرب يا رفاق. خلصوا أنفسكم من هذا"، وأضاف أن ما قامت به هارفارد يعني انه من اجل تلبية طلبات مجموعة معينة فان عليها التمييز ضد مجموعة أخرى.
ويرجع الجدل إلى 28 يناير حينما قرر مركز كوادر انجل الرياضي التابع لجامعة هارفارد تخصيص ساعتين صباحا كل يوم ثلاثاء وخميس وساعتين مساءا كل يوم اثنين للنساء فقط بناءا على طلب من مركز نساء هارفارد كولج بعد أن تقدمت ستة طالبات مسلمات بطلب هذا التغيير، وفق ما قاله روبرت ميتشل مدير الاتصالات في كلية هارفارد للفنون والعلوم.
غير أن طلابا آخرين اعترضوا على هذا التخصيص.
وقام طالب اسمه نيكلوس ويلز بكتابة مقال رأي في جريدة هارفارد كريمسن وصف القرار بأنه يخلق "موقف خسارة للجميع".
كما قام طلبة آخرون باتصالات بدوائر المحافظين واليمين الأمريكي المعروف عادة بمعاداة الإسلام وطلبوا تدخلهم.
غير أن جامعة هارفارد دافعت عن قرارها قائلة إنها تقدم خدمات أخرى لأصحاب الديانات الأخرى مثل تخصيص مكان للصلاة للطلبة الهندوس وأماكن أخرى للصلاة للطلبة المسلمين وان قرار صالة الألعاب ما هو إلا جزء من هذه السياسة.
غير أن هذا لم يوقف تصاعد الجدال الحاد في معظم جامعات أمريكا خصوصا في المنشورات والمطبوعات والمواقع الطلابية الذي انتقل سريعا إلى المستوى القومي وخصوصا في أوساط المحافظين.
فكتبت كذلك هذا الأسبوع انا فيسيانا سواريز في جريدة ميامي هيرالد الصادرة في ولاية فلوريدا المعروفة بميولها لليمين والمحافظين قائلة في عمود لها أن قرار هارفارد اعتبر "تملق" "للإسلام الأصولي".
لكن الكاتبة روث ماركوس دافعت عن قرارا جامعة هارفارد في جريدة الواشنطن بوست فقالت إن الأمر لا يمكن تصنيفه على "تمييز" ضد الرجال بأي حال" حيث أن الساعات قليلة للغاية وفي أيام ليس عليها إقبال.
وقالت :"لقد استطاعت إدارة هارفارد القيام بالشيئ الصحيح في هذه المسالة".
لكن تحت الضغوط وردود الأفعال الغاضبة قال روبرت ميتشل مدير الاتصالات في جامعة هارفارد للفنون والعلوم مؤخرا إن تخصيص ساعات للنساء فقط أمر قيد "التجربة والاختبار" وسوف يتم تقييمه في نهاية الفصل الدراسي الحالي وسيصدر قرار جديد بشأنه.