أنت هنا

8 ربيع الثاني 1429
المسلم - متابعات

وجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، انتقادًا لاذعًا إلى "دنيز بايقال"، زعيم حزب الشعب الجمهوري، حيث طالبه بأن يتصالح هو وحزبه أولاً مع مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. وذلك في كلمته التي ألقاها ظهر السبت 13/4/2008م، بمؤتمر الشباب الثاني.
وقال أردوغان في خطابه أمام حشود الشباب التركي: "يا سيد بايقال ينبغي عليك أن تتخلى عن سياسة التخفي وراء أتاتورك وأنت تمارس السياسة. فنحن نعلم جيدًا ماضيك. ونعلم جيدًا كيف أن عقلية حزب الشعب الجمهوري قد قامت فور وفاة أتاتورك بإزالة صوره من على العملات النقدية التركية".
وأضاف أردوغان ".. ونعلم أيضًا كيف أنزلت صوره من حوائط المكاتب الحكومية، وكيف منعت وضع صوره على الطوابع البريدية. على حزب الشعب الجمهوري أن ينظر أولا إلى ماضيه ثم يتحدث معنا".
واستطرد أردوغان قائلا: "إن السيد بايقال يقول أن العلمانية في دولتنا هذه لم يأت بها الشعب، بل أتى بها حزب الشعب الجمهوري. أقول له فلتعلم جيدًا إن كانت لديك الشجاعة أن هذه الأمة بزعامة أتاتورك قد أسست الدولة والجمهورية. وقوة الجمهورية إنما تنبع من إرادة هذه الأمة.
وقال: "وثمة شيء آخر لا يعلمه السيد بايقال وهو أنه لا يوجد شيء اسمه حزب الدولة، ولكن يوجد حزب الأمة. إن الأمة هي رأس كل شيء ومركزه، وأساسه. والسيد بايقال يعترف بأنه لا يثق في الأمة. فليعلم، العلمانية ما دخلت الدستور التركي إلا بإرادة هذه الأمة وقبولها لها في البرلمان التركي. وليس بإصرار وضغط من حزب الشعب الجمهوري. إن غالبية الشعب التركي مع العلمانية. فهي أبرز نجاحات الجمهورية وأتاتورك"
وفي سياق آخر؛ أكد أردوغان على أهمية الديمقراطية بقوله: "بقدر ما تكون الديمقراطية في المحليات قوية تكون قوة الديمقراطية داخل الدولة".
وقال أردوغان في خطابه السبت 12/4/2008م، أمام المؤتمر الدولي للإدارات المحلية: "إن أسس الديمقراطية قد وضعت أثناء انتخابات المحليات، وأن الديمقراطية التي لا تعمل بشكل جيد داخل المحليات لا يمكنها أن تنتشر وتسود داخل البلاد عامة".
وأضاف أردوغان في كلمة بعنوان "الإدارات المحلية والديمقراطية": "إن الإدارات المحلية تقع في صلب الإدارة العليا التنموية، وإذا ما كانت الديمقراطية قوية داخل المحليات فإنها كذلك داخل الدولة أيضًا"، مؤكدًا أن الاختلافات الموجودة بين محافظة وأخرى إنما تمثل ميزة للديمقراطية، وليست خطرًا عليها.
وأعرب أردوغان عن سعادته بحضور ضيوف من مختلف أرجاء العالم إلى استانبول للمشاركة في هذا المؤتمر، وقال: "إن استانبول وهي تعد نقطة التقاء الحضارات والقارات والثقافات، فهي تعد أيضًا نقطة التقاء من حيث تجربتها في الإدارات المحلية، ومن حيث ممارستها للديمقراطية في المحليات".
وأضاف : "وإننا نتحرك من مفهوم أن الإدارات المحلية أساس أصيل في مركز الديمقراطية.. لأننا نؤمن بأن على قدر قوة الديمقراطية في المحليات تكون قوة الديمقراطية في كافة أجهزة الدولة.. إننا ننطلق ونعمل وفق هذا المفهوم، ونجني من ذلك النتائج المبهجة".