أنت هنا

8 ربيع الثاني 1429
المسلم-صحف:

تبرّأ الرئيس الموريتاني محمد ولد سيدي الشيخ عبد الله من أية مسؤولية في إقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن هذه العلاقات تمّت في عهد الرئيس المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، متعهدا بمراجعة هذه العلاقات.

وقال الشيخ عبد الله، في حديث لصحيفة "الشروق اليومي" الجزائرية نشرته أمس: "نحن لم نقم هذه العلاقات، بل ورثناها"، مؤكدا أن بلاده ستعالج هذا الملف في إطار "التجاوب مع القضايا العربية، والتنسيق مع أشقائنا الفلسطينيين، ومن خلال التشاور مع كل الأطراف السياسية داخل موريتانيا بما يخدم المصلحة القومية لأمتنا"، على حد قوله.

وكان الرئيس الموريتاني قد أعلن قبل عام أنه يريد "تنظيم نقاش شعبي بشأن إبقاء العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل" أو قطعها". وأكد في أبريل 2007 عقب توليه السلطة أن "الملف سيعرض على البرلمان والطبقة السياسية"، وتعهد بأن "المناقشة ستكون حرة"، وبأن "الكلمة الأخيرة ستكون للشعب الموريتاني"، لكنه لم يتخذ أية خطوات عملية في اتجاه ذلك حتى الآن.

وتلقى العلاقات الموريتانية- "الإسرائيلية" معارضة شعبية كاسحة في موريتانيا، بما في ذلك موقف الحزب الحاكم، الذي كان رئيسه يحيى ولد الواقف قد تعهد الشهر الماضي بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وقتما تعرض هذه القضية على البرلمان، وسبق ذلك دعوة رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية (مجلس النواب) مسعود ولد بلخير حكومة بلاده إلى "إعادة النظر" في العلاقات الدبلوماسية التي تقيمها مع "إسرائيل" منذ العام 1999، واصفا إياها بأنها علاقات "مشينة".

ومن الجدير بالذكر أن موريتانيا هي إحدى الدول العربية الثلاث ـ بعد مصر والأردن ـ التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وقد بدأت هذه العلاقات في ظل نظام الرئيس معاوية ولد الطايع الذي أطيح به عام 2005 في انقلاب عسكري. ويشمل التعاون الموريتاني مع "إسرائيل" قطاعي الصحة والزراعة، وأدى ذلك إلى سفر خبراء زراعيين موريتانيين إلى الكيان الصهيوني بحجة تلقي دورات تدريبية.