أنت هنا

13 ربيع الثاني 1429
المسلم - صحف

أصبح السودان على مشارف أزمة جديدة، تضاف إلى أزماته القديمة والتي تأتي ‏دارفور على رأسها، حيث رفضت من جديد الحركة الشعبية لتحرير السودان، ‏الشريك الأساسي في حكومة الوحدة الوطنية، إقامة تعداد سكاني بالبلاد .‏
وبحسب ما جاء على لسان مسئول حكومي سوداني فإن الحركة الشعبية رفضت ‏وبشكل صريح إجراء التعداد، الأمر الذي يعيد الأمور إلى مربعها الأول .‏
وصرح المسئول السوداني لصحيفة دار الخليج الإماراتية بأن المربع الأول للأزمة ‏كان أفضل من الحالة المربكة التي اندفعت إليها البلاد الآن، لأن الرفض الأخير الذي ‏تكشف عنه الشروط التعجيزية التي أعلنتها الحركة الشعبية يضع الطرفين أمام ‏مواجهة حتمية .
ويخشى السودانيون من أن تطيح الأزمة الجارية باتفاقية السلام المبرمة بين حزب ‏المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية، الأمر الذي قد يقفز بالبلاد إلى مرحلة شديدة ‏الخطورة .‏
ويترقب الجميع بحذر شديد الخطوة التالية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، والذي يرى ‏البعض أنها فرصة قد تمكنه من حسم جميع الأمور، فيما يرى آخرون أنه بالإمكان ‏إرجاء التعداد شهرًا أو شهرين بدلاً من الإطاحة باتفاقية السلام .
ويرى محللون أن قرار الحركة الشعبية يعد نوعًا من "لي ذراع" الحكومة ودفعها إلى ‏موقف حاد يكون فيه نهايتها، خاصة وأن الأمين العام للحركة الشعبية باقان أمون قد ‏صرح بأن الشراكة الحالية مع حزب المؤتمر الوطني تشهد صراعات، وأن الحركة ‏تخوض معارك لتنفيذ اتفاقية السلام. ‏
وتخشى الحركة الشعبية من إجراء التعداد السكاني، والذي من شأنه أن يفضح عدد ‏الجنوبيين الحقيقي في الجنوب الآن، كما يكشف بالمقابل عدد الجنوبيين الحقيقي في ‏الشمال، ويفتح بابًا للأسئلة عن التنمية في الجنوب ومصير الأموال التي تقترب من ‏أربعة مليارات دولار هي نصيب الجنوب من أموال البترول حتى الآن، فضلا عن ‏أموال المانحين والأمم المتحدة وأموال ترحيل النازحين وأموال التعداد المثير للجدل ‏نفسه.
ومنذ توقيع اتفاقية السلام قبل ثلاثة أعوام بين حزب المؤتمر الحاكم والحركة الشعبية ‏وأجندة الخلافات بينهما في تنامي مستمر، من خلاف على السلطة إلى توزيع الثروة ‏إلى الحدود وآبيي، وهي جميعها قضايا ضمّنت في الاتفاقية ووقع الطرفان عليها.‏
وتؤكد الحركة الشعبية أنها لن تعترف بنتائج التعداد السكاني إذا قام في موعده يوم ‏الثلاثاء المقبل، مطالبين بعلاج وتسوية المشكلات بين الطرفين قبل إجراء التعداد .‏
وصرح وزير الإعلام في الحركة بأن حركته لن ترتبط "بنتائج التعداد في حال ‏أصرت الرئاسة على القيام به لأنه من الصعوبة بمكان إن لم يكن مستحيلا بالنسبة ‏إلى الشمال أن يعالج المشاكل التي يطالب الجنوب بتسويتها قبل إجراء التعداد".‏