أنت هنا

13 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

استقبل معبد يهودي بنيويورك البابا بنديكت السادس عشر بحفاوة بالغة أمس مع إشادة كبير الحاخامات بالبابا، الذي سوغ التدخل في شؤون الدول الداخلية بدعوى حماية حقوق الإنسان، حيث حمّل الدول مسؤولية حماية شعوبها التي تقع ضحية انتهاكات حقوق الإنسان، محذرا من أن المجتمع الدولي سيضطر إلى التدخل لحمايتها.
وقد لقي البابا المولود في ألمانيا ترحيبا حارا في الزيارة التي قام بها لأحد المعابد اليهودية غداة ما يعرف بـ "عيد الفصح" الذي يحتفل به اليهود اليوم، واستقبل ارثر شناير، كبير حاخامات معبد "بارك ايست" في نيويورك البابا قائلا: "شالوم صادق.فيلكومين"، مستخدما كلمة "السلام" بالعبرية وكلمة "مرحبا" بالألمانية. ورد البابا عليه بالقول: "إنه من دواعي سروري أن آتي إلى هنا قبل بضع ساعات من الاحتفال بعيد الفصح عندكم للإعرب عن احترامي وتبجيلي للطائفة اليهودية في مدينة نيويورك".

وهذه ثالث زيارة يقوم بها بابا لمعبد يهودي. حيث زار بنديكت معبدا في كولونيا بألمانيا عام 2005 وقام سلفه البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة معبد روما في عام 1986 .

وكانت العلاقات الكاثوليكية اليهودية قد شهدت بعض التوتر في فبراير الماضي عندما نشر الفاتيكان صلاة جديدة لقداس ما يعرف بـ "الجمعة الحزينة" في الشعيرة اللاتينية القديمة، التي تدعو إلى تحول اليهود إلى النصرانية.

من جهة أخرى، حاول بابا الفاتيكان، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس تسويغ التدخل في شؤون الدول الداخلية كما حدث في العراق وأفغانستان، حيث حمّل الدول مسؤولية حماية شعوبها التي تقع ضحية انتهاكات حقوق الإنسان، محذرا من أن المجتمع الدولي سيضطر إلى التدخل لحمايتها.

وقال البابا إن "من واجب كل دولة أن تحمي شعبها من الانتهاكات الخطيرة والمتكررة لحقوق الإنسان، وأيضا من تداعيات الأزمات الإنسانية المرتبطة بأسباب طبيعية أو التي يتسبب بها عمل الإنسان". وأضاف "إذا كانت الدول غير قادرة على توفير حماية مماثلة، فمن واجب المجتمع الدولي أن يتدخل بالوسائل القانونية التي نصت عليها شرعة الأمم المتحدة وبأدوات دولية أخرى"، في إشارة إلى التدخل العسكري. وتابع البابا: "لا يجوز اعتبار (هذا العمل) قهرا غير مبرر، أو حدا من السيادة، ما دام يحترم المبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي"، معتبرا أنه "في وضع معاكس، فإن اللامبالاة أو عدم التدخل هي التي تتسبب بالأضرار الفعلية"، على حد قوله.