أنت هنا

13 ربيع الثاني 1429
المسلم – وكالات

بعد ضغوط من نشطاء مواليين لـ"إسرائيل"، أغلقت إحدى الجامعات الأمريكية معرضًا للصور يستهدف التوعية بالأوضاع المأساوية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أقامته جمعية طلابية تصف نفسها بأنها تعارض "الفصل العنصري الإسرائيلي".
وقالت جمعية "طلاب يواجهون الفصل العنصري الإسرائيلي" في بيان أصدرته مساء الجمعة 18/4/2008م، إن معرضا للصور، لمصورة أمريكية، نظمته الجمعية في جامعة ستانفورد الأمريكية العريقة في ولاية كاليفورنيا، قد تعرض للإغلاق بعد يومين فقط من بدئه.
يذكر أن المعرض كان جزءا من حملة تسمى "نساء تحت خط النار" يحوي صورا لنساء فلسطينيات يواجهن الاحتلال الإسرائيلي وطرق معارضتهم المختلفة لذلك الاحتلال.
وقال منظمو المعرض إن :"إدارة مبني الاتحاد القديم في ستانفورد (حيث أقيم المعرض) قامت بإزاحة المعرض والصور يوم الأربعاء 9/4/2008م بدون إخبار أي من طلبة جمعية معارضة العنصرية الإسرائيلية".
وقال الطلاب في بيانهم انه قد حصلوا على موافقة الإدارة قبل المعرض بأسابيع وتمت مراجعة الصور من قبل الإدارة، إلا أنه رغم الموافقة تم إيقاف المعرض بدون إبداء أسباب، مرجحة أن كون السبب هو شكاوى من منظمات أو طلاب يدعمون "اسرائيل" لا يرغبون في ظهور وجهة النظر العربية.
وقال الطلاب انه بعد مرور أسبوع من إيقاف المعرض، بدون تغيير موقف إدارة المبنى الجامعي فإنهم يلجئون الآن إلى حملة خطابات توجه للإدارة للعدول عن رأيهم، مطالبين الطلاب النشطاء في أمريكا والعالم التدخل لدى الجامعة لإعادة المعرض، معتبرين أن "إيقاف المعرض يعتبر ضربة لحرية التعبير وللقيم الجامعية".
يذكر أن المعرض يحوي صورا للمصورة ليسا نيسان التي تركز فيها على المعاناة التي تعيشها النساء الفلسطينيات في ظل الاحتلال "الإسرائيلي".
وقال الخطاب: "أن الصور في المعرض تعطي وجها إنسانيا لنضال الفلسطينيين من اجل الوجود في وجه القهر الإسرائيلي".
وأضاف الخطاب أن المعرض كان يقصد إلى "نقض التصوير غير الدقيق والسلبي للعرب في تاريخ الثقافة الغربية خصوصا في الجو السياسي الحالي حيث تكثر الرقابة ويتم إسكات أي صوت معارض لإسرائيل كما يتم إسكات أي تمثيل علني للفلسطينيين".
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تؤدي فيها ضغوط من مناصري "إسرائيل" لفرض رقابة وعقوبات على وجهات النظر المخالفة لهم حيث أدت الضغوط التي مارسها اللوبي اليهودي على مدار شهر فبراير 2008م، إلى استقالة أرون غاندي، حفيد الزعيم الهندي الديني مهاتما غاندي، من منصبه في جامعة روتشستر وذلك في أعقاب تصريحاته التي انتقد فيها إسرائيل ، والتي قال فيها إن اليهود الآن هم أهم لاعب في عالم العنف.
وكان العديد من منظمات يهودية أمريكية نافذة قد شنت حملة شجب قوية لتصريحات أرون غاندي، حفيد الزعيم الهندي الديني مهاتما غاندي، والتي قال فيها إن "الهوية اليهودية" انغلقت في الماضي على الهلوكوست، وتعيش في الحاضر على القنابل والقتل وأن اليهود الآن هم "أكبر اللاعبين" في "عالم العنف".
ويأتي ضغط منظمات اللوبي اليهودي من منظمات جيدة التمويل مثل رابطة مكافحة التشهير، إحدى كبرى منظمات اللوبي اليهودي بالولايات المتحدة، واللجنة الأمريكية اليهودية، وهو ما أدى إلى إجبار غاندي إلى الاستقالة من منصبة كرئيس لمعهد اللا عنف الذي أسسه، بعد اتهامه بأنه "معادي للسامية"، على الرغم من اعتذاره سابقا عن إساءة فهم تصريحاته، والتي أكد فيها أن سياسات "إسرائيل" العنصرية لا تعكس وجهة نظر اليهود في العالم.