أنت هنا

14 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

أعلنت الشرطة التايلاندية أن قنبلة مخبأة في صندوق قمامة انفجرت، اليوم الأحد، في سوق مزدحمة في جنوب تايلاند الذي تقطنه أغلبية مسلمة، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص بجروح.
وقالت الشرطة إن إن اربعة ضباطها كانوا من بين الجرحى ونقلوا إلى المستشفى، مضيفة أن الانفجار دمر أيضا واجهات منازل قريبة.
وانفجرت القنبلة ـ التي تراوح وزنها بين ثلاثة وخمسة كيلوجرامات ـ قرب السوق، في إقليم "يالا"، وهو أحد ثلاثة أقاليم تقع في أقصى جنوب تايلاند، وتسكنها أغلبية مسلمة.
ومن الجدير بالذكر أن مسلمي تايلاند يتركزون في إقليم طفطاني" الذي يقع بين تايلاند وماليزيا، ويضم 18% من سكان تايلاند (نحو 5- 8 ملايين مسلم)، وتنشط به منذ عشرات السنين حركة إسلامية قوية تدعو لإنشاء دولة إسلامية تضم أقاليم (يالا وباتاني وناراثيوات) ذات الأغلبية المسلمة في الجنوب، وهناك مناوشات مستمرة بين الحكومة التايلاندية البوذية وهؤلاء المسلمين تصل لحد الانتهاكات الصارخة لحقوقهم وتعذيبهم.
وسبق أن أصدرت منظمات دولية تقارير عن اضطهاد مسلمي فطاني، من بينها تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية ومقرها نيويورك دعت فيه تايلاند لبدء تحقيق فيما سمته ضرورة "المستوى المرتفع من القوة المميتة" في التعامل مع احتجاجات المسلمين، حيث اختارت أسلوب القوة في كل مرة، بما في ذلك هدم المساجد كما حدث لمسجد "كروي سي" الذي هدم علي رؤوس المسلمين داخله عام 2004.
ويشهد ملف مسلمي الجنوب التايلاندي تصعيداً غير مسبوق منذ منتصف فبراير2005 حين تعهد تاكسين شيناواترا رئيس الحكومة التايلاندية بسحق مسلمي فطاني المطالبين بالاستقلال خلال أربع سنوات، وذلك أثناء أول زيارة يقوم بها إلى محافظات البلاد الجنوبية ذات الأغلبية المسلمة منذ فوز حزبه في الانتخابات بفترة ولاية ثانية. وقد بدأ التصعيد الأخير منذ يناير 2004 حين قُتل أكثر من (800) شخص معظمهم من المسلمين في سلسلة من عمليات إطلاق النار والتفجيرات في أقاليم فطاني ويالا وناراثيوات.
ومن الجدير بالذكر أن الإسلام وصل إلى "فطاني" عن طريق التجارة في القرن الخامس الهجري، وأخذ في التنامي حتى صارت المنطقة كلها إسلامية وتحت حكم المسلمين في القرن الثامن الهجري، وصارت "فطاني" مملكة إسلامية خالصة ومستقلة. وعندما احتل البرتغاليون تايلاند أوعزوا إلى قادة تايلاند بحتمية احتلال فطاني للقضاء على سلطنة الإسلام بها ولابتلاع خيراتها، فقام التايلاندون باحتلال فطاني سنة 917هـ، ولكنهم ما لبثوا أن خرجوا منها بعد قليل تحت ضغط المقاومة الإسلامية. ولكن الصليبية العالمية لم تكن لتهدأ ويرتاح لها بال طالما للإسلام دولة بتلك البقاع السحرية من العالم؛ فدخل الإنجليز حلبة الصراع ودعموا التايلانديين البوذيين للهجوم على فطاني وقمع الثورات وتهجير المسلمين من البلد حتى أعلنت تايلاند ضم فطاني رسمياً لها سنة 1320هـ -1902م بعد سلسلة طويلة من الثورات والمقاومة الباسلة من المسلمين، وكان هذا الضم إيذاناً بعهد جديد في الصراع بين المسلمين وأعدائهم.
وتعد رحلة كفاح مسلمي فطاني من أروع وأقوى قصص الكفاح الإسلامي المغيب عن ذاكرة المسلمين؛ واجه مسلمو فطاني عدواناً بوذياً قاسياً وتجاهلاً منكراً من مسلمي العالم، ومع ذلك ما زال هذا الكفاح صامداً قوياً معتزاً بإسلامه وعقيدته.