أنت هنا

14 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

بعد يوم من تهديد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإعلان "حرب مفتوحة" على حكومة المالكي المدعومة من واشنطن وطهران، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى بغداد بصورة مفاجئة اليوم في زيارة لم يعلن عنها من قبلن في مستهل جولة خليجية تسعى من خلالها إلى تحميل الدول العربية فاتورة احتلال العراق.

ومن المقرر أن تعقد وزيرة الخارجية الأمريكية اجتماعا يوم غد الاثنين في البحرين مع نظرائها في دول مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول خليجية، ثم تشارك الثلاثاء في الكويت في اجتماع دول جوار العراق، حيث تلتقي قادة ومسؤولين عربا لحضهم على تحمّل فاتورة احتلال العراق تحت مسمى "المساعدة في إعادة إعمار العراق"، بزعم التصدي للتأثير الإيراني في المنطقة.

وكانت رايس قد قالت الخميس الماضي في مؤتمر صحافي: إن "أكثر ما يحتاجه العراق هو دعم أكبر من جيرانه، وهذا ما سأقوله في الكويت". وأضافت: أن إظهار أن العراق مرحب به في العالم العربي "يكفي لبدء حمايته من تأثير إيران الضار"، على حد قولها. وأوضحت أنها ستطلب من قادة دول الخليج العربية: السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين أن "تفي بوعودها" بتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية مع الحكومة العراقية، بما في ذلك فتح سفارات في بغداد، وهي رسالة سبق ونقلها الاثنين الماضي إلى السعودية السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر.
وتستمر عمليات القصف على الرغم من تهديد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر بشن "حرب مفتوحة" إذا تواصلت العمليات ضد أتباعه.

وتأتي زيارة رايس المفاجئة لبغداد بعد ساعات من تهديد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بإعلان "حرب مفتوحة" على حكومة المالكي المدعومة من واشنطن وطهران، وكان الصدر قد قال في بيان وزعه مكتبه في النجف أمس السبت: "أوجه أخر تحذير وكلام للحكومة العراقية، أن تتخذ طريق السلام ونبذ العنف مع شعبها وإلا كانت كحكومة الهدام"، في إشارة إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأضاف: "إن لم تكبح الحكومة جماحها وجماح الميليشيات المندسة فيها، فسنعلنها حربا مفتوحة".

وتشهد مدينة الصدر، التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة معظمهم من الشيعة، مواجهات منذ نهاية مارس الماضي بين القوات العراقية المدعومة بوحدات أمريكية وبين ميليشيا جيش المهدي الشيعية، أسفرت عن سقوط مئات القتلى. ويقول مراقبون إن هذه الاشتباكات تدور بتوجيه ودعم إيراني لترتيب البيت الشيعي العراقي الداخلي بما يتيح لإيران المزيد من النفوذ في العراق المنكوب بالاحتلالين الأمريكي الصليبي والفارسي الصفوي.