أنت هنا

16 ربيع الثاني 1429
المسلم - متابعات:

هاجم الشيخ شريف شيخ أحمد، رئيس تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من أسمرا مقرا له، والذي تشكل المحاكم الإسلامية المكون الرئيسي فيه، قوات الاحتلال الإثيوبية، واتهمها بارتكاب إبادة بشرية، بعد المجزرة التي ارتكبتها بحق المصلين في مسجد "الهداية" بمقديشو، مشيرا إلى أن المعارك التي دارت مطلع الأسبوع أسفرت عن مصرع 200 شخص وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح، ونزوح نحو 28 ألفا من ديارهم، كما اتهم الشيخ شريف القوات الإثيوبية باختطاف المئات بينهم طلبة مدارس.

وأوضح الشيخ شريف أن من بين القتلى علماء دين بارزون، منتقدا صمت المجتمع الدولي واكتفاءه بالتفرج على المجازر التي ترتكبها القوات الإثيوبية. وهدد بالانسحاب من جهود المصالحة التي ترعاها الأمم المتحدة، وحث الشعب الصومالي على التوحد في مواجهة العدو، مشيرا إلى أن الاحتلال هو السبب في الأزمات التي تعج بها الساحة الصومالية. وقال إن المعارك التي جرت في مقديشو محاولة من أديس أبابا لعرقلة جهود السلام، مؤكدا أنه لا معنى للحوار مع الحكومة الصومالية إذا استمرت القوات الاثيوبية في إبادتها للشعب الصومالي. وتتزامن هذه التصريحات مع اتهامات مماثلة وجهها مجلس شيوخ الهوية المعارض لقوات الاحتلال الإثيوبية.

وكانت قوات الاحتلال الإثيوبية قد اقتحمت الأحد الماضي مسجد "الهداية"، التابع لجماعة "التبليغ" في حي "سوق المواشي"، وقتلت عددا من أفراد الجماعة من بينهم أميرها الشيخ سعيد يحيى داخل المسجد.

ويشير باحثون إلى أن نحو 6500 صومالي قتلوا العام الماضي من جراء القتال في العاصمة مقديشو فقط، في حين نزح 1.5 مليون شخص عن ديارهم بعد الاحتلال الإثيوبي للبلاد. ويقول عمال إغاثة إن 250 ألف مدني على الأقل يعيشون في أحوال سيئة خارج العاصمة مقديشو، ويعتبرون أكبر مجموعة من النازحين في العالم الذين انتقلوا إلى مكان آخر داخل البلاد.

من جهة أخرى، اندلعت أمس معارك عنيفة بين ميليشيات قبلية موالية للحكومة ومقاتلين من المحاكم الإسلامية في جزيرة "كدا" في إقليم جوبا السفلى في أقصى جنوب البلاد، وأسفرت المعارك عن مصرع 5 أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر بجروح. وأشارت التقارير الواردة إلى أن المحاكم الاسلامية أحكمت سيطرتها على الجزيرة، وأجبرت الميليشيات القبلية على الخروج منها.