أنت هنا

16 ربيع الثاني 1429
المسلم - متابعات:

تصاعدت الجهود الصهيونية لتهويد مدينة القدس المحتلة وتوسيعها لتمتد حتى غور الأردن، في ما يعرف بـ "مشروع القدس الكبرى"، حيث أقرت الحكومة "الإسرائيلية" مؤخرا سلسلة مشروعات استيطانية لفرض الطابع اليهودي على مختلف أنحاء المدينة، وسط تحذيرات إسلامية بأن الأقصى بات مهددا بالانهيار في أية لحظة.

وتضمن المشروع الأخير الإعلان عن إقامة حي استيطاني جديد في منطقة رأس العمود، في القدس الشرقية المحتلة. ويضم الحي الجديد الذي يحمل اسم "معاليه ديفيد" أكثر من 100 وحدة سكنية، وستة مبان لمؤسسات كبيرة.

وقبل هذا المشروع بأيام صادقت بلدية القدس "الإسرائيلية" على إقامة 400 وحدة استيطانية في منطقة "قلنديا" على أراضي (مطار القدس ـ قلنديا)، بعد مصادرة مساحات واسعة من أراضي قرى "الجديرة" و"رفات" و"قلنديا" الفلسطينية المحتلة. ويفصل المشروع الجديد قرية "رفات" عن "قلنديا" ويحاذي الشارع الاستيطاني الذي يربط القدس المحتلة بتل أبيب.

وقال رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي (وفقا لصحيفة البيان الإماراتية): إن "هذا المشروع جزء من خطة أكبر لإقامة 11500 وحدة استيطانية، وربط هذه المستوطنة بالمستوطنات التي تقع خارج حدود بلدية القدس عن طريق أنفاق"، مشيراً إلى أن المشروع على شكل قوس.

ورأى التفكجي أن هذا المشروع "استكمال لمشروع أولمرت وشارون الذي يهدف إلى عدم تقسيم المدينة مرة أخرى والحيلولة دون أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، بل تصبح القدس الشرقية والغربية تحت السيادة "الإسرائيلية" دون شريك فلسطيني واستحالة تقسيمها عملياً". موضحاً أنه "ضمن سلسلة من المشروعات الاستيطانية الجديدة التي بدأت بعد مؤتمر أنابوليس، بهدف إحداث تغير ديمجرافي كبير داخل المدينة، يحول دون تقسيمها، وإعادة الجزء الشرقي منها للشعب الفلسطيني".

من جهته، وصف كبير قضاة فلسطين، الشيخ تيسير التميمي، ما أعلنته سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" عن بناء 400 وحدة استيطانية جديدة في مطار قلنديا شمال القدس المحتلة، بأنه "يأتي في إطار حملة محمومة وشرسة تنفذها سلطات الاحتلال في إطار أوسع عملية تهويد للمدينة المقدسة".

وقال التميمي، خلال مؤتمر صحافي عقده في رام الله، أمس، إن "الأمر وصل إلى ما هو أخطر مما كنا نتوقع، فالقدس تعزل اليوم عن محيطها الفلسطيني والعربي، ويمنع المسلمون من أداء الصلاة فيها، والمسجد الأقصى يتعرض لمخاطر حقيقية بالهدم".

وأضاف أن الحفريات "الإسرائيلية" وصلت إلى منطقة الكأس (المتوضأ) الذي يقع في منتصف ساحات المسجد الأقصى، والاحتلال يواصل إقامة شبكة الأنفاق تحته، الأمر الذي يجعل المسجد معلقا في الهواء، ومهددا بالانهيار في أية لحظة.

ودعا التميمي الأمة العربية والاسلامية للخروج من حالة الوهن والضعف، والتحرك العاجل لإنقاذ القدس من هذه الهجمة التدميرية، وقال بحزن ومرارة: "قد نأتي لمؤتمر صحافي في أية لحظة للحديث عن تداعيات هدم المسجد الأقصى".