أنت هنا

21 ربيع الثاني 1429
المسلم-وكالات:

في إشارة واضحة إلى عمق الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان الصهيوني، صادق الكونجرس الأمريكي، عبر نواب مجلس النواب الـ 413 ونواب مجلس الشيوخ الـ 100 على قرار يؤكد أن "اسرائيل" هي الوطن لكل الشعب اليهودي.

وأكد القرار على تعزيز العلاقات الأمريكية "الاسرائيلية"، كما تم في الماضي والحاضر وفي المستقبل، وكان لافتا أن القرار الذي يخالف حتى قرارات الأمم المتحدة التي تعتبر "اسرائيل" محتلة على الأقل للأراضي التي استولت عليها عام 1967، صوت عليه جميع نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ولم يعارضه أي نائب أو حتي يمتنع عن التصويت.

ومن الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ينحاز فيها الكونجرس الأمريكي للكيان الصهيوني، حيث يعتبر دعم "اسرائيل" والصمت عن جرائمها المستمرة من ثوابت الصراع السياسي في الولايات المتحدة، وضمن أبرز الشروط للوصول إلى مراكز صنع القرار، وهو ما كشفه ببعض التفصيل ستيفن وولت: استاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد
جون ميرشايمر: استاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو في دراسة بعنوان "اللوبي "الإسرائيلي" والسياسة الخارجية الأمريكية" كشفا فيها الآليات التي يستخدمها اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة للتأثير في السلطة التشريعية ممثلة في الكونجرس الأمريكي وللتأثير على السلطة التنفيذية ممثلة في مؤسسة الرئاسة. وتتناول الدراسة الوسائل التي استطاع اللوبي عن طريقها أن تبلغ سطوته ورهبته بحيث لا يمكن لسياسي أمريكي أن يتخطاه وإلا واجه من النبذ وتشجيع الخصوم ما لا يقوى على مواجهته.

ويرى المؤلفان أنّ الدعامة الرئيسيّة لفعالية اللوبي "الإسرائيلي"، هي مدى تأثيره الواضح في الكونجرس الأمريكي، حيث نجد عملياً أنّ "إسرائيل" لديها مناعة مؤكّدة من النقد. وهذا الأمر في حد ذاته، يعتبر موقفاً جديراً بالملاحظة، لأن الكونجرس عادةً لا يجفل ولا يتردد أويشعر بأي خجل في مواجهاته للقضايا المثيرة للجدل أو قضايا المنازعات. أمّا عندما تكون "إسرائيل" معنيّة بأية قضيّة، فتتحوّل أي إحتمالات للمناقشات أو للنقد، إلى " الصّمْت المُطْبِق ".