استمرت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات التي تجددت بين قبيلة المسيرية والجيش الشعبي لتحرير السودان بولاية كردفان وسط السودان.
وبحسب فضائية الجزيرة فإن عشرات القتلى والجرحى قد سقطوا خلال تلك الاشتباكات، حيث سقط أكثر من 20 قتيلاً في صفوف الجيش الشعبي، فيما قتل شخصًا واحدًا من أفراد القبيلة وأصيب ثلاثة آخرون .
وكانت قوات جيش الحركة الشعبية قد قذفت ممتلكات مواطني المسيرية بالهاون، منذ شهر تقريبًا الأمر الذي أتى على قدر كبير من ماشيتهم، فضلاً عن سقوط أعداد من القتلى والجرحى .
وبحسب ما صرح به محمد خاطر جمعة رئيس عام اتحاد المسيرية فإن جيش الحركة الشعبية قد بدأ بالاعتداء وأن مسلحي قبيلته إنما يدافعون عن أنفسهم .
وتعيش قبيلة المسيرية التي تعود إلى جذور عربية من جهينة وتشتهر برعي الأبقار، وساهم اعتزازهم بأصولهم العربية في احتفاظهم بالكثير من العادات الأصيلة مثل ولعهم بالفروسية وركوب الخيل.
وتتميز قبائل المسيرية جميعها بالتجوال من شمال كردفان إلى جنوبها، ويتمركزون في منطقة أبيي الغنية بالنفط مع قبائل الدينكا الجنوبية، حيث يثير كل فريق منهما مؤخرًا أنه أحق من الآخر بتلك المنطقة، الأمر الذي يشير إلى أن الصراع بينهما اقتصادي .
يذكر أن إعلان الرئيس السوداني السابق جعفر النميري إلغاء اتفاقية أديس أبابا التي أنهت 17 عامًا من حرب الجنوب قد أدت لتمرد إحدى الكتائب العسكرية المسلحة في جنوب السودان عام 1983، وتحالف العقيد جون قرنق الضابط بالجيش السوداني آنذاك مع المتمردين وأنشأ الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش الشعبي ذراعها المسلح.
وتعلن الحركة أنها لا تطالب بانفصال الجنوب، ولكن بإعادة تقسيم السلطة وتفكيك قبضة المركز على الأقاليم، تدعمها في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا الغربية.
وأثناء المباحثات بين الحركة وحكومة الخرطوم استمر القتال، إلى أن توصل الطرفان لاتفاق بينهما خلال مفاوضات نيفاشا التي فصلت الترتيبات الأمنية والعسكرية في الفترة الانتقالية التي تسبق الاستفتاء على تقرير المصير.