أنت هنا

23 ربيع الثاني 1429
المسلم-صحف:

حذر المقرر الخاص للحق في الغذاء في الأمم المتحدة جون زيجلر، أمس، من أن الملايين من البشر معرضون للموت جوعا خلال الشهور القليلة المقبلة بسبب الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والحبوب الذي يشهده العالم حاليا.

وأطلق زيجلر، عشية انتهاء ولايته صرخة لإيقاظ الضمير العالمي، في صورة نداء عاجل وجهه إلى الدول المانحة، مطالبا إياها بزيادة مساعداتها المقدمة للوكالات المعنية في المنظمة الدولية لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والحبوب الذي يشهده العالم حاليا، محذرا من أن الملايين من الأشخاص حول العالم سيموتون جوعا خلال الشهور المقبلة إذا لم يسارع العالم إلى نجدتهم ومساعدتهم.

واعتبر زيجلر أن المسارعة بزيادة المساعدات "أولوية مطلقة"، مشيرا إلى أن هناك حالات ومناطق في العالم قد يموت الناس فيها جوعا بالفعل ودون أية مبالغة إذا لم تتم نجدتهم، وعلى رأس هذه المناطق غزة ودارفور، على حد قوله.

وجاء نداء زيجلر عشية اجتماع رؤساء وكالات الأمم المتحدة المتخصصة والأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون، الذين بدأوا أمس الاثنين في العاصمة السويسرية اجتماعات تختتم اليوم الثلاثاء لوضع خطة معركة وشيكة لمكافحة الجوع وأزمة الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية.

وكان المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة الفاو الدكتور جاك ضيوف قد قال فى تصريح نشر قبل عامين إن عدد الجوعى يزداد كل عام أربعة ملايين نسمة. وأشارت إحصاءات المنظمات المهتمة بمأساة صناعة الجوع فى العالم إلى أن عدد الذين يموتون جوعا كل عام خمسة عشر مليونا فى الدول الفقيرة، فى الوقت الذي يموت فيه الناس فى الدول الغنية والغربية من التخمة وأمراضها.

ويرى مراقبون أن حجم ما ينتجه العالم من الغذاء يكفي لضعف سكان الأرض، ومع ذلك فإن سدس سكان الكرة الأرضية يعانون من الجوع. وكان جيمس موريس، المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي قد نشر مقالا بمناسبة يوم الغذاء العالمي قال فيه: "إن هناك وفرة كبيرة فى الغذاء فى العالم تكفي لسد حاجة الجوعي"، وبخاصة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة، التي ذكر أن فائض الغذاء فيها يكفي لإطعام الجوعي فى قارة إفريقيا كلها، واعتبر أن حديث الدول الكبري عن محاربة الفقر ليس سوى للاستهلاك الإعلامي، حيث إن معظم الدول التى لديها وفرة فى الغذاء تقوم بإتلاف ما يزيد على حاجتها من المحاصيل للمحافظة على أسعارها العالمية، أو تقوم بإرسال الفتات منها إلى الفقراء مع حملة دعائية ضخمة ، وكثيرا ما تكون هذه الأغذية قد فسدت أو على وشك الفساد.