أنت هنا

23 ربيع الثاني 1429
المسلم ـ خاص:

حذر فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر من محاولات تغييب منهج السلف التي تنفذها وسائل إعلام محلية في معالجتها لقضية المسعى الجديد.
جاء ذلك في درسه الأسبوعي الذي يلقيه بمدينة الرياض، والذي أجاب فيه عن أسئلة تتعلق بمشروع توسعة المسعى بين الصفا والمروة، والذي ثار حوله الجدل مؤخراً بسبب تحفظ ورفض علماء في هيئة كبار العلماء وغيرها له على خلفية تجاوز التوسعة لحدود المسعى الشرعية طبقاً لآرائهم.
وشدد د.العمر المشرف العام على موقع "المسلم" على أنه لم يحسم رأيه بصفة خاصة في المسألة التي ما زال يدرسها، ويميل إلى مزيد من البحث فيها ريثما تتضح له الأمور، مشيراً إلى أن المسألة خلافية بين العلماء، وهي ضمن حيز الخلاف المعتبر بين العلماء الذين تتوافر لديهم أهلية الاجتهاد، وقال فضيلته إن معظم العلماء في هيئة كبار العلماء رفضوا التوسعة الجديدة بادئ الأمر، ووافق عليها البعض، وتحفظ البعض، إلا أن عدداً من الرافضين تراجعوا حين تبين لهم جواز التوسعة.
وعزا مناط خلاف العلماء في المسألة إلى حدود جبل الصفا وما إذا كانت ممتدة عن حدوده الحالية أم لا، معتبراً أن الخلاف بالأساس حول هذه النقطة.
واستهجن فضيلته سلوك معظم وسائل الإعلام التي عالجت المسألة على نحو انتقائي استبعد جميع آراء العلماء المتحفظين أو الرافضين للتوسعة بحدودها المزمعة، مقتصرة على آراء المؤيدين.
ودان د.العمر استطلاع آراء غير المتخصصين من رؤساء دول إفريقية ومحافظين وحتى إداريين وصحفيين في مسألة شرعية لابد وأن يستنبط حكمها العلماء الراسخون.
وأبدى العمر انزعاجه الشديد من تصدير بعض الصحف لآراء زعماء الرافضة كمرشد الثورة الإيرانية وغيره في هذه المسألة، معتبراً أن ذلك من الفتنة والبلاء.
واعتبر فضيلته أن الأخطر في هذه القضية هو مسعى بعض وسائل الإعلام إلى تهميش هيئة كبار العلماء والمجامع الفقهية المعتبرة التي تلتزم منهج السلف، ومحاولة ضرب هذا المنهج، والذهاب بذلك إلى المدى الذي جعل تلك الوسائل تثني على مراجع شيعية، وتستشهد بآرائهم، سابقة أسماءهم بألفاظ التقدير كـ"سماحة" فلان، إضافة إلى آخرين غير متخصصين، بغرض التقليل من أهمية آراء كبار العلماء في هذه البلاد.
وأعاد د.العمر التذكير مراراً بأن القضية في تناولها الإعلامي جاوزت كونها قضية خلافية معتبرة يحسمها العلماء ومجامعهم إلى هدف آخر يحاول جاهداً النيل من قيمة العلماء المخالفين، الذين ذهب البعض إلى لصق تهم التكفير والتشدد بهم لمجرد مخالفتهم لهم في الرأي، مشيراً إلى وقوف جهات علمانية وراء هذه المساعي.