أنت هنا

24 ربيع الثاني 1429
المسلم-صحف:

اعتبر خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن المصالحة الفلسطينية باتت قراراً أمريكياً "اسرائيلياً"، بدلا من أن تكون قراراً فلسطينياً وعربياً خالصاً، مؤكدا أن أمريكا تضع "فيتو" على مثل هذه المصالحة.

وأكد مشعل أن الوضع في غزة "خطير جدا"ن و"برميل بارود"، ما دامت المعابر مغلقة، ولا تدخل الحاجات الأساسية في حدها الأدنى للشعب الفلسطيني.

ورأى مشعل، في مقابلة صحفية نشرت بالتزامن اليوم في صحيفتي "الأهرام" المصرية، و"الخليج" الإماراتية أن استمرار الحصار لما يزيد على عشرة شهور منذ يونيو من العام الماضي وحتى الآن شكل كارثة انسانية في قطاع غزة، لم تستثن أي جانب من جوانب الحياة اليومية من العلاج والمستشفيات، الصناعة، البناء الزراعة، وأضاف: "لدينا أكثر من 100 ألف عامل بلا عمل و18 ألف موظف في حكومة اسماعيل هنية لا يتلقون الرواتب من ميزانية السلطة الفلسطينية"، معتبرا أن هذا الوضع "لا يمكن السكوت عليه"، وأنه "من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن حقه، وأن يكسر هذا الحصار"، وأن ينهي هذه المعاناة، مطالبا بأن يجد الشعب الفلسطيني دعماً من أمته لإنهاء هذا الحصار وكسره، حيث إنه من حق الأطفال والنساء والشيوخ وكل قطاعات الشعب الفلسطيني أن يعيشوا حياة كريمة بعيداً عن هذا السجن الكبير الذي يعيش فيه مليون ونصف مليون انسان في قطاع غزة.

وأكد مشعل أن العرب قادرون ـ إذا أرادوار ـ على كسر الحصار الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني، وبخاصة مصر، عبر فتح معبر رفح، معتبرا أنه "لا يجوز أن يظل هذا المعبر مرتهنا باتفاقيات ظالمة تمت بعيداً عن الشرعية الفلسطينية".

وفي ما يخص الاتهامات الموجهة لحركة "حماس" بتهديد الأمن القومي المصري، قال مشعل إن سياسة "حماس" معروفة، فهي حصرت معركتها داخل فلسطين وضد الاحتلال "الاسرائيلي"، مؤكدا أنه ليس فقط قطاع غزة جزءا من الأمن القومي المصري، بل كل فلسطين، لأن فلسطين هي بوابة مصر الشرقية، مؤكدا أن الذي يستهدف مصر هي "إسرائيل" التي تسعى إلى انتزاع دورها والقفز عنه، وتهميش دورها حتى تظل هناك دولة وحيدة تتحكم في المنطقة اقليميا هي "اسرائيل".

وفي ما يخص الأوضاع الفلسسطينية الداخلية، أكد مشعل أن ما جرى في غزة في يونيو الماضي لم يكن انقلابا من حركة "حماس" لأن الحركة لا يمكن أن تنقلب على نفسها، فهي كانت ـ وما زالت ـ جزءا من الشرعية الفلسطينية، بل كانت على رأس حكومة الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنه عادة ما تنقلب المعارضة على السلطة، وأضاف: "نحن لم نكن معارضة حتى ننقلب على السلطة، نحن كنا جزءا أساسيا من السلطة وعلى رأس حكومة الوحدة الوطنية، ونحن الأغلبية في المجلس التشريعي، منتخبون انتخابا ديمقراطيا من شعبنا، لكننا دافعنا عن شرعيتنا وعن شعبنا أمام التيار الانقلابي. ولا يستطيع أحد اليوم أن ينكر هذه الحقيقة بعد ما نشرته المجلة الأمريكية "بنينتيفيز" التي تكلمت عن الدور الأمريكي – "الاسرائيلي" في دعم التيار الانقلابي ودعم أشخاص معينين من خلال الجنرال الأمريكي "دايتون" ثم "فريزر"، وغيرهما من الجنرالات الأمريكان"، وتابع طدخل السلاح "الإسرائيلي" ليتدخل في الشأن الفلسطيني، ونحن دافعنا عن شرعيتنا ولم ننقلب على أحد".