أنت هنا

24 ربيع الثاني 1429
المسلم - هيئة نت

طالبت هيئة علماء المسلمين بالعراق اليوم الأربعاء في بيان لها المجتمع ‏الدولي والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيق حول المقابر‎ ‎الجماعية المكتشفة ‏مؤخرًا في المحمودية وديالى، للكشف عن حقيقة ما يقع على أرض العراق.‏
وحثت الهيئة في بيانها المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى عدم‎ ‎التغاضي عن هذه الكارثة، على نحو يكشف للجميع حقيقة الأوضاع على ‏أرض العراق‎ ‎في ظل الاحتلال الأمريكي لارضه، ولمجازاة كل من شاركوا ‏في هذه‎ ‎الجريمة أو تستروا عليها‏‎.‎
وأكدت الهيئة أن المليشيات الشيعية بالتعاون مع قوات حكومة نوري ‏المالكي هي التي تقف وراء تلك الكارثة وبغطاء من المحتل الأمريكي، وأن ‏هذه القبور إنما أظهرها الخلاف بين هذه الطوائف .‏
وظهرت المقابر الجماعية في كل من المحمودية جنوب بغداد‎ ‎وبعقوبة في ‏شرقها، حيث وصفت الأولى بأنها الأكبر في التاريخ المعاصر، حيث تم ‏اكتشافها من قبل الأهالي بعد أن تم طرد‏‎ ‎الجهات المسلحة التي كانت ‏تسيطر على المنطقة بعد العمليات العسكرية الأخيرة التي‎ ‎تطارد ما اسمتهم ‏الحكومة الحالية بالجماعات الخارجة على القانون‎ .‎
وبشهادة الأهالي فإن قوات الحرس الحكومي ومنتسبون في الشرطة ‏ومليشيات تابعة للأحزب الحاكمة والمسيطرة عل هذه المنطقة‎ ‎وباختلاف ‏مسمياتها، تقف وراء هذه الجريمة النكراء .‏
وأشار البيان إلى أن الدلائل تؤكد تواطئ قوات الاحتلال الأمريكية‎ ‎مع ‏هؤلاء القتلة، حيث كانت تطلق سراح العناصر المقبوض عليها بعد ساعات ‏من اعتقالهم بحجة عدم وجود أدلة .‏
وأوضح البيان كذلك وجود تعتيم إعلامي تمثل في أن الأخبار قد ذكرت ‏استخراج عشرات الجثث، بينما‎ ‎العدد أكبر من ذلك والأعداد المسجلة ‏للمفقودين بالأسماء من أهل المحمودية فقط تتخطى الـ 500‏‎ ‎شخص ‏بينما العدد الكامل للمفقودين في المحمودية والمناطق المجاورة حسب ‏مصادر‎ ‎ذوي المفقودين يبلغ الـ 4000 شخص. ‏
وذكر البيان أن هؤلاء المفقودين، وحسب شهادات ذويهم،‏‎ ‎قد تم اعتقالهم ‏من قبل جهات مسلحة ترتدي زي الجيش والشرطة الحكومية وباستخدام‎ ‎سيارات الجيش والشرطة، وذلك في الفترة‎ ‎ما بين عامي 2005 إلى ‏‏2006‏‎ .
ونفى البيان ما زعمه الناطق باسم الخطة الأمنية من أن هذه الجثث من ‏ضحايا "الجماعات الإرهابية والتكفيرية"،‎ ‎حيث يشهد الواقع بأن الجماعات ‏التي قصدها الناطق لم تكن تسيطر على‎ ‎مركز مدينة المحمودية حيث ‏وجدت هذه المقابر، وإنما كانت السيطرة للقوات الحكومية والمليشيات ‏خلال هذه الحقبة، خاصة وأن عوائل الضحايا المقبورين قدموا شكاوى ‏للقوات الأمنية هناك يتهمون فيها‎ ‎جيش المهدي وقوات حكومية بخطف ‏وقتل أبنائهم ثم دفنهم في هذه المقابر‎.
وأضاف البيان أن حكومة المالكي فرضت طوقًا من الكتمان حول الأعداد ‏الحقيقة لهذه المقابر ولما حوته من جثث، حيث لم يسمح للوكالات المحلية ‏أو الأجنبية بتصوير الجثث، كما سحبت جميع الهواتف الجوالة من‏‎ ‎الأهالي ‏الذين يأتون للمستشفيات للتعرف على ذويهم، ولم يسمح لأي منظمة ‏إنسانية‎ ‎أو حقوقية بالدخول والتحقق من تاريخ مقتل هؤلاء‎.
وجاء في البيان أن من بين الجثث عروس مع زوجها ببدلة الزفاف، ‏والمحتفلون بهما. ‏
وتساءل البيان عن الدور الذي قامت به اللجان الحكومية المشكلة لتقصي ‏حقائق هذه المقابر وما تمخض عنها من نتائج.‏