أنت هنا

25 ربيع الثاني 1429
المسلم - هيئة نت

ذكرت هيئة علماء المسلمين في العراق اليوم الخميس أن التحقيقات التي أجرتها ‏اللجنة الحكومية حول المقابر الجماعية بمدينة المحمودية أشارت إلى أنها من أفعال ‏المليشيات والقوات الحكومية المتواجدة هناك والداعمة لها في ذلك الحين.‏
وأعلنت الهيئة أن لديها بعض الوثائق والشهود، مشيرة إلى احتفاظها بها لإظهارها في ‏الوقت‎ ‎المناسب لإدانة الفاعل الحقيقي لتلك الجرائم‎.
وكان مصدر مطلع في مكتب ما‏‎ ‎يسمى بـ"المصالحة الوطنية" أمس الأربعاء أن الأدلة ‏الأولية التي جمعتها اللجنة التحقيقية‎ ‎المشتركة حول المقابر الجماعية التي عثر عليها ‏في‎ ‎المحمودية جنوبي بغداد تشير إلى تورط مليشيا جيش المهدي الشيعية في‏‎ ‎المدينة‎.
وأوضح المصدر أن اللجنة اتفقت بشكل أولي على أن مليشيا جيش‎ ‎المهدي هي الجهة ‏التي تقف وراء المقابر الجماعية في مدينة المحمودية، مشيرًا‎ ‎إلى أن شهادات عوائل ‏الضحايا وشكاواهم المقدمة وهوية الضحايا أنفسهم تشير إلى تورط‎ ‎مليشيا جيش ‏المهدي‎.
وأضاف المصدر: إن اللجنة التقت في زياراتها والتي‎ ‎استغرقت أكثر من أربعة ‏ساعات، بآمر اللواء في المحمودية، وقائم مقامها وبعض وجهاء‎ ‎وشيوخ العشائر ‏هناك، كما التقت ببعض عوائل الضحايا، وزارت إحدى المقابر الجماعية‎ ‎التي ضمت ‏رفاة 51 جثة‏‎.
وكان أحد وجهاء المحمودية قد أكد سيطرة مليشيا‏‎ ‎جيش المهدي على المدينة إبان ‏وقوع هذه الجرائم، وأن العديد من أبناء المدينة‎ ‎اختطفوا وقتلوا على يد عناصر جيش ‏المهدي، حيث تقدمت عوائل أكثر من 14 ضحية بشكاوى لقوات الأمن الحكومية ‏هناك يتهمون فيها‎ ‎مليشيا جيش المهدي بخطف وقتل أبنائهم ثم دفنهم في هذه المقابر‎ .
وأوضح أن‎ ‎الجثث المشار إلى عددها إنما وجدت في مقبرة واحدة، وأن هناك عدة ‏مقابر لم يتم حفرها إلى‎ ‎الآن، بانتظار موافقة قائد عمليات بغداد لحفرها‎.
يذكر أن قائد‎ ‎الفوج الثاني في اللواء الرابع للجيش الحكومي والمسؤول عن حماية ‏مدينة المحمودية‎ ‎قرر إيقاف عمليات الحفر في المقابر بعد عشر أيام من إكتشاف ‏المقابر‎.
وزعم الناطق باسم الخطة الأمنية ـ كعادته في التغطية على الفاعل الحقيقي ـ ان ‏هذه‎ ‎الجثث من ضحايا "الجماعات الإرهابية والتكفيرية"، والواقع يقول إن الجماعات ‏التي‎ ‎قصدها الناطق باسم الخطة الأمنية لم تكن تسيطر على مركز مدينة المحمودية ‏حيث وجدت‎ ‎هذه المقابر حيث كانت قوات الحكومة والمليشيات هي المسيطرة على ‏مركز المدينة في هذه‎ ‎الحقبة كما هو معلوم للجميع‎.
وكانت الهيئة قد دعت أمس المجتمع‎ ‎الدولي ومنظمات حقوق الإنسان إلى عدم ‏التغاضي عن هذه الكارثة، وضرورة فتح تحقيق‎ ‎فيها، على نحو يكشف للقاصي ‏والداني حقيقة ما يقع على أرض العراق في ظل الاحتلال الأمريكي .‏