أنت هنا

27 ربيع الثاني 1429
المسلم - متابعات:

سرد الأسرى السودانيون الثلاثة الذين عادوا من "جوانتانامو" فجر أمس إلى بلادهم جزءا من معاناتهم مع الاعتقال، والفظائع التي يرتكبها الحراس الأمريكيون بحق الأسرى المسلمين بما في ذلك ركل المصاحف بالأقدام وتدنيسها.

وقال أمير يعقوب محمد الأمير، أحد الأسرى السودانيين الثلاثة الذين أفرج الجيش الأمريكي عنهم إنه تم القبض عليه من قبل الشرطة الباكستانية في السابع من فبراير 2002، حيث قضى شهرين ونصف الشهر في إدارة المخابرات الباكستانية، سلمته بعدها إلى الجيش الأمريكي، الذي نقله إلى معسكر "جوانتانامو" وهناك مارس ضده الحراس والمحققون شتى أنواع العذاب النفسي والجسدي.

وذكر أنه أرسل إلى "جوانتانامو" مع آخرين في طائرات شحن كبيرة بعد تقييدهم بالسلاسل في رحلة طويلة استغرقت 24 ساعة، حيث كان الاستقبال في المعتقل حافلا بالإهانات المتواصلة.

وأضاف يعقوب، في مؤتمر صحافي عقده أمس أنه كان ممنوعاً من التحدث بتاتا، وأن الاسرى كانوا ممنوعين من أداء الصلاة جماعة، ومن تلاوة القرآن جهرا، وقال إن الجنود الامريكيين كانوا يركلون المصاحف بالأقدام بقصد استفزاز الأسرى والإساءة إلى القرآن. وأشار إلى أن الحراس كانوا يضعون المصحف الشريف في أماكن نجسة.

ووصف المعسكرات بأنها غرف مغلقة تماما لها باب حديدي وبها سرير حديدي ملصق بالجدار. مؤكدا أنه لم تتوفر لهم كأسرى أية رعاية صحية. وأشار إلى أن الأمريكيين كانوا يستعملون العلاج كورقة ضغط ضد هؤلاء الأسرى المرضى والمسنين الذين أصيبوا بامراض عدة. وأوضح يعقوب أن المحققين الأمريكيين كانوا يساومون المرضى بالعلاج إذا أقروا بأمور لم يرتكبوها.

من جهته، قال وليد محمد الحاج محمد، الأسير السوداني الثاني العائد من "جوانتانامو" إنه دخل في "قلعة" شمال أفغانستان ضمن 500 شخص، لم يخرج منهم إلا 60 شخصا حيا، وإنه شهد على مقتل 250 منهم وهم مقيدون وتم دفنهم في مقابر جماعية.

على صعيد متصل، أكد سامي الحاج، مصور فضائية "الجزيرة"، وثالث الأسرى السودانيين المفرج عنهم أن الأسرى في "جوانتانامو" محرومون من الصلاة، ويتعرضون لانتهاكات دينية كبيرة على أيدي الجنود الأمريكيين، الذين يزعجونهم على الدوام، ويدنسون القرآن الكريم. وأضاف أن بعض معتقلي جوانتانامو فقدوا عقولهم جراء التعذيب، و"يعيشون بلا ملابس" في أوضاع صحية سيئة للغاية.

ودعا الحاج كل الحكومات العربية والإسلامية إلى إعادة أبنائها من معتقل "جوانتانامو"، لتخليصهم من العذاب النفسي والبدني الرهيب الذي يتعرضون له بشكل مستمر هناك.