وصلت قوات أمنية تابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مدينة جنين شمالي الضفة الغربية اليوم السبت لإرساء الأمن والنظام وكبح جماح النشطاء إنفاذًا للشرط "الإسرائيلي" لتنفيذ "اتفاق سلام" .
وبلغ قوام تلك القوات 600 جندي حملتهم سيارات جيب وحافلات إلى المدينة بالتنسيق مع "إسرائيل"، حيث نقلت وكالة رويترز للأنباء أن 150 جنديًا آخرون موجودين في جنين سيشاركون في الحملة، التي وصفتها بأنها تمهد الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية.
وزعمت واشنطن أن حملة جنين فرصة لعباس لكي يثبت قدرته على كبح جماح النشطاء وتحقيق شرط "إسرائيل" الأساسي لتنفيذ "اتفاق للسلام".
جدير بالذكر أن نشر تلك القوات، والتي تلقى معظمها تدريبًا في الأردن بموجب برنامج تموله أمريكا، يأتي متزامنًا مع وصول وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس للمنطقة اليوم السبت، تمهيدًا لزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش للكيان "الإسرائيلي" .
ومن جهتها أكدت تل أبيب أن "المسؤولية الأمنية المطلقة ستظل في أيدي إسرائيل".
وذكر مسؤول أمن فلسطيني أن القوات تلقت أوامر بمصادرة الأسلحة المملوكة بشكل غير مشروع، إلا أنه لم يذهب لحد القول بأن الحملة ستستهدف النشطاء.
يشار إلى أنه بموجب خطة خارطة الطريق فإن على "إسرائيل" وقف أنشطتها الاستيطانية وإزالة المواقع الاستيطانية، بينما يتحتم على الفلسطينيين كبح جماح النشطاء في الضفة الغربية التي يسيطر عليها عباس وفي قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الاسلامية "حماس".
وبحسب رويترز فإن قوات عباس ستصل مواقعها في جنين غدًا الأحد، حيث من المفترض أن تستمر الحملة ثلاثة شهور.
وذكر مصدر أمني فلسطيني في جنين أن قوات عباس سيصرح لها بدخول مخيم جنين المضطرب للاجئين ومناطق أخرى لم يكن يسمح للقوات الفلسطينية بدخولها من قبل.
وكانت الأوضاع الأمنية في جنين قد تحسنت خلال الشهور الستة الماضية بعد أن سلم نشطاء من حركة فتح التي يتزعمها عباس أسلحتهم ضمن برنامج عفو ينفذ بالتنسيق مع "إسرائيل".
ومن جانبها تسعى الإدارة الأمريكية للحصول على موافقة الكونجرس على مبالغ مالية يتم تخصيصها للسلطة الفلسطينية، وذلك من باب إظهار حدوث تقدم على المستوى الأمني من جهة، والاقتصادي من جهة أخرى، وذلك قبل زيارة بوش المتوقعة "لإسرائيل" الشهر الجاري بمناسبة مرور 60 عامًا على إعلان قيام "إسرائيل" .