أنت هنا

29 ربيع الثاني 1429
المسلم - المركز الفلسطيني للإعلام

أطلق فلسطينيو أوروبا في مؤتمرهم السادس المنعقد في العاصمة الدانمركية كوبنهاجن، اليوم الاثنين، والذي حضر فعالياته ما يزيد عن عشرة آلاف فلسطيني من شتى أنحاء أوروبا، وبحضور شخصيات وقيادات فلسطينية بارزة، البيان الختامي للمؤتمر، والذي أطلقوا عليه اسم "وثيقة الستينية".
وشددت الوثيقة على أن جميع الفلسطينيين في أنحاء القارة الأوروبية، جزء من الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني في شتى بقاع الأرض وحدة واحدة، لا تنفصم عراها ولا تقبل التجزئة، وأنهم جميعًا يعايشون الهم الفلسطيني المشترك، وينافحون عن الحقوق الفلسطينية العادلة التي لا تقبل التفريط أو التجزئة، ولا المساومة أو الإرجاء.
وأكدت الوثيقة على حق العودة لكل فلسطينيي الشتات إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها، مؤكدين رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه، أو المساومة عليه، ومشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخولوا أحداً للتنازل عنه.
ووجهت الوثيقة دعوتها للمجتمع الدولي بتفعيل حق العودة، وتمكين أبناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا من العودة إلى أرضهم وديارهم التي هُجِّروا منها قسراً، مع التعويض إلى جانب ذلك عن كافة الخسائر والأضرار المعنوية والمادية التي لحقت بهم وبأجيالهم جراء ذلك التهجير.
وندد البيان الختامي لفلسطينيي أوروبا بجميع الخطوات الاحتفالية التي اتخذتها بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية في أوروبا، للاحتفال بتأسيس دولة الاحتلال، مبيين مدى ما تعنيه من استخفاف بالنكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948؛ وبكل ما تضمنته من مجازر جماعية وتطهير عرقي وطرد منهجي للسكان .
وثمنت الوثيقة صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة التي قدّمها، ولا يزال، من الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين، دفاعاً عن وطنه ودياره ومقدّساته .
وفي ما يتعلق بمدينة القدس حذر البيان من خطورة التهديدات المتعاظمة التي تحدق بالمدينة المقدسة جراء سياسات التهويد المنهجي، منبهين إلى خطورة المساس بالمسجد الأقصى المبارك .
واستنكر البيان الحصار المفروض على قطاع غزة، معتبرًا ذلك جريمةً منهجية، بكل المقاييس الإنسانية والأخلاقية، مطالبين بالرفع الفوري لهذا الحصار، ووقف العدوان المتواصل على مدن وقرى فلسطين من رفح حتى جنين .
كما طالبت الوثيقة الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف أكثر حزماً لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة، معتبرًا وقف الحصار اختباراً جدِّياً للموقف الأوروبي من حقوق الإنسان .
وحول الاستيطان وجدار الفصل العنصري أكد الفلسطينيون في أوروبا "إدانتهم الشديدة للاحتلال الإسرائيلي ولسياساته المتفاقمة على الأرض، كالاستيطان المتعاظم، وإقامة جدار الفصل العنصري الذي يلتهم الأرض الفلسطينية، واستهداف الأراضي سواء منها المحتلة سنة 1948 أو سنة 1967 بالنهب والمصادرة، ومواصلة هدم البيوت بذرائع شتى، فضلاً عن إقامة مئات الحواجز وإغلاق المعابر وتقطيع أوصال التجمعات السكانية الفلسطينية".
وحذرت "الوثيقة الستينية"، من "المرامي الكامنة في التلويح المتزايد بتعبير "الدولة اليهودية"، مما يعني تهجير الفلسطينيين من أراضيهم (..) ومحاولات المساس الدؤوبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم وديارهم".
وعن قضية الأسرى، بعث فلسطينيو أوروبا، برسائل إكبار واعتزاز، إلى قرابة اثني عشر ألف أسير قابعين في سجون الاحتلال "الإسرائيلي"، لافتين الأنظار إلى خطورة تجاهل هذه القضية مطالبين بالتدخّل الدولي لإنهاء معاناة الأسرى وذويهم .
ودعا فلسطينيو أوروبا إلى الوحدة الوطنية لكونها خيار الشعب الفلسطيني ومطلبه المتجدد، لكونها رصيد هذا الشعب في مواجهة الاحتلال وحماية ثوابته الوطنية ورعاية مصالحه العليا، واصفين الحوار الجاد بأنه الآلية الوحيدة التي ينبغي أن تسود البيت الفلسطيني في معالجة كل المسائل الداخلية المطروحة.
وأكد جميع الحضور أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين بشرط إعادة تشكيلها على أسس ديمقراطية وانتخابات حرة بمشاركة كافة شرائح الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.