أنت هنا

3 جمادى الأول 1429
المسلم-وكالات:

ذكر تقرير إخباري أن جنود الاحتلال الأمريكي العاملين في كل من العراق وأفغانستان يعانون من إحباطات ومشكلات نفسية خطيرة، تفوق تلك التي تعرض لها نظراؤهم الذين شاركوا في حرب فيتنام. مؤكدا أن 300 ألف شخص من أفراد الجيش الأمريكي يعانون مشكلات متصلة بالصحة العقلية بعد أدائهم الخدمة في أفغانستان أو العراق.
ومن بين الحالات التي تضمنها التقرير الذي أعدته وكالة "رويترز" للأنباء، السارجنت ايلي رايت، وهو مسعف أمريكي خدم في العراق وفي انتظار تسريحه لأسباب طبية إثر إصابته بجرح في الكتف وباضطرابات نفسية نتيجة التعرض لصدمة. وذكرت الوكالة أن رايت الذي يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة التعرض لصدمة، ومن مشكلات في النوم، وفقدان ذاكرة، وتوتر، كما عولج من إدمان الكحوليات، تمتلئ ذراعاه وكتفاه بأشكال مختلفة من الوشم، وقد أضاف إليها مؤخرا وشما على شكل قصاصة ورقية سوداء على يده اليمنى. وقال رايت:"أثناء حرب فيتنام كان الرجال المعارضون للحرب يضعون قصاصة ورق في مكان ما على الزي العسكري. كانت طريقة بسيطة للتعريف بأنفسهم." وأضاف: "قررنا بدلا من وضع قصاصات ورقية فحسب أن نوشمها على أجسادنا كتذكرة مستديمة برغبتنا الشديدة في الانسحاب".
وقال رايت وهو يلوح بيده التي رسم عليها الوشم: "إنها يدي التي أؤدي بها التحية العسكرية، وقد خرقت القواعد بفعلي هذا... لهذا أغطيها بضمادة." ومضى يقول: "في يومي الأخير بالخدمة العسكرية سأنزعها وأؤدي التحية للقائد وأعبر له عن شعوري."
كان رايت مسعفا في ساحة القتال في العراق، ثم عمل في مركز "وولتر ريد" الطبي العسكري حين عاد إلى الولايات المتحدة عام 2004 . وكلف بالعمل في أجنحة يعالج بها مرضى فقدوا أطرافا أو يعانون من اصابات في المخ أو إصابات أخرى خلال الحرب في العراق وافغانستان ثم التحق بعد ذلك بالعمل في غرفة الطوارئ حيث قال إن هناك الكثير من المرضى يعانون من مشاكل مع الكحوليات والمخدرات.
وأضاف: "بعد أن رأيت مشكلاتهم وكيف أنها ترجع الى وقت بعيد بدأت أفكر فعليا في هذا النظام بكامله... رأيت هذه الاخفاقات على جميع الأصعدة. إنه أمر يمتد أثره لأجيال."
وذكرت "رويترز" في تقريرها أن رايت واحد من نحو 300 ألف شخص من أفراد الجيش الأمريكي يعانون مشاكل متصلة بالصحة العقلية بعد أدائهم الخدمة في أفغانستان أو العراق.
من جهته، قال توم بيرجر، الذي يترأس اللجنة الأمريكية لمكافحة الاضطرابات النفسية لدى محاربي "فيتنام" إن العديد من العوامل تشير إلى أن نسبة الجنود الذين يخدمون الآن في العراق وأفغانستان والذين سوف يعانون من مشاكل تتصل بالصحة العقلية قد تتجاوز نسبة العشرين الى الثلاثين في المائة.
وأضاف بيرجر: "من بين العوامل الأخرى التي تزيد الأمور تعقيدا هو أن نحو 16 في المائة من جنودنا العاملين من النساء... إنهن معرضات للنوعية نفسها من الأحداث المسببة للصدمة مثل الرجال، ولم يسبق أن تعاملت امريكا مع هذا الوضع من قبل."
وذكر بيرجر أن أغلب الإصابات التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون العاملون في العراق وأفغانستان هي إصابات الدماغ، التي تنتج عن انفجار قنابل مزروعة على الطرق. وتظهر الأعراض على الناجين من الموت بسببها عادة بعد فترة، وقد تشمل مشاكل عقلية تتشابه أعراضها مع أعراض الاضطرابات الناجمة عن الصدمات.