أنت هنا

2 جمادى الأول 1429
الرياض – محسن العبدالكريم

بمناسبة مرور ستين عاماً على نكبة فلسطين، وإعلان دولة الكيان الصهيوني، تضمن عدد مجلة البيان الذي صدر ـ غرة جمادى الأولى ـ ملفاً وثائقياً عن القضية الفلسطينية وتطوراتها التاريخية، والمراحل التي مرت بها، وحاضرها ومستقبلها، وقضايا المفاوضات والأسرى واللاجئين ، والحصار في غزة ، والمخيمات في الداخل والخارج. وقد شارك في هذا الملف نخبة من العلماء والمفكرين والأكاديميين والمختصين بالقضية الفلسطينية.
الملف بعنوان (الشمس تشرق من جديد) يعطي صورة كاملة عن القضية الفلسطينية، ويقرأ الواقع والمستقبل بحيادية ومنهجية علمية، ويبني تصوراً مليئاً بالأمل المشرق ـ بإذن الله ـ لأبناء الأمة بأن النصر آت لا محالة ،لأنه قادم من عند الله، وهو حتمية تاريخية، ونهاية طبيعية لكيان سرطاني مغتصب.
في الملف يوجه الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي «نداءً لنصرة الإخوة الفلسطينيين» يؤكد فيه على ضرورة المسارعة لنجدة الشعب الصابر في الأرض المقدسة، ويذكر الشيخ الحوالي من جاهدوا بأموالهم عند بداية الانتفاضة المباركة أن الحاجة الآن أشد والحال أشق، ومن لم يفعل ذلك عليه يأن يستدرك ويسابق في هذه التجارة الرابحة، وسوف يعوضهم الله بإذنه عما ينفقون.
وقال الشيخ سفر الحوالي في ندائه: إن مما يعين المسلم على الالتزام ويضاعف له الأجر بإذن الله أن يخصص نسبة ثابتة من الراتب أو غيره يقدمها شهرياً لدعم الشعب الفلسطيني ويحث الأقرباء والأصدقاء على ذلك.
ويشير الشيخ الحوالي المسلمين بالنصر في أرض فلسطين وغيرها؛ لأن مع العسر يسراً، وأن النصر مع الصبر، وأن موقف العدو الصهيوني اليوم هو أكثر ما يكون حرجاً وشدة، فقد انحصرت الخيارات أمامه في خيار واحد، وهو الاستمرار في العنف والإبادة، إن تراجع عنه إقرار بالهزيمة وبداية الانقسام ، وإن استمر فيه فسيقع في الهاوية ـ بإذن الله ـ ومن هنا لا يجوز إنقاذ موقفه بإيقاف الانتفاضة مهما كانت التضحيات، وإن التطور النوعي في أساليب الجهاد مثل: اقتحام المستوطنات ومباغتة القواعد العسكرية وصناعة الأسلحة وتطورها، وكذلك الدقة والإحكام وعمق الاختراق في العمليات الاستشهادية ليؤكد ذلك.
وفي الملف الوثائقي حوار شامل مع رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م الشيخ رائد صلاح يكشف فيه التفاصيل عن الحفريات التي يقوم بها الصهاينة تحت الأقصى والتي وصلت إلى عمق المسجد والأحياء السكنية المحيطة به، ويقول الشيخ صلاح: إن الدولة الصهيونية تسيطر على الوقف الإسلامي في فلسطين، وتحول مساجده إلى كنائس ومراكز دعاية انتخابية ونواد ليلية.
وبشر رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المسلمين بأن مستقبل الفلسطيني الذي يعيش على الأرض المحتلة عام 1948م واعد بإذن الله ، وأننا نشهد فشلاً ذريعاً للمشروع الصهيوني.
وأعلن الشيخ رائد صلاح أن تهديده بالسجن والاعتقال لن يرهبه وقال: إن الذي يظن أن سجننا سيقلع فكرنا فهو صاحب تفكير غبي وصاحب نظرية محدودة عقيمة ؛ لأن صوتنا سوف يبقى سواءٌ كنا في السجن أو خارجه.
أما الدكتور عبد العزيز كامل فيكتب نظرة تحليلية عن : ماذا تبقى في الجعبة العربية للقضية الفلسطينية ؟ يناقش فيها دور القومية العربية من القضية ، وتساءل د. عبد العزيز كامل قائلاً: أما آن لهؤلاء أن يتواضعوا فيردوا الأمانات إلى أهلها ويتركوا القضية التي لم يكونوا أهلاً لها لحملها ولا لحلها؟! أم أن الأمة ستنتظر معهم ستين عاماً أخرى من المؤتمرات والقرارات والتوجيهات التي تستجدي وتطالب العدو المحارب بالسلام الاستراتيجي وهو في قلب المعركة؟!
ويكتب الدكتور سامي بن صالح الدلال عن إدارة الصراع بين اليهود والمسلمين ، ويخلص في مقاله إلى أن "اليهود ماضون في مخططاتهم" وأن "العرب لم يرتقوا بعد إلى مجابهة الخطر اليهودي" وترصد البيان أكثر من خمسين مشروعاً لتوطين اللاجئين الفلسطينين كان مصيرها الفشل، وتكشف الخفايا حول تحريك هذه المشروعات التصفوية للتخلص من قضية اللاجئين.
ويوجه الشيخ مسعود الفنيسان برسالة إلى حركة فتح يحملّ فيها المنظمات الفلسطينية وخاصة فتح وزر التفريط التي رمت نفسها على المسرح الدولي لبيع القضية . أما الشيخ رائد حليحل مؤسسي اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية فيوجه رسالة إلى حركة حماس يقول لهم فيها : أنتم أمل الأمة جاهدتم يوم استسلم الناس . وثبتم يوم أن غيّر آخرون وبدلوا؛ فاثبتوا وصابروا ورابطوا واتقوا الله.
ويكتب الإعلامي الأردني عاطف الجولاني عن الإصرار على استمرار المفاوضات العبثية. أما الشيخ الدكتور عبد المحسن بن زبن المطيري أستاذ التفسير في كلية الشريعة بجامعة الكويت فيكتب عن: الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى.
وفي حوار مع القيادي البارز في حركة حماس أسامة حمدان يتناول فيه الفرص بين التضييع والاقتناص، ويتناول الدكتور محمد بن إبراهيم المدهون قضية الأسرى الفلسطينيين ومعاناة السجين الفلسطيني والتجارب مع الأسر، ودور الشعب الفلسطيني في حشد التأييد لهم.
أما الشيخ الدكتور حارث بن سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق فيكتب عن: سلاح الوحدة في يد الفلسطينيين.
والشيخ عبد الرحمن عبد الخالق يكتب عن: الطريق إلى فلسطين أرض الإسلام والمسلمين. ويتناول فرج شلهوب موضوع: المخيمات الفلسطينينة في الشتات والمعاناة المستمرة والهوية والأهواء التي تتجاذبها، من واقع المخيمات في سورية والأردن ولبنان.
وتحت عنوان: ساعات في قطاع غزة ، يتناول عبد المعطي بساطي قصة سقوط الجدار الفاصل بين قطاع غزة ومصر، ويوجه الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد: رسالة إلى الشعب الفلسطيني، ويؤكد الشيخ محمد بن سالم الددو (موريتانياً) ويتناول أحمد فهمي الوسائل الخمس للقضاء على حماس ، وينتهي الملف بقصيدة للشاعر محمد بن عبد الرازق أبو مصطفى: متى يا قدس أرويك دمي.
البيان قدمت في ملفها الوثائقي القضية من أبعادها المختلفة وطرحت رؤية مستقبلية مبشرة بالنصر على ضوء الواقع المعاش والمتغيرات والآمال المستقبلية.