بدأ الجيش اللبناني في تعزيز مواقعه في مدينة طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني، وخاصة في المناطق التي شهدت اشتباكات طوال اليومين الماضيين بين انصار للموالاة وآخرين للمعارضة وأسفرت عن سقوط ثمانية قتلى.
وبحسب وكالة الفرانس برس فقد تأكدت أنباء توقف إطلاق النار في أحياء باب التبانة وجبل محسن والقبة في طرابلس، حيث وقعت الاشتباكات بين أنصار المعارضة من العلويين وأنصار الأكثرية وهم من السنة.
وتعد منطقتا باب التبانة والقبة ذات أكثرية سنية، بينما تمثل منطقة جبل محسن الأكثرية العلوية الموالية لشيعة "حزب الله" اللبناني .
وعزز الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي من عديد قواته في مناطق الاشتباكات بعد عودة الهدوء إليها عصر الاثنين، كما توجهت سيارات الإطفاء لإطفاء حرائق مشتعلة في العديد من المنازل نتيجة الاشتباكات.
وفور عودة الهدوء خرج سكان هذه المناطق من الملاجىء لتفقد منازلهم وأملاكهم والتزود بالمؤن.
وكانت الاشتباكات قد بلغت مداها بين الطرفين حيث تعرضت منطقة باب التبانة لقصف عنيف.
وأعلن الجيش اللبناني في بيان له تحذيرًا شديد اللهجة بأنه سيستخدم القوة تجاه أي مسلح أو مجموعة تحاول الإخلال بالاستقرار، أو التعدي على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
وأوضح مصدر عسكري أن هذه الخطوة تقررت بعد "إجماع الأطراف" على تكليف الجيش بضبط الأمن.
وكان نائب طرابلس مصباح الأحدب قد أعلن في وقت سابق أنه "تلقى وعدًا بان يتم (تدخل الجيش) اليوم". لضبط الأوضاع بعد أن وافق طرفا الصراع على ذلك.
وكان ممثلون للاطراف المتقاتلة قد وقعوا الأحد وثيقة شرف في مركز مخابرات الجيش تتضمن سحب جميع المسلحين ورفع الغطاء عن كل مخل بالأمن ودعوة الجيش والقوى الأمنية لممارسة دورهم في حماية المواطنين وممتلكاتهم ومصادرة مستودعات السلاح حيثما وجدت دون اعتبار للسقف السياسي الذي يغطيها.
وتفاقمت المواجهات المسلحة مؤخرا في لبنان بين انصار المعارضة والاكثرية في ظل تعثر المساعي لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بسبب خلافات حول توزيع الحقائب.