أنت هنا

12 رجب 1429
المسلم - وكالات

بدأت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، في إجلاء موظفيها عن دارفور وسط مخاوف من اندلاع أعمال انتقامية بعد مصادقة المحكمة الجنائية الدولية على اتهامات ضد الرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب.

وصرح مسؤول أممي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الفرانس برس بأن عملية النقل قد بدأت فعليًا، مشيرًا إلى تفاقم المخاوف من وقوع عمليات انتقامية بعد طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية أمس الاثنين إصدار مذكرة توقيف بحق البشير بعشر تهم منها الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية .

ونقلت وكالة الفرانس برس عن شهود عيان مغادرة حافلتين تقلان الموظفين الأمميين لمقر اليوناميد الرئيسي في الفاشر باتجاه مطار محلي حيث تغادر الدفعة الأولى إلى عنتيبي في أوغندا.

ومن جهتها أعلنت "قوة حفظ السلام" المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي "يوناميد" أنها ستجلي موظفيها غير الأساسيين إلى إثيوبيا وأوغندا بالرغم من تأكيد السودان أنه سيوفر الحماية اللازمة لموظفي "حفظ السلام" والعمال الإنسانيين.

وقالت الناطقة باسم القوة المشتركة في دارفور جوزيفين غيريرو: "هذه ليست عملية إجلاء. لكننا نغير مقر الموظفين بصورة موقتة"، مشيرة إلى أن "قوة يوناميد لا تنسحب. فالقوات ستبقى على الأرض وستتواصل عمليات الإغاثة" .

وصرح مسؤولون في الفاشر، كبرى مدن شمال دارفور والتي تتخذ منها يوناميد مقرًا لها، بأن حوالى 200 موظف سينقلون جوًا اليوم الثلاثاء فيما تبقى عمليات "النقل" اللاحقة رهن التقييمات الأمنية، موضحين أنه باستطاعة الموظفين العودة إذا خفضت البعثة مستوى إنذارها الأمني.

وانتقدت الحكومة السودانية عمليات الإجلاء معتبرة إياها غير ضرورية.

وقال وزير الخارجية السوداني عمر الصديق: "الأمر مؤسف جدًا أن يباشروا في ذلك بالرغم من تطميناتنا المتكررة بأنهم سيتلقون الحماية كي يتمكنوا من مواصلة عملهم اليومي"، مضيفًا أنه على كل حال "قرارهم ولا نتدخل فيه لكنه بالطبع عكس ما نتمنى".

ومن جهة اخرى شهدت العاصمة السودانية الخرطوم اليوم تظاهرات شاركت فيها أعددًا أقل مما كان متوقعًا إذ شارك فيها بضع مئات فقط.

وقامت مجموعة من المتظاهرين بقيادة حركة طلابية بمسيرة انطلقت من جامعة الخرطوم وانتهت بوقفة أمام برنامج الأمم المتحدة للتنمية وسفارة بريطانيا ردد خلالها المحتجون شعارات تقول "جيش محمد سوف يعود" و"بالروح بالدم (..) نفديك يا بشير" .

كما تظاهر قرابة 100 شخص من القبائل المرتبطة بحزب المؤتمر الوطني الحاكم أمام القصر الجمهوري تأييدًا للبشير وهتفوا إن "المجرم أوكامبو يلعب بالنار".

يذكر أن البشير هو أول رئيس دولة توجه إليه اتهامات من قبل المحكمة الجنائية الدولية وهو لايزال في السلطة.