أنت هنا

15 رجب 1429
المسلم - وكالات
أكدت مصادر إعلامية سعودية مطلعة، أنّ الزيارة التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر بن سلطان إلى العاصمة الروسية موسكو، تأتي في سياق تنويع المملكة العربية السعودية لعلاقاتها الدولية، وأنّ الحديث عن صفقة للأسلحة تم إبرامها بين المملكة وروسيا يأتي ضمن حاجيات سعودية بحتة ومصلحة روسية أيضًا.
ونفى الكاتب والإعلامي السعودي الدكتور زهير الحارثي، في تصريحات خاصة لـ"قدس برس"، أن تكون الزيارة التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر بن سلطان إلى روسيا تأتي في سياق ما يسمى "سياسة الإغواء السعودية لروسيا من أجل أن تغير سياساتها تجاه إيران".
وقال الحارثي: الحديث عن زيارة الأمير بندر لروسيا وصفقة الأسلحة مع موسكو لإغواء روسيا لتغيير سياستها في المنطقة؛ رؤية غير صائبة وتفتقد إلى العقل والمنطق، لأنّ روسيا ليست دولة يسهل إغواؤها، ثم إنّ أي صفقة للأسلحة تعتمد على أنظمة ومعاهدات معينة، والسعودية تشتري السلاح من دول عديدة، أما أن تغير الدور الروسي بمجرد شراء أسلحة فهذا فيه استخفاف بروسيا وبالعقل.
وأشار الحارثي إلى أنّ السعودية ترغب في دور روسي فعّال بالمنطقة، ولكن ليس على حساب أحد، وقال "صحيح أنّ السياسة فن الممكن؛ لكن روسيا لها مصالحها والسعودية أيضاً لها مصالحها".
واتهم الحارثي "جهات إعلامية عربية تعمل مع الاستخبارات السورية والإيرانية" بالعمل لإضعاف الدور السعودي بالمنطقة، وقال: إن تفسير زيارة الأمير بندر لروسيا بأنها إغواء لروسيا هو جزء من محاولات تشكيك وتشويه الدور السعودي في المنطقة، بعد اختلال موازين القوى وسقوط العراق تحت الاحتلال وتراجع الدور المصري وتحالف سورية مع إيران.
وأوضح الإعلامي السعودي أنه بعد الجهد الذي قامت به المملكة بين حركتي "حماس" و "فتح" وبين الفصائل الصومالية وفي لبنان، فإن طهران تسعى لتشويه هذا الدور لتأخذ مكان السعودية، فتتحدث عن ارتباطات مشبوهة، من خلال أدوات تعمل مع المخابرات السورية والإيرانية، حيث توجد ماكينة إعلامية ضخمة تضخ لها أموال ضخمة تعمل لتشويه الدور السعودي بطريقة إعلامية رخيصة وواضحة.
وكانت صحيفة "السفير" اللبنانية قد نقلت تقريرًا عن صحيفة "كومرسانت" الروسية، تساءلت فيه عمّا إذا كان الاتفاق الاستراتيجي الذي وقّعته روسيا والسعودية الاثنين الماضي مرتبط بشرط أن تقلّص روسيا تعاونها مع إيران.
وكان الأمين العام لمجلس الأمن السعودي الأمير بندر، قد التقى الاثنين الماضي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس السابق فلاديمير بوتين، في موسكو، حيث وقّع اتفاقاً تاريخياً للتعاون العسكري.