أنت هنا

16 رجب 1429
في مؤشر على تصاعد "الغزل" بين واشنطن وطهران على عكس ما يتردد عن قرب مواجهة عسكرية بينهما، يشارك وليام بيرنز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، في محادثات جنيف اليوم بين مجموعة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا مع إيران بشأن ملفها النووي، بحضور المنسق الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
وتهدف المباحثات إلى التعرف على موقف إيران من العرض الذي قدمته إليها الدول الغربية ويشمل تقديم حوافز اقتصادية في حال تعليق طهران برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
من جهتها، وفي تأكيد على استبعاد قرار الحرب مع إيران، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إن "الولايات المتحدة ليس لها أعداء دائمون"، وأكدت أن إرسال بيرنز إلى جنيف يمثل "إشارة قوية للعالم بأسره أننا كنا وسنبقى جادين للغاية بشأن الدبلوماسية".وأضافت رايس أن "الاشارة التي نبعث بها هي أننا ندعم تماما المسار الذي قد تتخذه إيران من أجل إقامة علاقات أفضل مع المجتمع الدولي".
وانتقد جون بولتون وهو سفير سابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة قرار ايفاد بيرنز بشدة. ونقلت عنه وكالة "رويترز" للأنباء قوله: "هذا انهيار فكري كامل لإدارة بوش"، وأضاف: "كنت أعتقد بأن احتمالات لجوء إدارة بوش للخيار العسكري في شهورها الستة الأخيرة (من ولايتها) صفر. لكنني أعتقد الآن بأنها اقل من الصفر".
ويرى مراقبون أن هناك مؤشرات متنامية على أن أمريكا وإيران يخطوان خطوات مهمة باتجاه حل دبلوماسي للأزمة النووية، ومن المحتمل أن تتبنى إيران اقتراحا غربيا لتجميد برنامجها النووي عند مستواه الذي بلغه حاليا مقابل تجميد المساعي لفرض عقوبات جديدة عليها.
على صعيد متصل، ألمح وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي إلى إمكانية إجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن فتح مكتب لرعاية المصالح الأمريكية في طهران وإطلاق خط جوي مباشر بين البلدين. وقال متكي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي علي باباجان في أنقرة أمس الجمعة إنه يمكن إجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشأن هذه الأمور.
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد ذكرت الخميس أن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء وجود دبلوماسي لها في طهران، وذلك للمرة الأولى منذ 30 عاما، وذكرت الصحيفة أن واشنطن ستفتح قسما لرعايةالمصالح الأمريكية في العاصمة الإيرانية، وهي خطوة قد تمهد لافتتاح سفارة.
وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع طهران أثناء أزمة الرهائن بين عامي 1979 و1981 التي احتجز فيها طلبة ايرانيون 52 دبلوماسيا أمريكيا رهائن في السفارة الامريكية لمدة 444 يوما.