أنت هنا

21 رمضان 1429
المسلم-صحف:

أشارت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقال نشرته أمس، إلى تزايد قوة ونفوذ حركة "طالبان" في أفغانستان، وقالت إن الحركة "أضحت الآن أكبر عددا وأكثر تعقيدا وتطورا عما كانت عليه قبل عام"، وإن مقاتليها أصبحوا أكثر ثقة وأفضل تسليحا، الأمر الذي منحهم القدرة على القيام بعمليات عسكرية مذهلة.

وتمارس حركة "طالبان" الأفغانية المقاومة، وفقا للصحيفة، عملياتها في كل محافظات البلاد تقريبا، وتخضع لسيطرتها العديد من المناطق القريبة من العاصمة كابول، وذكر الصحيفة أن الحركة قامت بإنشاء بنية حكومية موازية لحكومة كرزاي العميلة للاحتلال الأجنبي، تتضمن مجالس للدفاع والخزانة، وقامت بتعيين قضاة ومسؤولين في المناطق التي تسيطر عليها، وأصبحت تدير مواقع على شبكة الانترنت ووسائل دعائية على مدار الساعة تفوق قدرة المسؤولين الأفغان والغربيين على حد سواء.

وقالت صحيفة واشنطن بوست إن العاصمة كابول تحولت إلى متاهة من الخنادق والمتاريس بعد عدة هجمات نفذها مقاتلو حركة "طالبان" مؤخرا، ولم يعد يساور أحد الشك في أن مقاتلي الحركة باتوا قادرين حاليا على الاستيلاء على العاصمة كابول أو الإطاحة بالحكومة المدعومة من قبل 130 ألف جندي دولي.

ونقلت الصحيفة عن عضو في البرلمان في إقليم "غزني" موال لحكومة كرزاي قوله: إنه لم يعد يجرؤ على زيارة مسقط رأسه، بعد أن رفض طلب زعماء حركة "طالبان" تركه الحكومة والانضمام إليهم، مشيرا إلى أنه وفي الأسبوع الماضي تم إعدام ثلاثة من سكان "غزني" شنقا بعد اتهامهم بالتجسس لحساب الحكومة الأفغانية العميلة.

وحاولت الصحيفة الأمريكية إرجاع تنامي قوة حركة "طالبان" إلى أسباب خارج نطاق مقاومة الاحتلال الأجنبي لأفغانستان، زاعمة أن صعود حركة "طالبان" جاء بسبب خيبة الأمل المتنامية لدى المواطنين الأفغان إزاء حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بسبب عدم قدرتها على توفير الخدمات والأمن، وبسبب الاستياء الشعبي العميق من استهداف قوات الاحتلال الأمريكية وحلف شمال الأطلسي للمدنيين العزل بضربات صاروخية وجوية.