أنت هنا

25 رمضان 1429
المسلم-وكالات:

أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش تحذيرا من "أزمة قرن" مالية، واعترف بأن اقتصاد الولايات المتحدة برمته بات في خطر، وذلك بعد ساعات من تحذير مماثل لمحافظ المصرف المركزي الأمريكي بن برنانكي من أن اقتصاد بلاده يواجه "الموت والهلاك"، وقد انزلق إلى الهاوية.

وقال بوش في خطاب متلفز وجهه للشعب الأمريكي مساء أمس: "نواجه أزمة مالية خطيرة جدا، والحكومة الاتحادية تواجهها باجراءات حازمة". ودعا بوش مرشحي الرئاسة الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما إلى اجتماع يعقد في البيت الأبيض اليوم الخميس لبحث خطته.

وحذر بوش من أن "أسواق المال لا تعمل كما ينبغي"، وأن الثقة فقدت بهذه الأسواق، ما يهدد العديد من قطاعات الاقتصاد الأمريكي. وأضاف أن العديد من المصارف الأمريكية مهددة بالإفلاس، ما قد يؤدي بالاقتصاد إلى دخول مرحلة ركود.

من جهتهم، عبَّر أعضاء في الكونجرس عن شكوكهم القوية حيال خطة إنقاذ النظام المصرفي الأمريكي التي اقترحها بوش والتي تتضمن ضخ 700 مليار دولار في الأسواق المالية لشراء الديون الفاسدة التي تهدد بأزمة مالية غير مسبوقة منذ عقود طويلة ، وذلك في أعقاب انفضاض جلسة لمجلس الشيوخ استمرت خمس ساعات وناقش الأعضاء خلالها الجوانب المختلفة المتعلقة بالخطة.

وقال أعضاء الكونجرس إنهم يريدون الحصول على تأكيدات وضمانات بأن الخطة ستفيد بالفعل أصحاب المنازل الأمريكيين العاديين، ومضى البعض من أعضاء الكونجرس إلى حد وصف الخط بأنها "إضاعة وتبديد محتمل للأموال العامة".

وكان البيت الأبيض قد ناشد كلا من الديمقراطيين والجمهوريين العمل معا لإقرار الخطة التي تنص على أن يقوم مصرف فيدرالي بشراء الديون المستحقة والمشكوك بإمكانية تحصيلها من المؤسسات المالية "التي تقوم بعمليات مالية كبيرة في الولايات المتحدة".

وقد عبر أعضاء مجلس الشيوخ عن قلقهم ومخاوفهم من أن دافعي الضرائب هم من سيدفعون في نهاية المطاف الثمن الباهظ للأخطاء الفادحة التي ارتكبتها البنوك الأمريكية.

كما حذَّروا من خطورة الاندفاع إلى تنفيذ خطة توفير الضمانات للمصارف والمؤسسات المالية، وهي الخطوة غير المسبوقة في التاريخ الأمريكي، قبل إجراء دراسة متأنية وحذرة للكيفية التي يمكن لمثل هذه الخطة أن تعمل بها وضرورة أن تنتهي بإنقاذ الاقتصاد الأمريكي.

وكان الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، الذي اقترح الخطة، قد طالب الكونجرس بالتعجيل بإقرارها، قائلا إن العالم يترقب لمعرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تستطيع التصرف بسرعة لدعم أسواقها أم لا.