أنت هنا

28 رمضان 1429
المسلم-متابعات:

ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن السيارة المفخخة التي انفجرت في دمشق أمس، كانت تستهدف مسؤولا رفيع المستوى بالمخابرات السورية، كان في مقر للأجهزة الأمنية السرية وقت وقوع الانفجار. وقال شهود عيان في المنطقة إن بعض القتلى كانوا من رجال المخابرات الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية .

وأشار شاهد عيان إلى أن الانفجار كان قويا بدرجة اهتزت له أرجاء مدينة دمشق، وسمع صداه على مسافة أربعة كيلومترات. ونقلت صحيفة "الوطن" الصادرة اليوم عن مصدر بالقرب من موقع الانفجار قوله: إن بعض الجرحى من الإيرانين الذين جاءوا إلى سوريا لزيارة ما يعرف بـ "ضريح السيدة زينب".
وكانت سيارة مفخخة بـ200 كجم من المتفجرات قد انفجرت في دمشق أمس، ما أدى إلى مقتل 17 وجرح 14 آخرين حسب المعلومات الرسمية. وانتشرت قوات أمنية بكثافة في مكان الانفجار وقطعت كل الطرق المؤدية للمنطقة ومنعت الإعلاميين من الاقتراب.

ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي يعتبر اختراقاً أمنياً كبيراً للأجهزة السورية، لكن وزير الداخلية بسام عبدالحميد وصفه بـ"عملية إرهابية"، في إشارة إلى أن منفذيه من التيارات الإسلامية.
وقد سارعت وسائل الإعلام السورية، خلافاً للعادة، إلى الإعلان عن الانفجاروعرض صور له على التلفزيون السوري، وهو ما أثار تساؤل المراقبين ودهشتهم؛ إذ إنه غالبا ما كان يتم التعتيم على مثل هذه الأحداث والاكتفاء بتقديم بعض العموميات عنها في خبر قصير عبر وسائل الإعلام الرسمية التي تسيطر عليها الدولة.
وتزامن التفجير مع الإعلان عن اجتماع في نيويورك جمع وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ونظيرها السوري وليد المعلم، تم خلاله بحث الوضع في العراق ولبنان وعملية السلام في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، كشفت مصادر سورية معارضة في باريس أمس أن عمليات اعتقال واسعة في صفوف بعض قطاعات الجيش السوري تمت خلال الأسبوعين اللذين سبقا نشر عشرة آلاف جندي من القوات الخاصة (الكوماندوز) قبالة الحدود اللبنانية الشمالية.

وقالت المصادر السورية المعارضة في باريس لصحيفة "السياسة" الكويتية إن "عملية تطهير شاملة قام بها النظام في دمشق في صفوف استخباراته الداخلية والخارجية وأجهزته الأمنية بلغت حدود استبدال مرافقي القيادات السياسية والأمنية والعسكرية بعناصر حماية جديدة, كما شملت كوادر حزبية مشكوك في ولائها خصوصاً في المدن الشمالية السنية".
وأكدت المصادر أن نظام بشار الأسد لم يعد يثق كثيراً بالجيش السوري النظامي, لذلك بدأ الاعتماد على القوات الخاصة وبعض السرايا المذهبية العلوية المدربة تدريباً حسناً, ومن هنا كان نشر تلك القوات الخاصة دون سواها من قطاعات الجيش على الحدود اللبنانية - السورية لقطع أي صلات بين السنة في طرابلس وعكار اللبنانيتين وحلفائهم من السنة في حماة وحمص واللاذقية.