ربانية الحج..

الإسلام دين واقعي , تملؤه الحيوية والنضرة , ويدفع دوما نحو الحقيقة والواقعية , ويطلب تجريد الخيال وسمو الفكر ونقاء الإرادة والإخلاص في العمل والتطبيق ..

كما يطلب علاقة مباشرة بين العبد وربه , بلا وسائط ولا مقدمات , ولاخيال موهوم يأمر الناس بالتمسك به , ولا صور ولا أصنام , ولاهياكل ولا سدنة ولا كهان , إنه يطلب مستوى من الفكر والاعتقاد لا يتصور أن تبلغ الإنسانية له مثيلا ولا النظم الدينية له قريبا أو شبيها ..

عشر ذي الحجة.. توبة متجددة

من نعمة الله على عباده أن يتيح لهم فرصا متتابعة للقربى إليه سبحانه ويفتح لهم أبوابا عديدة للتوبة , وغسل القلوب , وتطهير النفوس , كيف لا وهو سبحانه الرحيم , الودود , الذي يحب من عباده التوبة , بل ويفرح بتوبة عبده إذا تاب , وفي الحديث القدسي عن ابي هريرة رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ، وَإِنْ هَرْوَلَ سَعَيْتُ إِلَي

من مقاصد الحج الغائبة

كثيرة هي مقاصد الحج وحكمه التي أراد الشارع الحكيم تحقيقها من خلال أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام , ولا يمكن بأي حال من الأحوال استقصاء وإحصاء هذه المقاصد في هذه العجالة ..

 

فأهداف ومقاصد الحج العقدية المتمثلة بتوثيق عبودية الحجاج للإله الواحد سبحانه لا شريك له , والتربوية كذكر الله وتذكير الناس بالآخرة وتربية النفس على الصبر والتزام النظام , والاجتماعية كترسيخ مبدأ المساواة بين الناس وعدم التفاضل فيما بينهم إلا بالتقوى والعمل الصالح ..

 

القاعدة الأربعون: التحكيمُ المحقِّقُ للإصلاحِ سبيلٌ للفلاحِ

قال الله تعالى: {فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء:35].

عرفة المغفرة

للرحمن الرحيم منح على عبيده , لايدرك قدرها إلا الساعون قربا منه سبحانه وفي مرضاته , ومن منحه الكبرى يوم عرفة , الذي جمع مناحي الخير وأطرافه , فكان حقا يوم الخير كله ..

 

فهو يوم المغفرة , ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدأ من النار من يوم عرفة "