مع شدة حر الصيف ولأواء الشمس وهجيرها ، ومع سخونة الأجواء التي يتصبب منها الجبين عرقاً ، يستعد كثير من الناس للرحيل والسفر للخارج أعني إلى بلاد الكفار أو البلاد الإسلامية التي يكثر فيها السفور والإباحية والخمور والمخدرات ، فحجوزات تؤكد ، وتذاكر تقطع ، وحقائب تجهز وأموال ترصد ، ليتجه الناس نحو المصايف والبلدان المعتدلة والباردة من أجل التنعم بأجوائها والاستمتاع بأمطارها، والتخفف من مشاغل الحياة ومتاعبها، لقد أسفرت المدنيّة الماديّة المعاصرة عن تبرّم فئامٍ من النَّاس من المكث في بلدانهم والاستقرار في أوطانهم والتطلّع بنَهَم إلى التنقّل بين كثير من الأقطار, وحطّ عصا
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
لم تُوقت الشريعة في قيام الليل عدداً معيناً من الركعات لا باستحباب الاقتصار على عدد معين ، ولا بمنع الزيادة عليه ، ولو كان فيها تحديد لا يتغير بتغير الأحوال لجاء بيانه في الكتاب والسنة
التقيد التام بما تصدره الجهات المختصة من الإجراءات الوقائية والاحترازية والتعاون معها في ذلك امتثالاً لقوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة : 2 ، والتقيد بهذه الإجراءات من التعاون على البر والتقوى، كما أنه من الأخذ بالأسباب التي أمرنا الشرع الحنيف بامتثالها بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى.