الجامعات الإيرانية في الدول العربية
5 جمادى الأول 1439
خالد مصطفى

أعادت تصريحات مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي الأخيرة, بشأن إنشاء جامعات إيرانية في الدول العربية للواجهة مرة أخرى المخططات الإيرانية لنشر التشيع في الدول العربية كخطوة لتكوين مليشيات وأذرع لها تتمكن من خلالها بفرض سيطرتها على هذه الدول..

 

لقد بدأت عدة جامعات إيرانية بفتح مقار جديدة لها في دول عربية خلال السنوات الماضية، أو الاتفاق على إنشاء فروع جديدة، بوتيرة متسارعة...وكشفت وكالات إيرانية عن أن ولايتي بعث رسالة للرئيس النظام السوري بشار الأسد أعلن فيها استعداده لتأسيس فروع لجامعة آزاد في سورية ...ونقلت عنه أن الأسد أصدر قرارا بافتتاح فروع للجامعة في جميع المدن السورية..

 

وليست هذه المرة الأولى التي تفتح إيران جامعات ومؤسسات تعليمية وثقافية في بلاد عربية فقد فعلت ذلك في العراق ولبنان وسوريا، حيث سبق أن فتحت فروعا لجامعتي "المصطفى" و"الفارابي" خلال أعوام الثورة السورية الماضية، والتي تتبع لمؤسسات دينية مقربة من المرشد علي خامنئي وتروج لأيديولوجية ولاية الفقيه...

 

وتأسست " جامعة آزاد " في عام 1982 في إيران، وتعد ثاني أكبر جامعة بعد جامعة طهران، وهي جامعة غير حكومية تأسست من قبل الرئيس الإيراني الراحل، أكبر هاشمي رفسنجاني...

 

أما جامعة "المصطفى العالمية" التي تتخذ من مدينة قم مقرا رئيسيا لها، فلها فروع في 60 بلدا..وبالنسبة لأهداف هذه الجامعة فقد ذكرت صحيفة "شرق" الإيرانية في تقرير سابق لها أن مهمة جامعة المصطفى الأولى هي معرفة الشخصيات الموالية لنظام ولاية الفقيه في الخارج، وإيفادهم من بلادهم إلى إيران، والتكفل بمصاريف دراستهم في مدينة قم الإيرانية ثم إرجاعهم إلى بلدانهم الأصلية ليكونوا نوابا لشعارات الثورة الخمينية التي تغذوا بها خلال تواجدهم في إيران..

 

وتقوم وزارة الخارجية الإيرانية بتسجيل فروع هذه الجامعة كمؤسسة غير حكومية ومؤسسات أخرى لاستقطاب وتجنيد العناصر، خاصة أن لدى جامعة المصطفى 40 ألف طالب أجنبي يدرسون فيما يسمى بـ " الحوزات العلمية" الإيرانية، لاسيما "حوزة قم" حيث يؤكد موقع جامعة المصطفى الرسمي أن أكثر من 50 ألف رجل وامرأة ينتمون إلى 122 دولة في العالم، قد تخرجوا في هذه المؤسسة الدينية خلال السنوات الماضية...ويؤكد التقرير أن ميزانية جامعة المصطفى تعادل أكبر جامعات إيران مثل صنعتي شريف وبهشتي..

 

في نفس الوقت ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن اتفاقا جرى بين مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي ورئيس المجلس الأعلى الشيعي العراقي همام حمودي، على افتتاح فروع لجامعة آزاد الإسلامية الإيرانية في كربلاء والنجف وبغداد والبصرة وأربيل على أن يكون مقر الجامعة في مدينة الكاظمية ذات الأغلبية الشيعية في بغداد وحملت اسم "المصطفى الأمين"، وتضم كليات الآداب والفقه والقانون...

 

وقد حذر العديد من المراقبين من خطورة هذه الجامعات حيث يقول المختص في الشأن السوري عبد الحفيظ شرف ، إن هذه الخطوة من شأنها أن تؤثر سلبا على الواقع الثقافي السوري، وتزيد من "التبعية" السورية لإيران...

 

ويستشهد شرف بخطوة مماثلة كانت سورية اتخذتها في وقت سابق عندما سمحت بفتح ملحقيات ثقافية إيرانية في عدد من المدن ، ويضيف أن هذه الملحقيات "كانت منبرا لنشر فكر الثورة الإيرانية وتجنيد أشخاص لتنفيذ هذا المخطط"...ويشير إلى أن الجامعات الإيرانية في سورية "ستعمل تحت غطاء علمي في العلن، لكنها في الوقت ذاته ستؤسس قاعدة من المثقفين والخريجين التابعين لإيران فكريا وسياسيا"...

 

ويرى الكاتب المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج حسين عبد الحسين أن النفوذ الإيراني في المنطقة لا يقتصر على تقديم الدعم العسكري والمالي للجماعات الموالية لها فقط، بل يتعداه إلى ما يسميه الإيرانيون "التعبئة التربوية"...

 

ويضيف عبد الحسين أن إيران "تعمل على تطوير مشروع متكامل لتعزيز نفوذها سياسيا وعسكريا وثقافيا في المنطقة، بدأ في لبنان وانتقل إلى سورية والعراق ومن ثم اليمن، وقد ينتقل مستقبلا إلى دول أخرى"...