ماذا جرى للروهينغيا بعد عام على المجازر الأخيرة؟
15 ذو الحجه 1439
خالد مصطفى

مر عام تقريبا على المجازر الأخيرة التي تعرض لها مسلمو الروهينغيا في ميانمار على أيدي الجيش والشرطة والميليشيات البوذية المتطرفة حيث نزح ما يقرب من مليون شخص هربا من القتل والتنكيل المستمران حتى الآن دون أن يتخذ المجتمع الدولي أي إجراءات حاسمة لوقف ما يحدث منذ عام...

 

المجازر التي يتعرض لها الروهينغيا في ميانمار ليست جديدة بل هي تجري ضدهم منذ سنوات طويلة ولكن الموجة الجديدة التي اندلعت منذ عام كانت هي الأعنف والأكثر تغطية من قبل وسائل الإعلام العالمية ومع ذلك فالقضية لا زالت قائمة في ظل أوضاع مأساوية يعيشها النازحون في داخل وخارج ميانمار...

 

الشعور بالظلم البين يعتري اللاجئين الروهينغيا الذين تظاهروا  للمطالبة "بالعدالة" في الذكرى الأولى لشن الجيش البورمي حملة أجبرتهم على الهرب إلى مخيمات في بنغلاديش..

 

وخرج آلاف بمسيرات في المخيمات وهم يرددون "نريد العدالة من الأمم المتحدة". ورفعت في أحد المواقع لافتة كتب عليها "لن تتكرر بعد الآن: ذكرى حملة إبادة الروهينغيا في 25 أغسطس 2018"....

 

كما شهدت العاصمة الأمريكية، واشنطن، وقفة احتجاجية بمناسبة مرور عام على مجزرة الجيش الميانماري والميليشيات البوذية ضد المدنيين من مسلمي الروهينغيا في إقليم "أراكان"...واجتمع المتظاهرون أمام مقر الكونغرس بواشنطن، للتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق مسلمي الروهنغيا ببلادهم، داعين المجتمع الدولي لإيلاء القضية أهمية أكبر...وأخذ المتظاهرون يرددون هتافات انتقدوا من خلالها صمت المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، حيال تلك المجازر، مشددين على ضرورة عدم نسيان ما يجري لمسلمي الروهينغيا....

 

وعلى هامش الفعالية، قالت "هينا زبيري"، مديرة منظمة "فرقة عمل بورما"(غير حكومية)، إن "على المجتمع الدولي، والولايات المتحدة اعتبار هذه المجازر إبادة عرقية"...

 

وأضافت قائلة "لقد مر عام على هذه المجازر، لكن لم يتغير أي شيء على الإطلاق"، مشيرة إلى الوضع المأساوي لمسلمي الروهينغيا الذين فروا من بلادهم لمخيمات اللجوء بمدينة كوكس بازار البنغالية...وتابعت "العالم بأسره مسؤول عما يجري للأركانيين، ولا قبل لأحد بأن يدير ظهره ويقول لست مسؤولا عنهم"، مشددة على ضرورة أخذ واشنطن زمام المبادرة في هذه القضية...

 

من جهتها, ذكرت منظمة العفو الدولية، أن زعماء العالم فشلوا في الاقتصاص لأقلية الروهينغيا المسلمة من قوات الأمن في ميانمار، بعد مضي عام كامل على الجرائم التي ارتكبت بحقهم في إقليم أراكان ...وقالت تيرانا حسن، منسقة شؤون الأزمات في منظمة العفو الدولية، في بيان للمنظمة: "هذه الذكرى السنوية الأولى تمثل رمزا للخزي، في ظل الفشل المستمر في محاسبة المسؤولين عن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

 

وتابعت: "في ظل عدم المحاسبة فإنه لا يوجد ما يمنع أن يرتكب جيش ميانمار مثل تلك الفظائع مجددا"...وأضافت: "بعد مرور عام، ما زال مئات الآلاف من نساء الروهينغيا والرجال والأطفال يفرون من هذا الهجوم المتواصل والمنسق إلى حد كبير، وهم يعيشون الآن في طي النسيان بمخيمات للاجئين في بنغلاديش"...

 

وقالت المنظمة إن هناك حاجة إلى "إصلاحات جدية في راخين (أراكان) بالتوازي مع الحديث عن أي عودة مستقبلية للروهينغيا"...حكومة ميانمار تسعى من جهتها للتخفيف من وطأة الضغوط عن طريق إعادة الروهينغيا إلى ميانمار ولكن دون ضمانات مما يثير مخاوف بشأن تكرار المجازر مرة أخرى, مستغلة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بنغلاديش جراء العدد الكبير من اللاجئين على أراضيها...

 

لا يظهر في الأفق حتى اللحظة رغبة حقيقية من قبل المجتمع الدولي لحل الأزمة بشكل عادل وهو ما يرجح استمرار المأساة.