المخلب الإيراني والعلاج اليمني
18 رمضان 1430
المسلم - خاص

فجأة، وبلا مقدمات، دخل اليمن في دائرة أعداء حكومة المنطقة الخضراء العميلة المزدوجة، التي تُحْكِم الخناق على العراق وأهله، بالنيابة عن الأمريكيين والإيرانيين!!
فقد دعا من يسمى"رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب (البرلمان)" العراقي همام حمودي –من عصابة فيلق غدر المسماة كذباً: فيلق بدر!!-دعا إلى فتح مقر لجماعة الحوثي اليمنية المعارضة في بغداد، رداً على احتضان صنعاء بعثيين من بقايا النظام العراقي السابق.

 

وتزامنت دعوة حمودي مع الحملة المكثفة من حكومة المالكي ضد سوريا، بعد اتهامها بإيواء قادة بعثيين مسؤولين عن تفجيرات في العراق، وفقاً لآلة الدعاية الرسمية.

 

لكن المستشار الإعلامي لرئاسة "البرلمان" عمر المشهداني اعتبر أن دعوة حمودي تأتي في إطار التصريحات الشخصية التي تعبر عن توجهات فردية غير رسمية، ولا يمكن الحكم من خلالها على الموقف الرسمي للبرلمان أو الحكومة الذي تمثله وزارة الخارجية.

 

وقال المشهداني: لم يصلنا شيء رسمي بهذا الموضوع، وتصريح النائب عبارة عن تصرف شخصي، ومن الممكن أن يعبر عن وجهة نظر كتلته النيابية!!
وقلل المشهداني من احتمال أن ينعكس تصريح حمودي تصعيدا في العلاقات بين البلدين، وقال: أعتقد أن الموضوع ليس أكثر من تصريح إعلامي، والموقف الرسمي "للدولة العراقية" يؤخذ من "وزارة الخارجية، وهي البوابة الدبلوماسية للبلاد"، رغم صدور مثل هذه الدعوة من عضو في لجنة العلاقات الخارجية دخل "البرلمان".

 

ويبدو للمتأمل بما وراء السطح، ومن يقرأ ما بين السطور، أن تصريحات حمودي البذيئة، ليست سوى دفاع غير مباشر عن الدور الإيراني الهدام في اليمن، عبر استخدام الحوثي وعصابته، لتمزيق اليمن، والإخلال بأمن الجزيرة العربية كلها.

 

ومما يؤسف له أن الحكومة اليمنية التي تدرك هذه الحقائق وتعلنها على الملأ-ولا سيما بعد عثور جيشها على أسلحة إيرانية مع فلول الحوثيين في صعدة-هذه الحكومة عالجت المسألة علاجاً غير مفهوم، فقد أعلنت عن افتتاح سفارة يمنية في بغداد الأسيرة، في خضم الحملة الصفوية المناوئة لليمن، والمنافحة عن عصابة الحوثي الدموية!!

 

وقد اضطرت "وزارة الخارجية" في حكومة الاحتلال الأمريكي/الصفوي في العراق، إلى إصدار بيان تنفي فيه وجود مكاتب للحوثيين في أي مكان في العراق!! وقالت الوزارة في بيان لها: (ترددت في وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة تصريحات تفيد بوجود مكتب للحوثيين في العراق أو عن نية لفتح مثل هذا المكتب، وفي هذا الصدد تؤكد وزارة الخارجية أن هذه الأنباء عارية عن الصحة تماماً".

 

وأضاف البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني "لا يوجد مكتب للحوثيين في أي مكان في العراق ولا توجد أي موافقات بهذا الشأن، وفي هذا السياق تؤكد وزارة الخارجية على سياسية حكومة العراق الواضحة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ودعوتها الى حل النزاعات بالطرق السلمية).

 

والسبب وراء بيان وزارة زيباري افتضاح الأدوار التي قامت بها تنظيمات شيعية عراقية في نقل عناصر من تنظيم الحوثي إلى إيران عبر العراق للتدرب على القتال، إلى جانب الحديث عن ضغوطات تمارسها المرجعيات الشيعية على الحكومة في بغداد لدعم الحوثيين.

 

وكانت القياديةُ في الائتلاف العراقي العميل لإيران جنان العبيدي قد كشفت عن وجود مكتب للحوثيين في النجف، وقالت في تصريح لقناة (الشرقية) العراقية "إن وجود مكتب للحوثيين في النجف لا يعني أن المرجعيةَ الدينية تدعم الحوثيين او تدعم العنف في اليمن"!!!

 

أما المدعو حامد الخفاف المتحدث باسم السيستاني فزعم أن الأخير لا علم له بوجود مكتب للحوثيين في النجف!!!
فهل يفاجأ المسلم من مجمل هذه المراوغات من أتباع دين التقية؟ وهل يجد تفسيراً للطريقة التي رد بها اليمن على مؤامرة بهذا الحجم وهذا الوضوح؟