نحن والغرب (1)
11 صفر 1431
عبد الباقي خليفة

سجال السياسة والثقافة.. التاريخ والجغرافيا

لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟

إنه السؤال الذي يشغل بال النخبة من أمتنا منذ أكثر من 100عام،وقد اختلفت معالجاتها وبحثها عن الجواب السديد.
وفي نطاق ذلك البحث،تميز الواثقون بهويتهم بتقديم إجابات تنبع من مبادئ ديننا،فعلى سبيل المثال:
أثبت الحل الإسلامي على مستوى المصارف، وعلى مستوى القيم الاجتماعية، وعلى مستوى البيئة وغيرها أثبت جدارته، وإن كانت بعض جوانبه في حاجة لتوضيح أكبر.

 

وهنا ينبغي للمشتغلين بقضية التطوير أن يقوموا بحوارات واسعة مع العلماء والمفكرين والمثقفين وتبادل الأفكار معهم قبل إعلان أي آراء أو إطلاقات معينة، هي مجرد تأثر بشكل ما بالغرب، أو انقطاع عن الجذور. وحتى لا يعتبر أحد نفسه، أو ينظر إليه على أنه قيم على الشعب والأمة يفكر نيابة عنهم، ويقرر باسمهم بأن الثقافة الوافدة والثقافة الأخرى يجب أن تحل محل ثقافتنا، بعد أن يصف الثقافتين كما يراهما هو أو مجموعته. والتأثر طبيعة إنسانية، وأنا هنا لا أنكرها ولا أتجاهلها، ولكن على المشتغلين بالتطوير أن يكونوا فاهمين لتاريخهم وللثقافة الإسلامية، حتى تكون أفكارهم تجديدية حقيقة وليس استنساخا. ولينتجوا أفكارا جديدة تحافظ على المبادئ الأساسية للإسلام، لأنه لا نهضة لأمتنا بدون ذلك.

 

ونفي هذه المبادئ أو الدعوة للقطع مع التاريخ والثقافة الإسلاميين دعوة للانتحار الثقافي وللتلاشي، فالذاتية مطلوبة لا سيما وأن الآخر لن يعطيك هويته مهما تتيمت بها. وستظل الآخر التابع، أو الآخر النسخة غير الأصلية. بل الآخر المغلوب وحتى القرد الذي يحاول تقليد (العالم الحر) دون أن يملك جميع خصائصه وذاتيته.. روح الإسلام هي الطاقة التي نحتاجها للفعل الحضاري والتميز الثقافي. لا يمكن أن نضيف شيئا للعالم، إن لم نكن مسلمين. لأنه بدون الإسلام لن نكون نحن، وفي نفس الوقت لن نكون الآخر. بدون الإسلام سنكون مسخا ليس له هوية، وفي نفس الوقت لا يمكنه الحصول على هوية بديلة.. إذن الإسلام قدرنا، ونحن في حاجة إليه أكثر من حاجته لنا.

العالم يريد أن يسمع آراءنا لعلها تضيف شيئا، وليس أن نكرر على مسامعه آراءه هو، فهو عندما يسمع البعض ممن يكررون آراءه ينظر إليه بازدراء.