25 جمادى الأول 1431

السؤال

السلام عليكم
تم العقد علي من شاب يدرس في الخارج، والآن لم يوفق في دراسته، ولا يملك سيارة، ولا بيتاً، ولا وظيفة، وكان اعتماده بعد الله - عز وجل - على الدراسة، ولم يوفق، لا أدري: هل أستمر معه أم أنفصل عنه، ما دمنا على البر!!
أفيدوني.. جزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
همام عبدالمعبود

الجواب

أختنا الفاضلة:
السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكِ، وشكر الله لكِ ثقتكِ بإخوانِكِ في موقع (المسلم)،اختنا الكريمة:
بداية فإنني أعتقد أن قرار قبول العقد من شاب ما زال في طور الدراسة وبالخارج، هو قرار خاطئ، ومتسرع، لم يدرس بعناية، ولم يراع احتمالات المستقبل، لكن قدر الله وما شاء فعل، ودعينا – أختنا الفضلى- نتعلم الدروس بدلا من أن نبكي على اللبن المسكوب، وأن نكون أقوياء قادرين على مواجهة الحياة بحلوها ومرها، كما علمنا ديننا الحنيف، ورسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم).
فإذا كانت المقدمات التي جاءت- على لسانك- في رسالتك تقول إنه: (لم يوفق في دراسته) + إنه لا يملك شيئًا من مقومات الحياة الأساسية، لا (بيت) ولا (وظيفة)، فإن النتائج المنطقية تقول إن القرار الأفضل هو الانفصال عنه، وطلب فسخ العقد منه، خاصة وأنكما لم تدخلا في مرحلة البناء بعد , هذا إن كان انفصالكما لن يترتب عليه ضرر آخر سواء نفسي بصورة بالغة غير متحملة أو عملي فيؤثر تاثيرا سلبيا فيما بعد ..
وفي تقديري أن هذا القرار (الانفصال) سيكون خيرًا لكما بإذن الله – إن تجنبنا إمكانية الإضرار كما سبق - ، حيث سيتيح لكل منكما التحرر من التزاماته تجاه الاخر، والانطلاق نحو إعادة بناء وتأسيس حياة جديدة، تناسبه هو وفقًا للظروف الآنية التي يمر بها، فبينما يجب عليه أن يفكر في شكل جديد لحياته (إعادة محاولة لنجاح في الدراسة أو الاتجاه لامتهان حرفة يحبها وينجح من خلالها في لإيجاد ذاته)، يجب عليكِ أن تطوي هذه الصفحة من حياتك وأن تبدئي في تسطير صفحة جديدة كلها أمل وتفاؤل وإشراق إن شاء الله.
ولا يجب أن تترك هذه التجربة أي آثار سلبية في حياتك، بل عليكِ أن تستفيدي منها الكثير من الدروس وأن تستخلصي منها العديد من العبر، التي تكون بالنسبة لك مصابيح هدى في الطريق الجديد الذي ستسلكينه، وثقي بأن الله (عز وجل) يؤخر لكِ الخير، وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصبكِ وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسراً.