2 شعبان 1431

السؤال

من صاحب القول في سورة يوسف: "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ" هل هو يوسف أو امرأة العزيز؟ لأني قرأت في أحد التفاسير أنه قول يوسف، وفي تفسير آخر أنه قول امرأة العزيز.
وكذلك قوله تعالى: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " ، فإذا كانت امرأة العزيز فهل يعني ذلك أنها كانت موحدة ومؤمنة.

أجاب عنها:
د. خالد السبت

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقوله: "ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ".
ذهب بعض أهل العلم إلى أنه من كلام امرأة العزيز, ورجحه الشيخ تقي الدين ابن تيمية, وأفرده في رسالة مستقلة, واختاره ابن كثير, وهو الأقرب للسياق.
وذهب بعضهم إلى أنه من كلام العزيز, وهو ضعيف.
وذهب الأكثرون – واختاره ابن جرير- إلى أن ذلك من قول يوسف عليه السلام.
وعلى هذا يكون ذلك من قبيل الموصول لفظًا المفصول معنى. وله نظائر في القرآن.
وعلى الأول يكون الكلام كله لامرأة العزيز, والأصل توحيد مرجع الضمائر. والله أعلم.
ولا يعني ذلك أنها كانت مؤمنة. لكن المشركين لا ينكرون رحمه الله ونحو ذلك مما يرد على ألسنتهم.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.