ابن جدو.. وحواره المفتوح لناس دون ناس!!
25 شعبان 1431
منذر الأسعد

غسان بن جدو إعلامي مخضرم فهو اليوم-ومنذ سنوات- صاحب برنامج (حوار مفتوح) بقناة الجزيرة الشهيرة، وكان قبل ذلك مراسلاً في طهران للقسم العربي بإذاعة بي بي سي في لندن.

 

الرجل تونسي الأصل ولا ندري ما الذي جذبه إلى إيران الخميني التي عشقها إلى درجة الانخلاع من انتمائه السني واعتناقه الشيعة الإمامي.

 

وهو لبق وذو حضور متميز ويحرص على التظاهر بالموضوعية وينجح في مسعاه أمام العوام، لكن الخبير المتعمق في ما وراء السطور وما بينها، لا يحتاج إلى عناء كبير لكي يضع يده على تحيزات غسان إلى رهطه من آيات قم وحسن نصر الله. وليس سراً أن لغسان بن جدو حظوة مكشوفة لدى هؤلاء تتيح له ما لا يتاح لغيره، فهو من أذكى المنافحين عن القوم بغير أسلوبهم الفج الصلف المنفّر.

 

الحلقة التي بثتها الجزيرة يوم السبت19شعبان1431(31/7/2010م) كانت خاصة بالوضع اللبناني المتوتر، بسبب افتعال حزب نصر الله أزمة لنسف ما تبقى من المحكمة الدولية الخاصة بقتلة رفيق الحريري، كما تزامنت الحلقة مع زيارة تاريخية قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى بيروت يصحبه الرئيس السوري بشار الأسد.

 

واختار غسان ضيفاً معروفاً بولائه الأعمى لولاية الفقيه وتوابعها هو ناصر قنديل ذو اللسان الطلق في الشتم والسب وتوزيع اتهامات الخيانة والعمالة لواشنطن وتل أبيب، ونياشين البطولة والشرف لسادته وأتباعهم! وفي المقابل، استضاف ابن جدو الدكتور جهاد عودة من القاهرة، في خطوة تعلن بنفسها عن خبثها!! فلبنان هو مرتكز المناقشة، فما صلة مصر به؟

 

ولماذا لم يأتِ صاحب الحوار المفتوح بضيف يمثل وجهة النظر الأخرى في الساحة اللبنانية، ولو كان ضيفاً ضعيف الحضور وبطيء الكلام، لكي يستأسد قنديل كعادته في غياب خصومه الأقوياء؟!

 

وليت مخاتلة ابن جدو وقفت عند هذا الحد المسيء إليه مهنياً، فهو لم يكن يخفي تأييده لمزاعم قنديل المعروفة والمكرورة، بل إنه تعامى عن الساحة العراقية كلياً بالرغم من حديث ضيفه الصفوي عن معسكر الممانعة ومعسكر "الاعتلال"!! فهل يجهل غسان تآمر حكام العراق الجدد مع "الشيطان الأكبر" أمريكا بتنسيق تام مع نظام الملالي بعامة ومع "المرجع"علي السيستاني بخاصة؟!

راقبوا غسان بن جدو في جميع برامجه ثم احكموا إن كنا قد بالغنا ولو بشطر كلمة في وصفنا لممارساته الدائمة!!

*******

 

أيضاً وأيضاً.. إعلامنا لا يدري بهم!!

في الأسبوع الماضي نبهنا إلى انعدام المهنية-فما بالنا بغياب الحس الإسلامي-لدى أكثر وسائل الإعلام العربية التي يستبد بها غلمان اللا دينية. فهم يتجاهلون دخول أناس معروفين أو مشهورين في دين الله عز وجل، تجاهلاً يزيل عنهم كل الأردية المستعارة التي يخفون عوجهم وراءها، فهم يمقتون الإسلام نفسه وليس كما يدعون من أنهم يناوئون جماعة أو حزباً أو شيخاً!!أو ينتقدون سلوكاً أو تصرفات!!

 

ويشاء الحق سبحانه أن تحمل إلينا الأنباء بهمس اعتناق اثنتين من السيدات الغربيات الإسلام الحنيف، إحداهما تأثرت بمصرع الناشط التركي في أسطول الحرية فرقان دوغان الذي نحسبه شهيداً والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً. والأخرى ناشطة بريطانية تأثرت بثبات الشعب الفلسطيني في وجه أعتى عدو وحشي في التاريخ، لكن السبب المباشر الذي جعلها تهتز من أعماقها وتسارع إلى سعة الإسلام، هو استماعها إلى تلاوة سورتيْ الإخلاص والكافرون!!

 

تقول في ابتهاج لا تخفيه: حضرت معسكرا للشباب من خلال عملي في مجلس الخدمات التطوعية، وكان ثلاثة من أفراد المجموعة مسلمين، وكان الترتيب يسمح لوالدتهم بالقدوم إلى المعسكر ومساعدتي في تنظيمه. وبمرور الوقت، بدأت أتحدث مع الأم عن الإسلام، وطرحت عليها كثيرا من الأسئلة حول الزي والشريعة والإيمان والصلوات. منذ تلك اللحظة، بدأت رحلة البحث عن الإيمان، وبعد انتهاء المعسكر ظللت على اتصال بتلك العائلة، وكانوا سعداء بالإجابة عن كل أسئلتي، حتى لو كانت سخيفة. ثم دعيت بعدها لتناول طعام الإفطار مع العائلة في رمضان. ثم توالت الزيارات، وفي إحدى الدعوات كانت زميلتي أمرينا تصلي وتقرأ القرآن بصوت مسموع، حيث صلت بسورة الكافرون وسورة الإخلاص، اللتين علقتا في ذهني....