المجاهدون ضد الغزاة خوارج!!
24 رمضان 1431
منذر الأسعد

الحلقة الأخيرة من برنامج (الاتجاه المعاكس) بقناة الجزيرة - الثلاثاء14رمضان1431 الموافق24/8/2010م- حلقة تستحق العناية والتوقف عندها والتعليق عليها.فموضوعها ساخن جداً، وهو المفاضلة بين المقاومة ضد الغزاة الأجانب، والإخلاد إلى الأرض بالدعوة إلى تحرير الأرض المحتلة من دون عنف!!

 

وقد كان أحد ضيفي الحلقة شخصاً طاعناً في السن، ذا لحية موفورة، كان ذات يوم من رموز الدعوة إلى الله ولقي في ذلك عنتاً ليس أقله إيداعه السجن بضع سنين. إنه جودت سعيد السوري الجنسية ، الجركسي الأصل.

 

وسعيد صاحب كتاب "مذهب ابن آدم الأول" الذي صدر منذ نحو نصف قرن، وانقسم الناس حوله بين مؤيد ومعارض. والفكرة المحورية في الكتاب المذكور هي نبذ الخروج المسلح على الحكام، وهو مبدأ نؤيده عن اقتناع وندين الله به وإن اختلفنا مع سعيد في مصدر هذه القناعة، فنحن لدينا أحاديث صحيحة نستند إليها، ولا ننطلق من موقف ابن آدم المظلوم الذي آثر أن يقتله أخوه، وليس ها هنا مجال الخوض في تفاصيل ذلك.

 

لكن مشكلة جودت سعيد جاءت بعد ذلك، فهو تجاوز الاحتجاج على الاحتراب الداخلي لتغيير الحكومات إلى تطبيق المبدأ ذاته على الغزو الخارجي والاحتلال الأجنبي، وأصبح مفتوناً بدعوة غاندي إلى اللا عنف، فصارت هي الأصل  وأضحت نصوص القرآن والسنة في خدمتها إما بتجاهلها وإما بإخراجها من سياقها وإما ببترها وأحياناً برفضها بذرائع واهية وساقطة شرعاً وعقلاً!!

 

ولذلك ظهر جودت سعيد في الاتجاه المعاكس وهو يهاجم سائر المجاهدين الذين يقاتلون لتطهير ديارهم من الغزاة ، بل إنه يضعهم في صف واحد مع الخوارج القدامى والمعاصرين!! واشتمل حكمه الجائر هذا على حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة بالاسم الصريح. وقد عجب المذيع فيصل القاسم جداً عند هذا الحد، فما من عاقل يستسيغ أن يكون الجهاد ضد الصهاينة خروجاً!!

ولم تسلم من ترهات جودت سعيد  قضية الجهاد أصلاً وتاريخاً، فهو يصف القرون الأربعة عشر الماضية بأسوأ الأوصاف!!

 

حتى فيصل القاسم استفزه الرجل الذي يهذي ويزعم أنه يقدم الإسلام الصحيح والآخرون كلهم خوارج أو متخلفون أو....فالآيات القرآنية المحكمة عن الجهاد والشهادة وفعل النبي والصحابة كلها تدحض مزاعمه التي وصلت إلى درك ادعائه أن إدارة خدك الأيسر لمن ضربك على الأيمن إسلامية وليست نصرانية فحسب!! حتى لو كان الضارب المعتدي هو "إسرائيل" أو أمريكا!!

 

والمفارقة أن هذا الأفاق الذي يدعو إلى الاستسلام المطلق للغزاة كان يتحدث  على الهواء من العاصمة السورية من دون منغصات، العاصمة السورية التي اقتادت قبل شهور الشيخ عبد الرحمن كوكي إلى غياهب المعتقلات لأن خصمه التافه في الاتجاه المعاكس تحدث عن عدم تحجب زوجة الرئيس السوري!!

فهل باتت الخيانة في "عاصمة الممانعة" وجهة نظر؟

*******

 

شتم الإسلام شرط الدولة المدنية!!

وهذا ليس من عندنا ولا هو حيلة صحفية للتشويق بوضع عنوان مثير لا أصل له!!

فالكاتبة الشيوعية المعروفة فريدة النقاش تتبنى هذا السخف علانية.قالت-فُضّ فوها- في معرض تعليقها على تعمد مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة  حكومية بشتم الدين الإسلامي ومقدساته أمام مرؤوسيه، قالت بوقاحة لا تُحسَدُ عليها: إنها تستنكر بشدة شكوى الصحافيين على المذكور لسبه الدين، لأن غضبهم من بذاءته واستهزائه بمقدساتهم يعني خلط الدين بالسياسة!!كذا والله.وما تخفي صدورهم أكبر!!

 

وأنا العبد الفقير إلى مولاه أتحدى هذه الزنديقة أن تتخذ موقفاً مماثلاً من حديث أي مصري عن إحدى فضائح قسس القبط الموثقة بالصوت والصورة!!فكيف لو تكلم أحد الدعاة عن تحريف الأحبار والرهبان للتوراة والإنجيل؟فورب السماء والأرض سوف تهيج العجوز الخرفة وتدعو إلى محاكمة عاجلة لمن يجترئ على قوم الصليب بشطر كلمة، لأنه يهدد الوحدة الوطنية!!وهو إرهابي ومن أتباع القاعدة!!

 

أليست هي وحزبها من أيتام الماركسية المرتزقين من موائد "الأمبريالية"اليوم، قد هاجوا وماجوا عندما نشر تحقيق صحفي موثق عن فضائح جنسية لكاهن قبطي مطرود؟فتصور يا رعاك الله لو كان الفاجر ما زال على رأس عمله!!

شاهت الوجوه!!