رئيس "جمهورية"السويس الديكتاتورية !!
20 شوال 1431
منذر الأسعد

رئيس "جمهورية"السويس الديكتاتورية !!

بالطبع لا توجد دولة بهذا الاسم. فالسويس مدينة تقع في صميم جمهورية مصر العربية الشقيقة، وهي مدينة اشتهرت بمعارك عز ومواقع فخار ضد العدو اليهودي وشركائه في العدوان الثلاثي على مصر الغالية في عام1956م. وأكثر تلك الصفحات المشرفة لم تكن مواجهات بين جيشين وإنما مقاومة شعبية رائعة قادها علماء دين شهدت لهم أمتهم بالإقدام والشهامة والإباء.فسطورها من نور سطّرها أبطال أشاوس قضى كثير منهم نحبه في المعمعة، نحسبهم شهداء والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً.

 

إن بطاقة التعريف التذكيرية هذه ضرورية لفهم ما تعانيه السويس البطلة في الوقت الحاضر، ليس على يد عدو أجنبي بل على يد مصري عربي مسلم اختارته بلاده محافظاً لسويس الصمود ليكون في خدمة أهلها وبانياً لمستقبل أكثر إشراقاً لها، فإذا به لسبب مجهول يقود اعتداء أثيماً عليها، بل على رمز هو أعز رموزها: بيت من بيوت الله تعالى، التي أَذِنَ الله أن يُذْكَرَ فيها اسمه، يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذِكْر الله وإقام الصلاة!!
العجيب في الأمر أن لجنة الفتوى في الأزهر الشريف أنكرت تصرف المحافظ الفج، لكنه في ما يبدو لا يصغي إلى أحد،وكأنه فعلاً يتوهم أنه ديكتاتور يستبد بدولة مستقلة، وليس مجرد مسؤول في بلد ينص دستوره على أن الشريعة الإسلامية مصدر رئيس للتشريع فيه.

’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

 

 

قناة العربية والوقاحة الغبية
فضيحة أخرى تضيفها قناة العربية إلى سجلها الحافل بالسلوك غير الشريف مهنياً.ففي يوم الأحد‏26 رمضان1431(5/9/2010م) بثت حلقة جديدة من برنامجها: عالم الكتب، وتضمنت فقرته الرئيسية عرضاً لكتاب يحمل عنوان: ( أبعد من إدراك أمريكا/100عام من الدبلوماسية الفاشلة) الصادر في الولايات المتحدة الأمريكية،وذلك من خلال إجراء حوار مع مؤلف الكتاب : ستيفن كوهين.

 

إلى هنا،يظل الأمر مقبولاً من حيث الشكل،وإن كان الأفضل في برامج كهذه استضافة مثقف آخر يعارض آراء المؤلف.لكن الطامة الكبرى في الحلقة سبقتها زمنياً بضع دقائق،ففي فقرة ترويجية جاء التعريف بمحتوى كتاب كوهين بصيغة تناقض محتوى الكتاب بحسب الحوار الذي أجراه المذيع معه. إذ تمحورت الفقرة الترويجية حول اتهام التغريبيين للعرب كافة بتضييع فلسطين نتيجة عدائهم غير العقلاني للصهيونية!

لكن المفاجأة تتجلى في التناقض التام بين التعريف المختلق بالكتاب، وبين هوية الكتاب مثلما يقول عنوانه ويؤكد صاحبه بلسانه، ذلك أن الكتاب لا يقول بهذه الفرية التي تريد تبرئة الصهاينة من جرائمهم المستمرة منذ زهاء ستة عقود من الزمان. بل إن الكاتب يركز على كشف عوار السياسة الأمريكية إزاء الصراع العربي/الصهيوني من زاوية إخفاقها في حماية المصالح الإستراتيجية لواشنطن،وليس انتصاراً للعدالة أو الانحياز إلى أصحاب الحق.فالمؤلف يتهم بلاده بفشل دبلوماسيتها على مدى 100 السنة الماضية-مثلما يلخص عنوان الكتاب رأيه بدقة وصراحة-.

 

فهل كانت فقرة الدعاية المزورة تعبّر عن العقل الباطن لكهنة القناة وعما يودون لو أن المؤلف قاله؟علماً بأن الرجل-بحسب ما يوحي اسمه-يهودي!!
إنها وقاحة مألوفة والشيء من معدنه لا يُسْتَغرَبُ،لكنها وقاحة رخيصة مفضوحة حتى أمام الحمقى.فهلا أدرك المشاهد حجم ازدراء القناة المؤدلجة لذكائه؟